رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

هل تُطبع دمشق مع تل أبيب؟ لقاء مرتقب بين الشرع ونتنياهو تحت مظلة أمريكية

الشرع ونتنياهو
الشرع ونتنياهو

في مشهد سياسي لم يكن ليتبادر إلى أذهان المراقبين، تتجه بوصلة الشرق الأوسط نحو تحول استراتيجي مفاجئ، مع تقارير وتصريحات تُشير إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، برعاية مباشرة من الولايات المتحدة. 

 

الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي تولّى السلطة في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، يفتح قناة تواصل مع إسرائيل، فيما يصفها رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بأنها "فرصة تاريخية" لإنهاء عقود من العداء، وبينما تتحرك الملفات خلف الكواليس، يبدو أن سبتمبر المقبل قد يشهد لحظة فارقة في تاريخ العلاقات بين دمشق وتل أبيب، تمهد لاتفاق ربما يعيد رسم خرائط النفوذ في المنطقة.

 

 

حول ذلك، يقول نتنياهو خلال تصريحات أدلى بها مؤخرًا، إن "الفرصة جاءت بفعل التغيرات الأمنية العميقة بعد انهيار نظام الأسد"، مضيفاً أن "إيران وحزب الله خرجا من المشهد السوري"، ما يمنح إسرائيل هامشاً أوسع للتحرك باتجاه اتفاق يضمن أمنها على الجبهة الشمالية مؤكدًا أن السوريين سيكسبون الكثير إذا اختاروا طريق السلام، كما حذر من أن العودة إلى الصراع ستكبّد سوريا خسائر كبيرة، على حد زعمه.

 

وفي المقابل، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، بطلب مباشر من نتنياهو، قائلاً: "أردنا منح سوريا فرصة". وأشاد بشخصية الرئيس السوري الشرع بعد لقائه به، مشيرًا إلى أنه "رجل قادم من بيئة صعبة، لكنه مثير للإعجاب" وفقًا لتعبيره.

 

وفي تطور لافت، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن لقاء مرتقب بين نتنياهو والشرع في البيت الأبيض خلال سبتمبر المقبل، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يُنتظر توقيع اتفاقية أمنية برعاية أمريكية.

 

وبحسب ما أفادت به القناة 24 الإسرائيلية، فإن هذا الاتفاق سيشكل بداية مسار للتطبيع بين الجانبين، رغم استمرار الخلاف حول مصير مرتفعات الجولان المحتلة. وأشارت تقارير إلى أن تل أبيب لا تنوي الانسحاب منها في المرحلة الراهنة، مبررة ذلك بوجود تهديدات أمنية في جنوب سوريا.

 

وفيما يتكتم الجانبان على تفاصيل المحادثات، نقل موقع "إسرائيل هيوم" عن مصادر مطلعة أن مبعوثاً من الإدارة الأمريكية زار دمشق مؤخراً لاستكمال الصيغة النهائية للاتفاق، في إطار صفقة أوسع تشمل التهدئة في غزة، ما يربط الملف السوري بشكل مباشر بتوازنات أوسع في المنطقة.

 

في المحصلة، يبدو أن المنطقة تقف على أعتاب تحول استراتيجي كبير، قد يعيد تشكيل تحالفاتها وحدودها، في حال نجح الاتفاق في العبور من التصريحات إلى حيز التنفيذ.