كاميرا محل تاجر الذهب أحمد المسلمانى تكشف القاتل أثناء سرقته مشغولات ذهبية

تطور جديد ومفجع لقضية مقتل تاجر الذهب الشهير أحمد المسلماني بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لحظات مفصلية من داخل محل المجني عليه تاجر الذهب أحمد المسلمانى، أظهر فيها الجاني وهو يقوم بسرقة مشغولات ذهبية بطريقة خفية ومتكررة، ما سلط الضوء مجددًا على دوافع الجريمة التي هزت الشارع البحراوي خلال أيام عيد الأضحى.
ورصدت كاميرات المراقبة المثبتة داخل محل المجني عليه، الشاب المتهم وهو يتظاهر بأداء عمله كأحد العاملين في المحل، بينما يقوم في الواقع باستغلال انشغال التاجر ليلتقط قطعًا من الذهب ويخفيها في جيبه بشكل مكرر، ما يظهر خيانته للثقة التي منحها له القتيل، ويكشف عن بدايات الخلاف الذي انتهى بجريمة مروعة.
وبحسب مصادر أمنية، فإن أحمد المسلماني كان قد اكتشف تلك السرقات مؤخرا، وحرر محضرًا ضد أحد المتهمين، وهو ما تسبب في حدوث الخلاف بين الطرفين، قبل أن يقدم المتهمان على ارتكاب الجريمة ، داخل محل المجوهرات، مستخدمين أسلحة بيضاء في تنفيذ الاعتداء الدموي.
وأظهرت التحقيقات أن المتهمين هما "فارس.ع.م" و"سيف الدين.أ"، وقد ألقي القبض عليهما بواسطة الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة، واعترفا بارتكاب الواقعة أمام جهات التحقيق، التي باشرت على الفور إجراءاتها لكشف كافة ملابسات الجريمة وتفاصيلها.
وعلّق أحد المواطنين ممن شاهدوا مقطع الفيديو المنتشر قائلًا: "الكاميرا كشفته وهو بيكبش من الذهب ويعبي في جيبه.. يعني مش كفاية خانه في فلوسه، غدر بيه كمان في حياته".
هذا وتواصل الأجهزة الأمنية والنيابة العامة جهودها لكشف كافة أبعاد الجريمة، فيما تسود حالة من الحزن والأسى أوساط الشارع البحراوي الذي لم يفق بعد من شدة الفاجعة التي وقعت ليله وقفه عيد الأضحى، وأودت بحياة أحد أبرز تجار الذهب في المحافظة.
وتؤكد الواقعة المؤلمة أهمية الكاميرات في توثيق الجرائم وكشف الجناة، خاصة في ظل حالات الغدر والخيانة من بعض العاملين داخل المحلات التجارية، والتي قد تتحول إلى جرائم مكتملة الأركان كما حدث مع "المسلماني"، الذي دفع حياته ثمنًا للأمانة.
جنازة تاجر الذهب تتحول لمسيرة حزن والنيابة تحقق في جريمة قتل مروعة
في مشهد جنائزي مهيب، ودعت مدينة إدكو ورشيد بمحافظة البحيرة، الشاب الثلاثيني أحمد المسلماني، تاجر الذهب المعروف، الذي راح ضحية جريمة قتل مروعة إثر طعنات متكررة بسلاح أبيض، في واقعة وثّقتها الكاميرات وشهود العيان، على خلفية خلاف سابق مع أحد المتهمين بسرقة محل الذهب الخاص بالمجني عليه.
وشهدت مدينة إدكو، أمس الخميس، جنازة مهيبة لتشييع جثمان الفقيد أحمد المسلماني، حيث خرج ٱلاف الموطنين من قرى ومراكز محافظة البحيرة و أبناء المدينة لتوديع التاجر المعروف الذي ذاع صيته بين أهالي البحيرة والإسكندرية بسمعته الطيبة وأمانته في التعامل، ما جعل من حادثة مقتله صدمة كبرى لجميع من عرفوه وتعاملوا معه.
تحولت الجنازة إلى مسيرة صامتة من الحزن، اصطف خلالها الآلاف من الأهالي في الشوارع، رجالا ونساءا وأطفالا، بعضهم لم يعرف أحمد عن قرب، لكنهم شعروا أن فقده يمسهم، وهو ما ظهر في مشاعرهم الغامرة، وبكائهم العلني، وإلقائهم الورد من النوافذ على نعش الشاب الذي غدر به على مرأى ومسمع من الجميع.
تفاصيل الواقعة المأساوية
وفقًا للتحقيقات، فقد وقعت الجريمة يوم الأربعاء الموافق 4 يونيو 2025 ليله وقفه عيد الأضحى المبارك، حين كان المجني عليه عائدًا من عمله برفقة صديقه أحمد الديباني، ليعترض طريقهما شاب يُدعى فارس.ع، ويطالبه بالنزول من السيارة، وما إن ترجل "أحمد" حتى استل الجاني سكينا وانهال عليه طعنًا، بمشاركة صديقه سيف.أ، الذي كان يرتدي قفطانا ويحمل مطواة.
وأفاد أحمد الديبانى صديق المجني عليه، الذي أصيب هو الآخر بطعنات ونجا من الموت ، أن الهجوم كان وحشيًا، موضحًا:"فارس ناداه، وبمجرد ما نزل، شده من التشيرت وبدأ يطعنه، وسيف جري وشارك في الضرب.. حاولت أحوش، لكني اتطعنت أنا كمان".
الاعتداء، بحسب تقارير النيابة العامة، وقع أمام الكاميرات وأعين المارة، وتم توثيقه كاملًا، بدءا من لحظة إيقاف السيارة وحتى تنفيذ الجريمة، مما سهل إجراءات التحقق من هوية الجناة، وإثبات نية القتل المسبق.
رحلة الألم والموت البطيء
أحمد المسلماني لم يلفظ أنفاسه في الحال، قاوم سبعة أيام كاملة في المستشفى، بعد أن نقل على نفقة أسرته بين عدة مستشفيات رفضت استقباله، إلى أن استقر به المقام في مستشفى خاصة بالإسكندرية،و هناك خضع لعملية جراحية عاجلة، إلا أن حالته كانت ميؤوسًا منها.
"دخل المستشفى بالعافية.. وخرج على النعش"، هكذا عبر الأب المفجوع، الذي كان أول من تلقى الخبر في الثانية صباحًا، ليجده غارا في دمائه، بجرح قطعي في الرأس، وذراع شبه مبتور، ونزيف حاد سبب وفاته لاحقا.
الجناة والتحقيقات
التحقيقات كشفت عن خلفية انتقامية للجريمة، إذ سبق وأن حرر المجني عليه محضرا ضد الجاني "فارس"، بعد سرقة ذهب من محله، وتمت إدانته قانونيا.
ومن هنا بدأت نية الانتقام تنمو، ووفق أقوال الأب، فقد "كان هناك تحريض مستمر من أسرة فارس، وخصوصًا والده ووالدته وشقيقته".
النيابة العامة باشرت التحقيقات، وأكدت وجود اتفاق مسبق بين الجانيين، وتجهيز الأسلحة البيضاء قبل الواقعة، ما يدحض رواية المتهم "سيف" الذي حاول إنكار مشاركته، زاعما أن دوره كان مجرد فض الاشتباك، وهي رواية فندها مقطع الفيديو المسجل.
وعلى الرغم من ثبوت التحريض المعنوي من قبل أفراد عائلة الجاني "فارس"، فإن تحريات المباحث لم تصل إلى أدلة كافية ضدهم، فقررت النيابة إخلاء سبيلهم، بينما تم حبس المتهمين الرئيسيين على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.
جنازة الحزن.. إدكو تُشيّع ابنها
منذ الساعات الأولى لصباح يوم الجنازة، توافد الأهالي من شتى مناطق إدكو ومحيطها، توقفت السيارات على جانبي الطريق، واحتشد المئات أمام منزل الأسرة، فيما كان النعش محمولً على الأكتاف، يرفعه أصدقاؤه المقربون الذين حاولوا، ولو لحظات، إبقاءه بينهم، و نساء الحي بكين بحرقة، وأطلقن الزغاريد الحزينة، وألقين الورد والدموع من النوافذ.
أما الأب محمود المسلماني، فكان أشبه بظل رجل، يقول:"أنا شفته وهو بيتسحب من العربية، وأنا اللي دفنته النهاردة.. أحمد كان راجع من شغله، واندفن".
كانت الجنازة أشبه بمظاهرة حزينة للقصاص، صمت ملئ بالدموع، وعيون محمرة ترفع مطلبا واحدا لا يتغير: القصاص القانوني العادل.
أحلام ضاعت
كان الشاب أحمد المسلماني أحد أنشط شباب مدينة رشيد في تجارة الذهب، يمتاز بالدقة والالتزام، ويحلم بافتتاح فرع كبير يحمل اسمه: «المسلماني – صياغة ذهب».
ذلك الحلم، الذي سهر لأجله طويلا، تبخر أمام طعنة غدر، وسط شارع لم يتدخل فيه أحد، وكأن المشهد كان خارج إرادتهم.
واليوم، تبكي إدكو و رشيد بل مصر بأكملها على ابنها ، وتنتظر عدالة القانون وهو القصاص ، فيما يردد الأب، بين الحزن والصبر: "أحمد ما ماتش في حادثة.. أحمد اتغدر بيه، وهو راجع من شغله.. كان عنده حلم كبير، ولسّه بدري عليه".
ولا تزال القضية محل اهتمام الرأي العام المحلي، في انتظار نتائج التحقيقات النهائية وكلمة العدالة التي ينتظرها الجميع.





