بعد اعتراف أمريكا بتمويل السد الإثيوبى
" شراقي " : خداع " ترامب" ليس بجديد ومصر لم تتأثر بتشغيل السد ونريد " إتفاق ملزم "

انتقد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دور الإدارات الأمريكية السابقة فى بناء السد الإثيوبى ، واصفاً ذلك بأنه " تمويل غبى" من الولايات المتحدة، وكانت هذه المرة الثالثة التى تحدث فيها" ترامب" فى أسبوع واحد .. قائلاً : " صمم سد ضخم بنته إثيوبيا، بتمويل غبى من الولايات المتحدة الأمريكية ، للتقليل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل .. ولن احصل على جائزة نوبل بالحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا ".
وجاءت هذه التصريحات المثيرة للجدل فى إطار إستراتيجية " الخداع" المتعمدة .
وبعد دعوة آبى أحمد ، رئيس الوزراء الإثيوبى ، مؤخراً ، إلى الحوار والتعاون مع دولتى مصر والسودان، بدلاً من الخلافات ، ووعد بأن مشروع السد " لم يؤثر على تدفق المياه إليهما ".
فيما تطالب مصر بإتفاق قانونى ملزم بشأن عمليات التشغيل .
الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة ، قال : ان مثل هذه التصريحات الخادعة ليست بجديدة ، وان كان المشروع الإثيوبى يواجه تحديات كبيرة ، عند اكتماله وتدشينه .
مشيرا إلى أن تمويل المشروع جاء من الجانب الإثيوبى بدعم مباشر مو حكومة أديس أبابا، إضافة إلى دعم مالى خارجى.
وأضاف "'استاذ الموارد المائية " أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت دعما كبيرا للجانب الإثيوبى ،. أما أمريكا فقدمت ما يزيد عن 3 مليارات دولار .
وأكد " شراقي " أن تصريحات الرئيس الأمريكي " ترامب" ، التي وصف فيها تمويل سد الإثيوبى بـ"الغبى"، تحمل تناقضا ، حيث قدمت إدارة أمريكا معظم تمويلها لإثيوبيا، بقيمة مليار دولار سنوياً لمشروعات البنية التحتية.
وأضاف أن تكلفة السد ارتفعت من 4.8 مليار دولار فى 2011 إلى أكثر من 10 مليارات دولار حالياً ، بمساهمات من دولة عربية قدمت ما يزيد عن 3 مليارات دولار ، منها مليار تم إيداعه من البنك المركزى الإثيوبى ، بالإضافة إلى تمويل بعض الدول منهم الصين بحوالى 2 مليار دولار ، وكذلك عدد من رجال الأعمال من أصول إثيوبية .
لافتا إلى أن إثيوبيا حجزت 19 مليار متر مكعب من المياه العام الماضى ، وملأت بحيرة سد الإثيوبى بحوالى 60 مليار متر مكعب حتى الآن، لكنها لم تشغل سوى توربينين دون افتتاح رسمى للسد.
مضيفاً أن عدم نقصان المياه فى البحيرة من سبتمبر 2024 حتى 14 يونيو 2025 يدل على عدم تشغيل التوربينات، مما يعكس صعوبات تشغيل السد .
وأوضح " شراقي " أن السد العالى يولد 3000 ميجاوات، تمثل 7% من كهرباء مصر، مما يعزز دوره الحيوى فى تأمين الطاقة والمياه .
وأشار إلى أن إيراد النيل هذا العام سيصل كاملاً لمصر، بالإضافة إلى جزء من إيراد العام الماضى المشترك مع السودان . محذراً من أن إستمرار إثيوبيا فى التخزين دون تنسيق قد يهدد الأمن المائى الإقليمى .
وأكد " شراقي " إن السد العالى يظل الدرع الأساسى لحماية مصر من الجفاف الناجم عن تخزين إثيوبيا لمليارات الأمتار المكعبة من مياه النيل خلف السد الإثيوبى، حيث أن مصر كانت تعتمد مؤخراً على جزء من مخزون بحيرة السد العالى لتلبية الإحتياجات المائية .