كوب عصير «عناب» ينهى حياة شاب فى شربين بالدقهلية

الأم تحتضن ملابس ابنها وتبكي: يعنى كده خلاص حسن مات؟
شقيقة الضحية: قتلوا السند الوحيد ولن أرتاح حتى أحصل على حقه
الحزن يكسو الوجوه، والآلام تعتصر القلوب، ونساء متشحات بالسواد، حزنًا على «حسن» الشاب الذى فقد حياته غدرًا بسبب ثمن كوب عصير «عناب».
داخل مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، بينما كان يسود الهدوء المنطقة، استيقظ حسن فى الصباح وبابتسامته الهادئة ودع والدته التى اعتادت الدعاء له، متوجهًا إلى عمله فى مقهى يملكه «خاله»، لمساعدتها على متطلبات الحياة، خاصة بعد وفاة شقيقه غرقًا منذ سنوات، لم يكن يعلم حسن أنه الوداع الأخير، وأن القدر سيقف بينه وبين تحقيق أحلامه.
بينما كان يعمل «حسن»، بالمقهى محل عمله كعادته دخل أحد الأشخاص من رواد المقهى، وقام بفتح الثلاجة ليجد زجاجة من عصير «العناب» فقام باحتسائها دون استئذان أو دفع ثمنها، وعندما عاتبه «حسن» وطالبه بدفع ثمنها فأنكر المتهم أنه تناولها، نشبت بينه وبين المتهم مشادة كلامية تدخل على إثرها الأهالى وتمكنوا من تهدئة الأمور والصلح بين الطرفين.
انصرف المتهم وقد تملك الشيطان منه، وظل يفكر كيف سينتقم من «حسن»، وبعد لحظات قرر التخلص منه فبيت النية وعقد العزم على قتل المجنى عليه، فتوجه إلى منزله لتغيير ملابسه، ثم عاد مرة أخرى إلى المقهى وبحوزته سلاحًا أبيضًا «مطواة»، وما أن رأى «حسن» حتى سدد له طعنة غادرة فسقط قتيلا فى الحال، فى مشهد مأساوى تقشعر له الأبدان، وأثناء ذلك حاول خال الضحية الدفاع عنه ومنع المتهم من دخول المقهى مرة أخرى باستخدام طاولة خشبية قام الأخير بطعنه فى الرقبة ما أسفر عن إصابته، إلا أن العناية الإلهية أنقذته من اللحاق بنجل شقيقته بعدما قام الأهالى بنقله للمستشفى لتلقى العلاج.
داخل منزل بسيط بمدينة شربين، حيث البيوت المتراصة والمتلاصقة، جلست الأم المكلومة تحتضن ملابس نجلها، والجيران يجلسون حولها لمواساتها، وبصوت خافض وكلمات ممزوجة بالألم والحسرة، روت الأم تفاصيل الوداع الأخير بينها وبين نجلها الشاب الذى مات غدرًا، حيث قالت «حسن» بدأ العمل فى المقهى منذ 40 يومًا فقط، بناءً على طلب خاله، وأنه استيقظ فى الصباح وطلب منها تحضير الفطار له قبل ذهابه للعمل، ثم جلسا يتبادلان الحديث فى أمور الحياة وكيف سيوفر لها متطلبات المعيشة خاصة بعد طلاق شقيقته، ثم طلب منها الدعاء له وذهب لعمله.
تلتقط الأم أنفاسها وتستكمل حديثها، قائلة: «بعد ساعات من خروج حسن علمت بخبر وفاته فهرولت للمستشفى ظنًا منى أنه قد أصيب فى مشاجرة، إلا أننى فوجئت بخبر وفاته، الخبر الذى وقع عليّ كالصاعقة «يعنى كده خلاص حسن مات.. يعنى مش هشوفه تانى؟».
وتابعت الأم المكلومة وعينيها تبحث عن نجلها فى كل مكان لعلها تجده بين المتواجدين، فابنها الراحل كان العائل الوحيد لها، وكان يحلم بأن يوفر لهما حياة كريمة، كما رفض خروجها أو شقيقته للعمل وقرر تولى مسؤليتهما بعد وفاة والده، مشيرة إلى أنه كان قد أُصيب فى وقت سابق بحادث تطلب إجراء عملية جراحية لتركيب شرائح ومسامير فى قدمه، مما جعله يتوقف عن العمل لفترة طويلة حتى تحسنت حالته النفسية وقرر مساعدة خاله فى المقهى.
فيما طالب خال المجنى عليه «ناصر أحمد»، بالقصاص العاجل» من القاتل، مؤكدًا أن نجل شقيقته مات غدرًا ودون مبرر لقتله بتلك الطريقة البشعة.
تفاصيل الواقعة، بدأت بتلقى الأجهزة الأمنية بالدقهلية، إخطارا يفيد وقوع مشاجرة بين شخصين وسقوط قتيل بدائرة مركز شرطة شربين.
وعلى الفور انتقلت قوة أمنية لمكان البلاغ، وبالفحص تبين نشوب مشادة كلامية بين المجنى عليه «حسن. ا»، والمتهم الذى اعتاد التردد على المقهى وتناول المشروبات من الثلاجة دون دفع ثمنها.
وكشفت التحريات، أن الخلاف نشب بين المتهم والضحية بسبب رفض الأول دفع ثمن كوب عصير، قام على أثرها المتهم بالتعدى على الضحية بسلاح أبيض، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق وأمرت بحبسه 4 أيام، ومن ثم قرر قاضى المعارضات تجديد حبسه.