ربع قرن من الاندماج والمساهمة في نظام الرعاية الصحية الإيطالي

في حدث وطني بارز، احتفلت نقابة الأطباء والعاملين في مجال الصحة من أصل أجنبي في إيطاليا (AMSI) بمرور 25 عامًا على تأسيسها، خلال مؤتمر وطني ناجح عُقد في 28 يونيو 2025، بحضور أكثر من 100 من الأطباء والمهنيين الصحيين من جنسيات متعددة، إلى جانب نظرائهم الإيطاليين.

 شهد المؤتمر، الذي جاء ضمن فعاليات الدورة الخامسة والعشرين الدولية ومتعددة التخصصات، تقديم تقرير شامل ومُحدث حول أوضاع ومساهمات العاملين الأجانب في النظام الصحي الإيطالي.

فؤاد عودة: "كل معطف أبيض هو مورد وقيمة مهنية وإنسانية"

افتتح البروفيسور فؤاد عودة، مؤسس ورئيس AMSI، أعمال المؤتمر بتقديم تقرير مُفصل عن العاملين الأجانب في قطاع الصحة الإيطالي حتى 31 مايو 2025، مؤكدًا أن إيطاليا تحتضن اليوم أكثر من 118,600 مهني صحي من أصول أجنبية، بزيادة قدرها 58.13% منذ عام 2000. 

وقال عودة: "بدون مساهماتهم، لأُغلِق أكثر من 3,000 قسم وخدمة صحية، لا سيما في المناطق الطرفية والهشة. كل معطف أبيض يحمل قيمة، ليس فقط من حيث الكفاءة، بل من حيث الإنسانية أيضًا. نريد نظام رعاية صحية عادل، شامل وعالمي، وليس مجرد حلول مؤقتة".

أرقام تكشف الواقع والدور الحاسم

الأطباء الأجانب: 47,620

الممرضون/الممرضات: 43,600

أطباء الأسنان: 7,930

العلاج الطبيعي: 7,810

الصيادلة: 7,670

علماء النفس: 4,270

مهن صحية أخرى: 739

وعلى الرغم من هذا الحضور القوي، لا يزال 11,300 مهني أجنبي مؤهل غير قادر على ممارسة المهنة، بسبب العقبات البيروقراطية والإجراءات المعقدة والمكلفة، مع رفض 25% من الطلبات، بينما لم يتقدم الباقون بسبب الإحباط.

تشير البيانات إلى أن من بين 43,600 ممرض/ة أجنبي، لا يتجاوز عدد المسجلين رسميًا 26,600 فقط، والبقية يعملون بعقود غير مستقرة أو في منشآت خاصة دون ضمانات مهنية. 65% منهم لا يحملون الجنسية الإيطالية، مما يحرمهم من التقدم للمسابقات العامة والمشاركة في النظام الصحي الرسمي.

من المتوقع أن يشهد القطاع الصحي خروج أكثر من 100 ألف مهني للتقاعد بين عامي 2026 و2030، من بينهم 66,670 ممرضًا و35,600 طبيب، فيما تتزايد طلبات الهجرة من المتخصصين الإيطاليين الشباب الباحثين عن بيئة مهنية أكثر عدلًا في دول مثل سويسرا وألمانيا ودول الخليج.

وفي كلمته، أكد عودة أن "الهدف ليس فقط سدّ النقص، بل بناء نظام صحي عادل ومتكامل"، مطالبًا بإصلاحات عاجلة تشمل:

إزالة الشروط المجحفة أمام الأطباء الأجانب للوصول إلى الوظائف العامة

توفير منح تخصصية في المجالات التي تعاني من نقص

تقليل المدة الزمنية للاعتراف بالمؤهلات الأجنبية

إلغاء شرط الجنسية للتقدم للمسابقات

وضع حد للهجرة المهنية للخارج

إقرار قوانين صارمة لحماية العاملين الصحيين من الاعتداءات

تحسين أوضاع العاملين بفضل مراسيم "Cura Italia" و"Cura Ucraina"

وفي بيانه الختامي، شدد عودة على أن التقرير ليس مجرد رصد للواقع بل "نداء من أجل المستقبل"، داعيًا لتكريم من يرعون، واحتواء من يُضيفون قيمة حقيقية للنظام الصحي، في إيطاليا والعالم، قائلا: "الصحة لا تُبنى بالكلمات بل بالأفعال، وAMSI، بالتعاون مع UMEM وAISC وCO-MAI وUniti per Unire، ستواصل العمل من أجل رعاية صحية أكثر عدلًا وإنسانية".