النائب ياسر الهضيبي يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لاحتواء النزاع بين إسرائيل وإيران

أكد الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، أن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل لم يكن مفاجئًا لمن قرأ المشهد الإقليمي جيدًا، مشيرًا إلى أن ما يحدث الآن يسلط الضوء مجددًا على الفشل الدولي في معالجة الأسباب الجوهرية للأزمات في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها بقاء القضية الفلسطينية من دون حل، والسماح لإسرائيل بالتحلل من كل التزاماتها الدولية، خصوصًا في ملف السلاح النووي.
وقال "الهضيبي"، إن الدولة المصرية طالما قدمت تحذيرات صريحة من مغبة استمرار حالة الغليان في الإقليم، وغياب العدالة في العلاقات الدولية، معتبرًا أن التعامل بازدواجية المعايير هو السبب الرئيسي في تغذية مشاعر الغضب والاحتقان لدى شعوب المنطقة، منتقدًا الصمت الدولي تجاه امتلاك إسرائيل للسلاح النووي، في مقابل تشديد الخناق على دول أخرى في المنطقة، مما يُنتج حالة من الفوضى الاستراتيجية، ويجعل من السلاح أداة ضغط مفضلة لدى بعض الأطراف.
وشدد عضو مجلس الشيوخ على أن الأمن القومي العربي مهدد بشكل خطير إذا ما استمرت هذه المعادلة المختلة من دون تدخل دولي يعيد الاتزان إليها، مشيرًا إلى أن الموقف المصري في مختلف المحافل الدولية يقوم على الدعوة إلى إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وعدم استثناء أي طرف من ذلك، مؤكدًا أن المفاوضات الشاملة هي الخيار الوحيد لإنهاء النزاعات، وليس سباق التسلح أو الحروب المدمرة التي يدفع ثمنها الأبرياء.
وتابع "الهضيبي"، أن مصر لا تنظر للقضية الفلسطينية بمعزل عن هذا التصعيد، بل تعتبرها جوهر الصراع، وما لم يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لها، فإن المنطقة ستظل في حالة توتر دائم، معرضة للانفجار في أي لحظة، قائلًا: "مصر لم تتخل يومًا عن دعمها الكامل للفلسطينيين، وتبذل جهودًا سياسية ودبلوماسية وإنسانية على أعلى مستوى، رغم التحديات الداخلية والإقليمية".
ودعا النائب ياسر الهضيبي المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن، إلى التحرك العاجل لاحتواء النزاع، ومنع تدحرج الأمور إلى حرب إقليمية مفتوحة، مطالبًا بأن يتم اعتماد المبادرات المصرية كأرضية للحوار، لأنها تنبع من رؤية متوازنة تراعي مصالح شعوب المنطقة، وتحفظ الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء، مشددًا على أن المرحلة الحالية تتطلب قدرًا كبيرًا من الحكمة، والقدرة على بناء تفاهمات دولية جديدة، تُخرج المنطقة من دوامة الصراع وتفتح صفحة جديدة من السلام القائم على العدالة والاحترام المتبادل.