رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

"مأذون مزيف وزوج هارب".. مأساة سارة في طوخ: عقد زواج باطل وطفل بلا نسب!

سارة محمد محمود
سارة محمد محمود

في عزبة "سعد بيه" الصغيرة التابعة لقرية مشتهر بمركز طوخ بمحافظة القليوبية، ووسط بيوت بسيطة وسكون ريفي يخفي وجعًا صاخبًا، تعيش فتاة عشرينية مأساة من طراز خاص؛ مأساة تجاوزت حدود المنطق، وسحقت أحلامها تحت وطأة خداع فج وجريمة مروعة غلفت بثوب الشرع.


تدعى سارة محمد محمود، لم تكمل عامها الحادي والعشرين، لكنها تواجه الآن واقعًا مريرًا: تزوجت على يد مأذون مزيف، بعقد باطل، وزوج أنكر العلاقة وهرب، بينما تحتضن جنينًا لا تعرف كيف تثبت نسبه!
 

■ بداية فرحة.. ونهاية مأساة

في 25 أكتوبر 2024، ارتدت سارة فستان الزفاف الأبيض، وجلست إلى جوار شاب يُدعى "أيمن.م.ف"، أمام من اعتقد الجميع أنه مأذون شرعي، يُدعى "عصام.أ.م". تم توقيع عقد القران في حضور الأهل والجيران، وعلت الزغاريد في المكان، ووزعت الحلوى.. بدا كل شيء طبيعيًا، لكن ما جرى لم يكن سوى خدعة مُحكمة، وورقة لا تمت للشرع ولا للقانون بصلة.

مرت الأيام، وبدأت سارة حياتها "الزوجية" الجديدة، ثم زُفت البشرى بأنها حامل بطفلها الأول، فطلبت من زوجها توثيق العقد رسميًا استعدادًا للوضع، لكنها تلقت الصدمة:
أنكر أيمن الزواج تمامًا، وادعى أن العقد مزور، ولا يمت له بأي صلة!
 

■ انهيار.. وبلاغ رسمي

في لحظة، انهار كل شيء هرولت سارة إلى قسم شرطة طوخ، وقدمت بلاغًا رسميًا ضد الشاب والمأذون المزعوم، تتهمهما فيه بالنصب والتزوير واستغلال جهلها وثقة أهلها.


وبصوت مرتعش يملأه الحزن، قالت سارة: "كل أحلامي كانت بسيطة.. بيت صغير وزوج يحميني وطفل يحمل اسمه دلوقتي أنا حامل وواقفة قدام الدنيا مش عارفة ابني هيتولد على اسم مين! اللي حصل فيا ظلم كبير، وكسرة نفس ربنا وحده يعلمها."
---

■ أم تبكي.. وأب يطالب بالعدل

في بيت متواضع مكسو بالحزن، جلست والدتها، السيدة عزة حميدة عبد الرحمن، وهي تحاول أن تخفي دموعها:

 "كنا فاكرين إننا بنجوز بنتنا زي أي بنت. الراجل كان لابس عمه وجلابية ومعاه أوراق شكلها رسمي. محدش يتخيل إنها كانت تمثيلية! بنتي اتحرقت قدام عينيا.

أما والدها، محمد محمود محمد بدوي، سائق بسيط، فيقول:"دي مش جريمة ضد بنتي بس.. دي جريمة ضد المجتمع كله. لازم الدولة تثبت زواجها وتحاسب النصابين. أنا مش هسيب حق بنتي، ولو على رقابتي."
---

■ شقيقها يوجه استغاثة

إسلام محمد، شقيق سارة، أطلق صرخة استغاثة لكل الجهات المعنية، قائلًا: "أنا بناشد وزارة العدل، والداخلية، والمجلس القومي للمرأة، وكل من يهمه الأمر. مش هنسكت لحد ما الطفل ده يتولد من غير اسم. أختي اتخدعت، وده لازم يكون له تمن قانوني. لازم يتحاسب اللي زور واستغل واستباح أعراض الناس."
---

■ غضب في القرية.. وتعاطف شعبي واسع

تجولت "صوت سارة" في شوارع عزبة سعد بيه، فكانت القصة حديث الجميع.
قالت إحدى الجارات:"الناس مش مصدقة اللي حصل. سارة بنت محترمة ومتربية، واللي حصلها وجعنا كلنا. مأذون مزيف؟! إحنا فين؟!"

وقال أحد وجهاء العزبة: "دي مش قضية بنت بس، دي قضية وطن لو ما اتحركناش، كل يوم هنسمع عن بنات اتدمرت بسبب مزور لازم يكون فيه رقابة على المأذونين، ولازم الحكومة تتحرك بسرعة."
---

■ مأساة تتكرر.. وصمت رسمي

ليست سارة الحالة الوحيدة. فقد تكررت في السنوات الأخيرة وقائع مشابهة في القرى والأطراف، حيث يستغل المزورون جهل الأهالي، ويقدمون أنفسهم كمأذونين شرعيين، ويرتكبون جرائم زواج وهمي ضحيتها الفتيات.

وغالبًا ما يُكشف الأمر بعد الحمل أو الولادة، ليتحول الحلم إلى كابوس، والقانون إلى طريق شاق لإثبات الحق والنسب والكرامة.
---

■ دعوة للمحاسبة والتدخل الفوري

إن ما حدث مع سارة ليس مجرد خطأ فردي أو حادث عابر، بل جريمة مكتملة الأركان تمس أمن الأسرة والمجتمع.
وتفتح الواقعة الباب أمام مراجعة شاملة لقانون تنظيم عمل المأذونين، وتفعيل آليات الرقابة على ما يُسمى بـ"الزواج العرفي"، وتدريب الأهالي على التحقق من صحة العقود.
---

■ في الختام

في الوقت الذي تترقب فيه سارة مولودها، لا تزال تُصارع وحدها، تطالب بحياة شرعية وكريمة، وتنتظر من الدولة أن تعيد لها كرامتها وحقها في الأمومة الآمنة.

سارة لا تطلب شفقة، بل تطلب عدلًا..
وليس أقسى من أن يولد طفل بلا اسم، لأن المذنب فرّ، والمجتمع صمت!