رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

أوروبا تسابق الزمن لإبرام اتفاق تجاري مع واشنطن وسط ضغوط ترمب

علما الاتحاد الأوروبي
علما الاتحاد الأوروبي وأميركا

يسعى القادة الأوروبيون خلال قمتهم المنعقدة في بروكسل الخميس إلى التوصل لصيغة تجارية ترضي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وذلك في ظل تهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة، ورغبة أوروبية في تجنّب اندلاع حرب تجارية شاملة مع واشنطن.

 

وتأتي هذه المساعي بعد موافقة الدول الأوروبية على زيادة تاريخية في إنفاقها الدفاعي ضمن حلف شمال الأطلسي، في محاولة لتقديم تنازلات قد تهيئ الأرضية لاتفاق تجاري جديد.

 

وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذي يقود أكبر اقتصاد أوروبي، لدى وصوله إلى بروكسل: "أدعم مفوضية الاتحاد الأوروبي في كل جهودها للتوصل إلى اتفاق تجاري سريع". وأضاف أنه يفضل الإسراع بالاتفاق، حتى لو تطلب الأمر قبول شروط غير متوازنة، تسمح باستمرار بعض الرسوم الأميركية دون مقابل.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن الهدف الأوروبي ليس الوصول إلى اتفاق يُلغي الرسوم بالكامل، بل تمكين ترمب من إعلان "نصر سياسي" دون أن يُضطر الأوروبيون إلى التخلي عن ثوابتهم الاقتصادية.

 

وتجري مناقشة اتفاق وصفه أحد الدبلوماسيين بـ"جبنة الغرويير"، لكثرة الثغرات فيه، يقوم على فرض رسوم عامة مع منح إعفاءات خاصة لقطاعات رئيسية مثل الفولاذ، وصناعة السيارات، والأدوية، والطيران.

 

هذا النموذج يُعد "أهون الشرّين" بالنسبة للشركات الأوروبية المتضررة من رسوم أميركية حاليًا تبلغ 25% على الصلب والسيارات، و10% على معظم السلع الأخرى.

 

وكان ميرتس قد انتقد في وقت سابق تعقيد نهج المفوضية الأوروبية في التفاوض، مطالبًا بالتركيز على أربعة أو خمسة ملفات محورية بدلًا من التشعب في التفاصيل.

 

ومن المنتظر أن تُناقَش هذه المسألة الحساسة خلال مأدبة عشاء تجمع قادة الاتحاد، وتُخصص لرئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين – المسؤولة عن المفاوضات مع واشنطن – لتقديم الخطوط الحمراء الأوروبية.

 

ويقترب الموعد النهائي الذي حدده ترمب في 9 يوليو لفرض رسوم تلقائية بنسبة 20% على واردات الاتحاد الأوروبي، ما يضغط على وتيرة المفاوضات.

 

في هذا السياق، دعا رئيس الوزراء البلجيكي بارت دو ويفر إلى الحفاظ على التهدئة، قائلاً: "نحن نفاوض بنية الوصول إلى اتفاق، وإذا فشلنا، فلن نتردد في اتخاذ إجراءات مضادة".

 

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد صعّد لهجته عقب قمة "الناتو"، مؤكدًا أن زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي لا ينبغي أن يُقابل بسياسة تجارية عدائية من حليف مثل الولايات المتحدة، واصفًا ذلك بـ"العبث".

 

وبينما يُظهر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان تأييده الصريح لترمب، منتقدًا ضعف القيادة الأوروبية في المفاوضات، يبرز الانقسام بين دول الاتحاد بشأن كيفية التعامل مع الملف التجاري، في ظل العلاقات الخاصة لبعض الزعماء الأوروبيين بالرئيس الأميركي.

 

وكان الاتحاد الأوروبي قد هدد في مايو بفرض رسوم على واردات أميركية بقيمة 95 مليار يورو، تشمل السيارات والطائرات، قبل أن يُخفف من لهجته لاحقًا.

 

وتسعى الولايات المتحدة في المقابل إلى تحقيق مكاسب تتجاوز المجال التجاري، من خلال الضغط لتعديل اللوائح الأوروبية، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا، حيث ترى أن القوانين الجديدة تستهدف شركات أميركية كبرى مثل "آبل" و"غوغل" و"ميتا".

 

ورغم استعداد الأوروبيين لمناقشة معايير تنظيمية مشتركة، إلا أنهم يرفضون المساس بالتشريعات التي جاءت عبر آليات ديمقراطية، حيث أكدت فون دير لايين أن "عملية صنع القرار داخل الاتحاد الأوروبي خط أحمر لا يمكن تجاوزه".