اليورو يرتفع لأعلى مستوياته منذ أربع سنوات وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية

سجل اليورو أعلى مستوى له منذ أواخر عام 2021 أمام الدولار الأمريكي، حيث بلغ 1.1589 دولار، قبل أن يتراجع بشكل طفيف إلى 1.1568 دولار، بارتفاع نسبته 0.70%. ويأتي هذا الارتفاع في ظل اندفاع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن، مع تزايد الحذر بشأن مصير الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
توترات جيوسياسية تعيد تشكيل المزاج الاستثماري:
قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إن بعض الأفراد الأمريكيين يتم نقلهم من الشرق الأوسط لأنه "قد يكون مكانًا خطيرًا"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووي. وقد ساهمت هذه التصريحات في زيادة المخاوف الجيوسياسية، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة.
وفي هذا السياق، ارتفع الفرنك السويسري بنسبة 0.8% ليسجل 0.8138 مقابل الدولار، وهو أعلى مستوى له منذ 22 أبريل، في حين صعد الين الياباني بنسبة 0.6% إلى 143.70.
دور المركزي الأوروبي في دعم العملة الموحدة:
أشار عدد من المحللين إلى أن مكاسب اليورو ليست مدفوعة فقط بالعوامل الجيوسياسية، بل أيضًا بالموقف المتشدد للبنك المركزي الأوروبي. إذ لمح البنك إلى إمكانية التوقف مؤقتًا عن دورة التيسير النقدي التي استمرت عامًا كاملًا، بعد أن عاد التضخم إلى هدفه البالغ 2%.
في المقابل، أوضحت عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، إيزابيل شنابل، أن قوة اليورو تعكس صدمة ثقة إيجابية في أوروبا، حيث بات يُنظر إلى العملة الموحدة كملاذ آمن، مشيرة إلى أن هذه القوة لا ترتبط بفروق أسعار الفائدة بقدر ما ترتبط بتحسن الثقة الاقتصادية في منطقة اليورو.
الدولار كمؤشر للمخاوف التجارية:
يظل الدولار الأمريكي بمثابة مؤشر رئيسي لمعنويات السوق بشأن المفاوضات التجارية مع الصين. وتسبب القلق بشأن هشاشة الهدنة بين واشنطن وبكين في تقلبات بأسواق العملات، ودفع المستثمرين إلى تنويع استثماراتهم نحو عملات أكثر استقرارًا.