تحليل توضيحي حول الموقف المصري من دعوات الزج بالجيش في صراعات إقليمية
في ظل الأحداث المتسارعة والتحديات الإقليمية المعقدة التي تمر بها المنطقة، تبرز أهمية الموقف المصري الحكيم في التعامل مع الدعوات المشبوهة التي نادت، في أوقات سابقة، بفتح الحدود والزج بالقوات المسلحة المصرية في مواجهات مباشرة مع أطراف إقليمية ودولية، تحت شعارات عاطفية تخفي وراءها نوايا مبيتة لضرب استقرار الدولة المصرية.
لو استجابت مصر لتلك الدعوات، لكانت قد تورطت في صراع استنزافي مدمر، في الوقت الذي كانت تُنفذ فيه مخططات موازية لضرب الجيوش العربية وتفكيك الدولة الوطنية في أكثر من بلد:
• سوريا: انهيار جيشها، تفكيك وحدتها، وتسليم الأرض للهيمنة الإسرائيلية والأمريكية عبر القواعد العسكرية.
• السودان: تفجير داخلي مدعوم خارجيًا، بمساندة قوى إقليمية لقوات الدعم السريع ضد الجيش الوطني، بالتوازي مع دعم إثيوبيا في ملف سد النهضة بهدف الضغط على مصر مائيًا.
• السعودية: انشغالها بتمويل صفقات كبرى مع الولايات المتحدة، سعيًا وراء النفوذ والضمانات الغربية.
• ليبيا: غارقة في صراعات داخلية بين أطراف مدعومة خارجيًا، مع استمرار تدفق السلاح والتمويل عبر قنوات مشبوهة وقوى معادية للاستقرار.
في هذا السياق، كانت مصر ستُستنزف عسكريًا واقتصاديًا وبشريًا، لتجد نفسها منهكة في مواجهة مفتوحة، بينما الأطراف الأخرى تنتظر لحظة سقوطها لتتقاسم الغنائم.
العقبة الحقيقية أمام هذا المخطط كانت الدولة المصرية ومؤسساتها، وعلى رأسها القيادة السياسية، التي اختارت طريق الحكمة والحسابات الدقيقة بدلاً من الانجرار للعواطف والمغامرات غير المحسوبة. ولهذا، أصبحت مصر هدفًا لحملات التشويه الممنهجة، ومحورًا لحملات تحريض مستمرة، لأن صمودها يُفشل مشروع التفتيت.
حفظ الله مصر، وشعبها، وجيشها، وقيادتها، وجعلها دائمًا قلعة حصينة ومقبرة لأعدائها.