عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

يوم القيامة فى إسرائيل

بوابة الوفد الإلكترونية

طهران تضرب القاعدة العسكرية فى بئر سبع بصواريخ «نصر الله والسنوار»

يد «ترامب» على الزناد.. والضربة ضد «فوردو» تواجه عاصفة شعبية

 

 

تعاطف العالم أمس مع الكيان الصهيونى بعد أسبوع من المواجهات مع إيران فى الوقت الذى يتجاهل فيه الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى التى دخلت يومها الـ622 بعشرات الآلاف من الشهداء والمصابين والمفقودين وسمحت الرقابة العسكرية لتل أبيب ولأول مرة بتصوير مستشفى «سوروكا» ببئر سبع بالداخل الفلسطينى المحتل لعلاج مصابى حرب غزة ويضم قاعدة للاستخبارات، فى سيناريو صهيونى ركيك لحشد تعاطف العالم المتخاذل عن إدانة حرق الاحتلال لمستشفيات القطاع بالمرضى والنازحين بينها مجمع الشفاء والمعمدانى وكمال عدوان والعودة وناصر.

ضربت إيران بصواريخ تحمل اسماء الشهيدين «حسن نصر الله» الأمين العام لحزب الله و«يحيى السنوار» زعيم حركة المقاومة حماس، قلب المستعمرات الصهيونية ليسقط القناع عن المنشآت الطبية الإسرائيلية تفكك مركز القيادة وتحرق أسطورة الحصانة فى عمق الاحتلال.

وزلزلت الضربات الإيرانية عشرات المبانى وأدخلت الآلاف من الصهاينة للملاجئ وهزت بورصة الألماس الإسرائيلية وترنحت الأسواق فى تل أبيب مع هروب معظم رجال الأعمال عبر القوارب إلى قبرص مع ارتفاع أسعار النفط عالميا فيما زرفت حكومة الاحتلال برئاسة «بنيامين نتنياهو» دموع التماسيح على شاشات المحطات الدولية المتواطئة معها.

ووافق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مبدئيًا على خطة لضرب منشآت إيرانية، تتصدرها منشأة «فوردو» النووية شديدة التحصين، بحسب ما أفادت التليجراف نقلاً عن مسؤولين فى البيت الأبيض، لكن القرار التنفيذى لم يصدر بعد. ترامب أعطى أوامر أولية للجيش فى اجتماع سرى بغرفة العمليات أول أمس، مشددًا على أنه سيحتفظ بحق اتخاذ القرار «قبل ثانية من التنفيذ»، ما يعكس تردده بين الحسم العسكرى والرهان على التفاوض. فيما كشفت وكالة بلومبرج عن اقتراب الضربة المعلقة محددة نهاية الأسبوع كموعد لها وأشارت بعض المصادر إلى خطط محتملة للضرب نهاية الأسبوع. وقال أحد الأشخاص إن كبار القادة فى عدد من الوكالات الفيدرالية بدأوا الاستعداد لهجوم.

وفى تصريحاته من الحديقة الجنوبية، ألمح ترامب إلى أن الخيار العسكرى «بات أقرب من أى وقت مضى»، لكنه أكد أنه لم يحسم بعد: «أحب أن أتخذ قراراتى فى اللحظة الأخيرة.. لكن يمكننى أن أقول إن إيران تواجه مشاكل كثيرة، وهم يريدون التفاوض». ويبقى الآن العالم بين خيارين: قنبلة تهز الجبل أو صفقة فى جنيف. ولا أحد يعلم أيهما سيضغط عليه ترامب أولًا.

وبحسب تقارير رويترز، يترقب البيت الأبيض الرد الإيرانى على مقترح أوروبى لوقف طارئ لبرنامجها النووى، وإلا فإن الخيار العسكرى سيبقى على الطاولة، مستخدمًا قنبلة «GBU-57» الخارقة للتحصينات، الوحيدة القادرة نظريًا على تدمير منشأة فوردو المدفونة فى عمق جبل وسط البلاد. إلا أن فاعلية هذه القنبلة، بحسب الجارديان، محل خلاف بين البنتاغون والبيت الأبيض، خصوصًا أنها لم تستخدم من قبل فى مثل هذه الظروف، وقد تكون غير قادرة على اختراق الموقع بالكامل.

فيما أبلغ ترامب معاونيه أنه لن يوافق على أى ضربة إلا إذا تأكد أنها «ستقضى على فوردو نهائيًا»، وهو أمر يشك فيه بعض القادة العسكريين، الذين يرون أن السلاح النووى التكتيكى وحده ربما ينجح فى تدمير المنشأة، وهو خيار لم يطرح رسميًا بعد.

وكانت قد كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضى عن تخصيب اليورانيوم الإيرانى بنسبة 83.7%، ما يقرب طهران نظريًا من العتبة النووية، ويزيد من الضغط الأميركى والأوروبى لإغلاق فوردو – سياسيًا أو بالقوة. غير أن مسؤولين دفاعيين أوضحوا أن قنبلة GBU-57 لن تكون كافية بمفردها، ما يعقد حسابات ترامب ويجعله مترددًا فى إعطاء الضوء الأخضر.

فى السياق الدبلوماسى، تحاول أوروبا اللحاق باللحظة. وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا يعتزمون لقاء نظرائهم الإيرانيين اليوم فى جنيف، بهدف إحياء مسار تفاوضى يوشك على الانهيار. ويتزامن اللقاء المرتقب مع اجتماع بين وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى ونظيره الأمريكى ماركو روبيو فى واشنطن، لمناقشة سيناريوهات ما بعد فشل الحوار، حسب مصادر بريطانية.

لكن فى لندن، حذر النائب العام اللورد هيرمر من أن أى تدخل بريطانى مباشر دون تصويت برلمانى سيكون غير قانونى، مشيرًا إلى غياب التفويض الدولى، واحتمال المخاطر القانونية.

فى تصعيد لافت للغضب الشعبى داخل الولايات المتحدة، شهدت عدة مدن كبرى، بينها لوس أنجلوس ونيويورك وواشنطن العاصمة، احتجاجات متزامنة ضد احتمال انخراط ترامب فى حرب مفتوحة مع إيران. وجاءت هذه التحركات ضمن «يوم وطنى للعمل» دعت إليه منظمات مناهضة للحرب، أبرزها تحالف ANSWER، والصوت اليهودى من أجل السلام، وكود بينك، والرابطة الفلسطينية الأمريكية، إلى جانب أحزاب يسارية مثل الاشتراكيين الديمقراطيين فى أمريكا، وحزب السلام والحرية.

فى لوس أنجلوس، تجمعت الحشود رافعةً لافتات كتب عليها «لا للحرب على إيران» و«ارفعوا أيديكم عن غزة»، فيما علت الهتافات المنددة بالتدخلات العسكرية الأميركية فى الشرق الأوسط. وتكررت مشاهد مماثلة فى نيويورك وأشفيل بولاية كارولاينا الشمالية، حيث عبر المتظاهرون عن قلقهم من تصعيد يقود إلى حرب كارثية، محذرين من «خطر اندلاع صراع نووى» إذا استمر التصعيد بين واشنطن وطهران.

فيما حذرت موسكو وواشنطن من التدخل فى العمليات العسكرية ضد إيران، لما لذلك من عواقب لا يمكن السيطرة عليها، حسبما صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا فى مؤتمر صحفى على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادى الدولى.