رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

لطلب البركة وطول العمر.. صيني يشتري نعشًا لوالدته ويقيم لها جنازة

بوابة الوفد الإلكترونية

في واقعة أثارت تفاعلًا واسعًا مواقع التواصل الاجتماعي، أقدم رجل صيني من بلدة شوانغشيكو التابعة لمدينة تشانغده بمقاطعة هونان جنوب الصين، على خطوة غير مألوفة تكريمًا لوالدته المسنة، حيث اشترى لها نعشًا فاخرًا وجعلها تجلس بداخله، قبل أن يستأجر 16 رجلًا لحمله إلى منزل العائلة وسط موكب احتفالي كبير، في لفتة هدفها التعبير عن البر بها وجلب الحظ السعيد وطول العمر لها، وفقًا لما أفادت به صحيفة South China Morning Post (SCMP).

 

النعش كرمز للبركة في الثقافة الصينية

يستند هذا التقليد الغريب إلى معتقدات راسخة في الثقافة الصينية، حيث يُعتبر التابوت، أو "جوانكاي" باللغة الصينية، رمزًا للبركة والازدهار، نظرًا لتشابه لفظه مع مصطلح "الثروة الرسمية"، ويعتقد كثيرون أن تجربة النعش في الحياة تمنح كبار السن الطمأنينة، وتساعد في جلب السلام وطول العمر.

 

موكب احتفالي وسط حشود وفرقة موسيقية

انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع يُظهر المرأة السبعينية جالسة داخل التابوت وهي تبتسم وتحمل مروحة بيدها، بينما يحمل النعش 16 رجلًا، ثمانية في المقدمة وثمانية في المؤخرة، يسيرون وسط موكب شعبي صاخب، كما ظهرت فرقة نحاسية تعزف الألحان التقليدية، أمام حشد كبير من القرويين الذين اصطفوا لمتابعة المشهد غير المألوف.

وعند وصول الموكب إلى المنزل، أُقيمت طقوس تقليدية شملت حرق البخور وتقديم القرابين، ضمن مراسم تُعرف محليًا بـ"جنازات الأحياء"، وهي طقوس رمزية شائعة في بعض المناطق الريفية، تعكس قبولًا هادئًا لفكرة الموت.

 

"البر بالوالدين".. طقس تقليدي بدأ يتلاشى

قال أحد القرويين المشاركين في الحدث، ويدعى "تانغ"، في حديث لمحطة إذاعة قويتشو التلفزيونية، إنه سبق أن شهد مثل هذه المراسم ثلاث مرات في حياته، مشيرًا إلى أن الهدف منها هو التعبير عن البر بالوالدين وتكريمهم في حياتهم، وأضاف: "إنها عادة قديمة في المناطق الريفية، ورغم أنها نادرة اليوم، إلا أن كبار السن عادة ما يشعرون بسعادة كبيرة بها".

وأوضح تانغ أن التكلفة الإجمالية لهذه المراسم، التي شملت استئجار حاملي النعش، الفرقة الموسيقية، وإقامة مأدبة فاخرة للضيوف، بلغت نحو 20 ألف يوان، أي ما يعادل تقريبًا 2800 دولار أمريكي.

عدد حاملي النعش وقواعد غير مكتوبة

رغم عدم وجود قواعد صارمة حول عدد حاملي التابوت، إلا أن العادات الشعبية تفضل أن يكون العدد ثمانية أو ستة عشر شخصًا، في إشارة رمزية إلى "الثمانية الخالدين"، وهم شخصيات أسطورية ترمز للحماية والخلود، ومن المعتقدات المهمة أيضًا أن النعش لا ينبغي أن يلامس الأرض أثناء الموكب، لذا يحرص الكثير من الناس على المساعدة في الحمل، لضمان مسار سلس ومستقر.