حبوب الإفطار.. من غذاء صحي للأطفال إلى وجبة غنية بالأضرار

تشير دراسات جديدة إلى أن حبوب الإفطار المخصصة للأطفال في الولايات المتحدة فقدت جزءاً كبيراً من قيمتها الغذائية خلال العقد الماضي، إذ ارتفعت نسب السكر والدهون والصوديوم، بينما تراجعت معدلات الألياف والبروتين. 

ورغم ذلك لا يعني هذا التغير المقلق أن جميع أنواع الحبوب ضارة، لكنه يدعو المستهلكين إلى الحذر والاختيار الواعي.

تغيرات غذائية مقلقة في حبوب الأطفال

بحسب دراسة نُشرت في JAMA Network Open، قام باحثون من جامعة كنتاكي بتحليل بيانات 1200 نوع من الحبوب المُخصصة للأطفال، تم تسويقها ما بين عامي 2010 و2023. النتائج أوضحت أن محتوى الدهون ارتفع بنسبة 33.6%، والصوديوم بنسبة 32.1%، والسكر بنسبة 10.9%. في المقابل، انخفض محتوى الألياف من 3.82 غرام إلى 2.94 غرام لكل حصة، وتراجع البروتين من 1.97 إلى 1.69 غرام.

تداعيات صحية لا يُستهان بها

هذا التغير في تركيبة الحبوب الغذائية يثير مخاوف متزايدة لدى خبراء التغذية. فزيادة السكر والدهون ترتبط بمشكلات مثل السمنة، السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب. كما أن ارتفاع الصوديوم قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال. في الوقت نفسه، فإن تراجع الألياف يُضعف من صحة الجهاز الهضمي وقد يساهم في اضطرابات مثل الإمساك وخلل توازن السكر في الدم.

حبوب الإفطار ليست كلها سواء

رغم هذه المؤشرات السلبية، يشير الخبراء إلى أن بعض حبوب الإفطار ما تزال خياراً مقبولاً ضمن نظام غذائي متوازن. إذ يُعتبر العديد منها مصدراً مهماً للفيتامينات والمعادن بفضل الإضافات المدعّمة، مثل فيتامينات B والحديد والزنك. لكن المفارقة تكمن في أن جودة الحبوب تتفاوت بشدة من منتج لآخر، ما يتطلب فهماً دقيقاً للملصقات الغذائية.

كيف تختار الحبوب الأنسب؟

تنصح أخصائية التغذية تشيانزي جيانغ بالتركيز على المنتجات المصنوعة من الحبوب الكاملة، مع نسب منخفضة من السكر والصوديوم. يُفضل اختيار الحبوب التي تحتوي على 20 إلى 25% من الاحتياج اليومي من الألياف. مثال جيد على ذلك هو "تشيريوس الأصلية" المصنوعة من الشوفان الكامل، والتي لا تحتوي سوى على غرام واحد من السكر المضاف في الحصة الواحدة.

ماذا تضيف إلى طبق الحبوب؟

القيمة الغذائية لا تعتمد فقط على نوع الحبوب، بل أيضاً على ما يُضاف إليها. الحليب، الفواكه الطازجة أو المجففة، المكسرات، وحتى الحمص المحمص يمكن أن يحول طبق الإفطار إلى وجبة متكاملة مليئة بالبروتين، الألياف، والكالسيوم. تقول جيانغ: "وجبة الحبوب يمكن أن تكون صحية، لكن السر يكمن في المكونات المصاحبة وطريقة التقديم".

في خضم ازدحام الأرفف بعشرات الأنواع الجذابة من حبوب الإفطار، ينصح الخبراء بالتركيز على الحقائق الغذائية المدونة على العبوة.