الزراعة ركيزة الأمن الغذائي..مفتاح الاستقرار والتقدم في مواجهة الأزمات العالمية

في ظل ما يشهده العالم من تحديات متسارعة تتعلق بندرة الموارد وتغيّر المناخ وارتفاع أسعار الغذاء، أصبحت الزراعة أكثر من مجرد قطاع اقتصادي؛ فهي حجر الأساس لتحقيق الأمن الغذائي، وضمان استدامة الموارد، ووسيلة استراتيجية لحماية المجتمعات من الأزمات الغذائية والاقتصادية.
ما هو الأمن الغذائي؟
يُعرّف الأمن الغذائي بأنه "قدرة الدولة على توفير الغذاء الكافي لجميع المواطنين، من حيث الكمية والنوعية، بشكل دائم وبأسعار مناسبة"، وهو ركيزة للاستقرار الاجتماعي والسياسي، ويُعد مؤشرًا مهمًا لقياس كفاءة السياسات الزراعية والتنموية لأي دولة.
الزراعة: المحرك الأول لتحقيق الاكتفاء الذاتي
تلعب الزراعة دورًا محوريًا في تأمين الغذاء من خلال:
إنتاج المحاصيل الأساسية كالقمح، الذرة، الأرز، والخضروات والفواكه.
دعم الصناعات الغذائية التي تعتمد على المنتجات الزراعية.
توفير الأعلاف التي تُسهم في استدامة قطاع الثروة الحيوانية.
تشغيل ملايين الأفراد، خاصة في المناطق الريفية، ما يقلل معدلات الفقر ويعزز التنمية.
وتُظهر التجارب الدولية أن الدول التي استثمرت في قطاع الزراعة، عززت قدرتها على مواجهة أزمات الغذاء، كما حدث في بعض دول آسيا وأمريكا اللاتينية.
دور الزراعة في مواجهة التحديات الغذائية
تقليل الاعتماد على الاستيراد: عبر دعم الإنتاج المحلي، مما يُقلل من تقلبات الأسعار العالمية ويُحصن الاقتصاد الوطني.
تحقيق الاستقرار المجتمعي: فتوفر الغذاء بأسعار مناسبة يقلل من احتمالات الاضطرابات الاجتماعية.
مكافحة الفقر وسوء التغذية: من خلال توفير فرص عمل وتوفير غذاء صحي ومتوازن.
دعم الاقتصاد الوطني: حيث يُسهم القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي، ويعزز ميزان التجارة عند تصدير الفائض.
أمثلة محلية وعالمية
في مصر، تسعى الحكومة إلى تنفيذ استراتيجية وطنية للأمن الغذائي ترتكز على زيادة الرقعة الزراعية وتحسين إنتاجية الفدان، خاصة في المحاصيل الاستراتيجية كالقمح.
وفي دول الخليج، حيث الموارد المائية شحيحة، يتم الاستثمار في التقنيات الزراعية الحديثة كالزراعة الرأسية والزراعة داخل البيوت المحمية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
أما في الهند والصين، فقد أدى التوسع في الزراعة الذكية والتخزين الجيد إلى انخفاض نسب الجوع وتحقيق استقرار غذائي لمليارات البشر.
الزراعة الذكية.. مستقبل الأمن الغذائي
يتجه العالم اليوم نحو استخدام تقنيات الزراعة الذكية لمواجهة التغيرات المناخية وندرة المياه، وتشمل هذه التقنيات:
الري بالتنقيط لتوفير المياه.
الزراعة الدقيقة باستخدام الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي.
تطوير سلالات مقاومة للجفاف والأمراض.
تدوير المخلفات الزراعية لإنتاج سماد عضوي وطاقة متجددة.