رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

هجوم مزدوج يهز تل أبيب وواشنطن ويكشف هشاشة الدفاعات الإلكترونية الإسرائيلية

بوابة الوفد الإلكترونية

«خرمشهر 4» يهز بئر السبع.. وإيران تستهدف قلب إسرائيل السيبرانى
«الأسد الصاعد» يكبد تل أبيب 200 مليون دولار يوميًا

 

وجّهت إيران أمس أقوى ضربة مزدوجة لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، منذ بدء التصعيد، باستهداف مؤسسات عسكرية وسيبرانية نشطة، فى بئر السبع بصاروخ إيرانى متطور من طراز «خرمشهر 4»، يحمل رأسا متفجرا وزنه أكثر من 300 كيلوجرام، مباشرة، ولم تتمكن منظومات الدفاع الجوى الإسرائيلى من اعتراض الصاروخ.
ويمتلك الصاروخ قدرة تفجيرية عالية ومواصفات تجعل منه أقرب إلى صواريخ «فرط صوتية»، حيث تصل سرعته إلى 16 ضعف سرعة الصوت فى الفضاء و8 أضعافها داخل الغلاف الجوى.
وأعلنت إيران تنفيذ هجوم صاروخى دقيق على «حديقة الفضاء السيبرانى» فى مدينة بئر السبع جنوبى إسرائيل، مستهدفة منشآت وشركات تقدم خدمات تكنولوجية وأمنية متقدمة للجيش الإسرائيلى، وعلى رأسها شركة «جاف-يام 4»، التى تعد جزءاً أساسيا من مجمع CYBERSPARK، الذى يضم شركات كبرى مثل مايكروسوفت، IBM، DELL، INTEL، ORACLE، وPAYPAL، إلى جانب مراكز أبحاث عسكرية وجامعية.
واستهدف الهجوم مقرا متخصصا فى الأمن السيبرانى، يعمل بشكل مباشر مع وحدات الجيش الإسرائيلى، فى ما وصفته طهران بأنه «رد استراتيجى على الحرب السيبرانية الإسرائيلية»، واستهدفت مقرا مرتبطا بشركة مايكروسوفت لتعاونها الوثيق مع الجيش الإسرائيلى، كما شملت الهجمات مساكن موظفين يشاركون فى مجالات الاستخبارات والذكاء الاصطناعى.
وأعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلى إصابة 7 إسرائيليين بجروح و30 آخرين بالهلع، وتجرى قوات الاحتلال تحقيقا بشأن سقوط الصاروخ دون اعتراضه، وانتقلت الفرق المعنية إلى موقع فى بئر السبع، وأعلنت شرطة بئر السبع أن فرق الإنقاذ أجلت جميع السكان الذين حوصروا داخل المبنى المتضرر.
وأصاب الصاروخ مرآبا للسيارات، ما تسبب فى حدوث حفرة واشتعال النيران بعدد من المركبات، فى حين أعلنت شركة القطارات الإسرائيلية إغلاق محطة بئر السبع نتيجة تعرضها لأضرار، وأظهرت مشاهد نشرت على مواقع التواصل تعرض عدد كبير من المركبات وبعض المبانى لأضرار، فضلا عن تصاعد دخان من موقع سقوط الصاروخ واندلاع حريق.
كما لحقت أضرار بشقق سكنية جراء سقوط الصاروخ الإيرانى جنوب إسرائيل، واندلع حريق قرب مكتب شركة مايكروسوفت فى بئر السبع بعد الهجوم الإيرانى.
وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» أن الدفاعات الجوية الإيرانية تم تفعيلها فى شمال طهران، للتصدى لـ«أهداف معادية»، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
وفى المقابل، أعلنت قوات الاحتلال استهداف عشرات المواقع خلال غارات ليلية على طهران، من ضمنها مواقع لإنتاج الصواريخ تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، ومن بين هذه المواقع مقر «سبند» المخصص للبحث والتطوير فى مشروع الأسلحة النووية، كما نفذت قوات الاحتلال هجوما آخر على مقر قيادة الأمن الداخلى الإيرانى فى طهران.
واستهدفت إسرائيل مستشفى فى طهران، فى حادثة تعد الثالثة من نوعها، وأعلنت الصحة الإيرانية أن الاحتلال استهدف 6 سيارات إسعاف ومركز خدمات صحية.
وأكدت قوات الاحتلال أن العمليات تستهدف صواريخ أرض-أرض، وأن المنظومات العسكرية الإسرائيلية تعمل بلا توقف برا وبحرا وجوا، تحسبا لاستمرار القتال لفترة طويلة، موضحة أنه تم رصد محاولات إيرانية لإعادة بناء مواقع إطلاق صواريخ غرب إيران.
وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس، تعليمات بتكثيف الهجمات على أهداف النظام فى طهران لتقويضه وردع إطلاق الصواريخ، وأشار إلى تواصل العمل على مهاجمة المنشآت والعلماء لإحباط البرنامج النووى الإيرانى.
وأعلن التليفزيون الإيرانى إلقاء القبض على شخص فى العاصمة طهران بتهمة التجسس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلى (الموساد).
وأعلن مسؤولون إسرائيليون، أن إيران نجحت فى اختراق كاميرات أمنية داخل إسرائيل بهدف جمع معلومات استخبارية، وأكدوا أن طهران تستهدف بشكل متزايد الكاميرات الأمنية المتصلة بالإنترنت.
قال الرئيس الإيرانى مسعود بيزشكيان، إن الهجوم الإسرائيلى ينبغى أن يتوقف دون أى شروط، مع تقديم ضمانات لإيران بعدم تكرار «المغامرات» الإسرائيلية، وأضاف: «لقد سعينا دائماً إلى السلام والهدوء، ولكن فى ظل الظروف الراهنة، فإن السبيل الوحيد لإنهاء الحرب المفروضة هو وقف عدوان العدو دون قيد أو شرط».
وتابع: «بالإضافة إلى ضمانات بوقف مغامرات الإرهابيين الصهاينة إلى الأبد»، كما حذر من أن عدم تحقيق ذلك يعنى أن ردود إيران على العدو ستكون «أكثر قسوة وأشد ألماً».
ومن جهته، قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام فى إيران محسن رضائى، إن طهران حققت الانتصار فى الأسبوع الأول من الحرب، وأضاف: لم نستخدم سوى 30% فقط من قدراتنا لم نستخدم قدراتنا البرية والبحرية، ولا ورقة النفط أو مضيق هرمز، ولا أصدقاءنا فى الدول المحيطة بالأراضى المحتلة، رغم أنهم طلبوا منا السماح لهم بالمساعدة.
واستكمل: «كان العدو يخطط لإحداث الفوضى فى إيران من خلال استهداف القادة العسكريين الكبار، وكان ينوى تحويل إيران إلى سوريا أخرى والدفع بها نحو عقد من عدم الاستقرار، لكن اليوم أصبح الكيان الصهيونى هو من تحول إلى سوريا».
وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، إصابة أكثر من 2500 شخص منذ بدء الهجمات الإيرانية، وأوضحت أن عدد المصابين 2517 شخصا، وكشف صندوق التعويضات الإسرائيلى عن حجم الأضرار حيث تم تقديم 31000 طلب تعويض حتى الآن، فى مؤشر على اتساع نطاق الخسائر المادية والبشرية.
وكشفت الأرقام الرسمية الإسرائيلية أن 25040 من هذه المطالبات تتعلق بأضرار لحقت بالمبانى، فيما بلغت مطالبات الأضرار التى لحقت بالمركبات 2623 حالة، إلى جانب 3006 مطالبات أخرى مرتبطة بتلف المعدات.
وأوضح صندوق التعويضات الإسرائيلى أنه تم إجلاء 8190 شخصًا من منازلهم منذ بداية التصعيد، بينهم 3000 تم إجلاؤهم فقط نتيجة استمرار القصف والخطر الأمنى فى بعض المناطق.
وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إلى أن عملية «الأسد الصاعد» تلحق بإسرائيل أعباء اقتصادية ثقيلة تقدر بمئات الملايين من الدولارات يوميًا، وتعد التكلفة الأعلى لاعتراض الصواريخ الإيرانية، وتتراوح ما بين عشرات الملايين وحتى 200 مليون دولار فى اليوم.