نبات شائع يزيل البلاستيك الدقيق وينقي الماء بنسبة 90%

في إنجاز علمي قد يُحدث تحولًا في مجال معالجة الماء، توصل باحثون إلى أن مستخلصات نباتية مشتقة من البامية والحلبة قادرة على إزالة معظم جزيئات البلاستيك الدقيقة من الماء، بنسبة تصل إلى 90%.
ويُعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة في الجهود العالمية الرامية إلى الحد من التلوث الميكروبلاستيكي، والذي بات أحد أخطر أشكال التلوث البيئي وأكثرها انتشارًا في العقود الأخيرة.
جزيئات دقيقة... وأضرار جسيمة
تشير الدراسة، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة ACS Omega العلمية، إلى أن المواد البلاستيكية الدقيقة، هي جزيئات صغيرة لا تُرى بالعين المجردة وتنتج عن تحلل المواد البلاستيكية أو أثناء العمليات الصناعية، باتت تُكتشف في كل مكان: من المحيطات والمياه الجوفية إلى أجسام البشر، بل وحتى في اللويحات الشريانية.
ويحذر الخبراء من تراكم هذه الجزيئات في أنسجة الجسم وتأثيرها المحتمل في التسبب بأمراض مزمنة، من السكتات الدماغية إلى أنواع عدة من السرطان.
مكونات نباتية تتفوق على الحلول الاصطناعية
استخدم الفريق البحثي مستخلصات نباتية طبيعية تحتوي على بوليمرات سكرية طويلة تُعرف باسم "عديدات السكاريد"، وهي مسؤولة عن القوام اللزج للبامية والهلامي للحلبة.
وتعمل هذه المركبات على الالتصاق بجزيئات البلاستيك الدقيقة وتُسهم في تجميعها وتكتلها، مما يؤدي إلى ترسيبها في قاع الماء، ما يُسهّل عملية فصلها وتنقيتها.
وأظهرت المستخلصات النباتية أداءً فاق بكثير البوليمرات الاصطناعية المتوفرة تجاريًا والتي تُستخدم حاليًا في محطات معالجة مياه الصرف الصحي.
طريقة تحضير بسيطة وفعالة
اعتمد الباحثون على تقنية تحضير طبيعية خالية من أي إضافات كيميائية، إذ قاموا بنقع قرون البامية وبذور الحلبة في الماء، ثم تجفيف المستخلص وتحويله إلى مسحوق. وأثبت غرام واحد فقط من هذا المسحوق، عند إضافته إلى لتر ماء، فعاليته في إزالة البلاستيك الدقيق خلال ساعة واحدة.
نتائج متفاوتة حسب نوع المياه
أظهرت التجارب أن أداء المستخلصات يختلف حسب نوعية المياه: حيث تميزت البامية في معالجة مياه المحيط، بينما كانت الحلبة أكثر فعالية في المياه الجوفية.
أما المزيج بين الاثنين، فقد أظهر نتائج مبهرة في المياه العذبة، مع قدرة على إزالة ما يقرب من 70% من جزيئات البلاستيك خلال 30 دقيقة فقط.
أكد الدكتور راجاني سرينيفاسان، أحد المشرفين على الدراسة من جامعة تارلتون ستيت الأمريكية، أن استخدام هذه المستخلصات النباتية يتيح تنقية المياه من دون إدخال مواد كيميائية سامة، مما يُقلل من الأضرار الصحية طويلة الأمد على المجتمعات.
وأضاف أن هذا الحل الطبيعي والمستدام قد يُستخدم مستقبلًا على نطاق واسع، سواء في محطات المعالجة أو في المناطق التي تعاني من ندرة موارد المياه النظيفة.
في ضوء هذه النتائج المشجعة، يُعد هذا الاكتشاف النباتي خطوة ثورية نحو بيئة أنظف ومياه أكثر أمانًا لحياة الإنسان والكوكب.