رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

في حجم حبة الأرز.. جهاز ينقذ آلاف الأرواح من أمراض القلب

جهاز في حجم حبة الأرز
جهاز في حجم حبة الأرز

في إنجاز طبي واعد، كشف باحثون من جامعة نورث وسترن في ولاية إلينوي الأمريكية عن جهاز جديد لتنظيم ضربات القلب بحجم أصغر من حبة الأرز، يمكنه إنقاذ حياة آلاف المرضى المعرضين لخطر اضطرابات القلب. 

ويتميز الجهاز بإمكانية زرعه في القلب دون الحاجة لأي تدخل جراحي، حيث يُحقن عبر الجلد بطريقة بسيطة وغير مؤلمة، ما يفتح آفاقًا جديدة في عالم الرعاية القلبية، خاصة في الحالات المؤقتة أو الطارئة.

وداعًا للأسلاك والبطاريات الجراحية

منذ عام 1958، تُستخدم أجهزة تنظيم ضربات القلب لإنقاذ الأرواح من خلال ضبط إيقاع القلب، إلا أن اعتمادها على الأسلاك والمكونات المعدنية القابلة للتلف يؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل العدوى، الجلطات، تلف الأعصاب، بل وفي بعض الحالات القاتلة، كما حدث مع رائد الفضاء الشهير، نيل أرمسترونج، الذي تُوفي بسبب مضاعفات ناتجة عن إزالة جهاز مؤقت.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، لا يحتاج الجهاز الجديد إلى أسلاك أو بطارية، بل يعتمد على تفاعل كيميائي بين معدنين داخله يتلامسان مع سوائل الجسم لإنتاج الطاقة اللازمة لتشغيله. 

كما أنه مصنوع من مواد قابلة للتحلل الحيوي، تذوب بعد انتهاء مهمته، وتخرج من الجسم طبيعيًا، ما يجنّب المرضى أية مضاعفات جراحية لاحقة.

مستشعر ذكي وتحفيز ضوئي لإنقاذ القلب في اللحظة الحرجة

يرافق الجهاز قرص صغير يُزرع على سطح الجلد أعلى القلب، مزوّد بمستشعر يكشف فورًا أي خلل في ضربات القلب. 

وعند حدوث ذلك، يطلق المستشعر نبضات من ضوء تحت الأحمر تخترق الجلد والعضلات لتُفعّل جهاز تنظيم ضربات القلب داخليًا، يعيد النبض إلى وتيرته الطبيعية، ثم يتوقف حتى الحاجة التالية.

حل مثالي للرضّع ومرضى القلب المؤقتين

وفقًا للخبراء، قد يُحدث هذا الابتكار ثورة في مراقبة القلب، خصوصًا لدى الأطفال حديثي الولادة الذين يولد أكثر من 6000 منهم سنويًا في بريطانيا بعيوب خلقية قلبية، ويحتاج كثير منهم إلى مراقبة نبض القلب بعد الجراحة، إذ تُمثل الجراحة التقليدية في هذه الحالات عبئًا ومخاطر محتملة، فيما يقدم هذا الجهاز حلًا آمنًا وسهلًا.

كما يمكن استخدامه للبالغين الذين يعانون من اضطرابات مؤقتة في ضربات القلب نتيجة مضاعفات أو التهابات، ما يمنحهم فرصة للشفاء دون الخضوع لجراحات إضافية.

نتائج واعدة وتجارب بشرية في الأفق

نُشرت نتائج أولية مبشّرة للتجارب الحيوانية في مجلة "نيتشر"، وأثبتت أن الجهاز قادر على تصحيح الاضطرابات القلبية بكفاءة، ويتوقع العلماء بدء التجارب السريرية البشرية خلال عامين إلى ثلاثة أعوام.

ويأمل الفريق العلمي في المستقبل القريب أن يتم حقن عدة أجهزة دقيقة في مواضع مختلفة داخل القلب لمراقبة أدق لأنشطته الكهربائية، بدلًا من الاعتماد على أقطاب في موقع واحد.

يأتي هذا التطور في سياق توجه عالمي لتصغير الأجهزة الطبية القلبية وتحسين فعاليتها؛ ففي يناير الماضي، أُجري تركيب جهاز لاسلكي صغير في مستشفى كاسل هيل شرق يوركشاير البريطانية لمريض كان يعاني من مشكلات متكررة مع الأجهزة التقليدية. 

وأظهرت التجربة نتائج مشجعة في تقليل تداخل الإشارات مع الأجهزة الإلكترونية الأخرى.

وصف البروفيسور فرانسيسكو لييفا ليون، استشاري أمراض القلب في مستشفى الملكة إليزابيث، الجهاز الجديد بأنه "خطوة رائدة" قد تقلل بشكل كبير من المضاعفات المرتبطة بالجراحة. 

كما أكد البروفيسور جيري ستانسبي، جراح الأوعية في مستشفيات نيوكاسل، أهمية هذه التقنية في التعامل مع الرضع والفئات الأكثر هشاشة.

رغم أن الجهاز الجديد لا يُعد بديلًا لأجهزة تنظيم ضربات القلب الدائمة، إلا أنه يمثل تطورًا كبيرًا في مجال الطب القلبي، ويمهد الطريق لمستقبل تتحول فيه الرعاية الطبية إلى حلول أقل تدخلًا وأكثر أمانًا.