من مكفِّرات الذنوب العظيمة.. أذكار يومية يغفل عنها الكثيرون
الدين الإسلامي بحرٌ واسع من الرحمة والمغفرة، وقد فتح الله تعالى لعباده أبوابًا كثيرةً لتكفير الذنوب والخطايا، منها ما يكون بالصلاة، ومنها ما يكون بالوضوء، ومنها ما يكون بذكر الله عز وجل. ولعل من أسهل هذه الأعمال وأعظمها أجرًا: الأذكار اليومية التي ثبت فضلها في السنة النبوية.
فضل الذكر في السنة النبوية
من أعظم ما ورد في فضل الذكر، ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال:«مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ: كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِي، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ» متفق عليه – رواه البخاري (3293) ومسلم (2691)
وفي رواية أخرى قال ﷺ:«من قال: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، في يوم مائة مرة، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» متفق عليه – البخاري (6405) ومسلم (2691)
لماذا هذا الذكر بهذه القوة في تكفير الذنوب؟
هذا الذكر يجمع بين توحيد الله، والاعتراف بملكه وحمده، والإقرار بقدرته المطلقة، وهو قمة الإيمان الذي يطهر القلب، ويجدد العقيدة، ويملأ النفس نورًا وطمأنينة. أما قول "سبحان الله وبحمده"، فهو يجمع بين تنزيه الله عن النقص والثناء عليه بالحمد، وهو من أحبّ الكلام إلى الله، كما جاء في الحديث:«كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»
من أقوال العلماء في فضل الذكر:
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم:"في هذا الحديث فضل عظيم لذكر الله، وتحريض واضح على الإكثار منه، وأنه سبب لمغفرة الذنوب، مهما كثرت وعظمت، إذا كان الذكر خالصًا من القلب."
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله:"المداومة على هذه الأذكار اليومية سبب لحماية العبد من الشيطان، ومغفرة ذنوبه، ورفعة درجته عند الله سبحانه."
أثر الذكر على النفس والحياة اليومية:
راحة البال وتصفية الذهن من الهموم والضغوط
زيادة الحسنات ومحْو السيئات حتى لو بلغت مثل زبد البحر
حماية من الوساوس الشيطانية والشرور اليومية
تجديد العلاقة مع الله تعالى وشحن النفس بالإيمان
فتح أبواب الرزق والتوفيق والبركة في الوقت
لا تفوّت هذا الكنز اليومي
هذه الأذكار قد لا تأخذ منك أكثر من دقائق معدودة، لكنها تفتح أبوابًا من الرحمة والمغفرة والبركة، وتكون سببًا في تكفير الذنوب ورفعة الدرجات. اجعلها عادة يومية في صباحك، وذكّر بها من تحب، فالدال على الخير كفاعله.
