رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

ثورة المهاجرين تتصاعد ضد «ترامب»

بوابة الوفد الإلكترونية

نشرت إدارة ترامب ما يقرب من 4000 من أفراد الحرس الوطنى فى لوس أنجلوس رداً على الاحتجاجات التى اندلعت بسبب مداهمات الهجرة، فى خطوة غير عادية وصفها قادة كاليفورنيا بأنها «استبدادية». وشهدت المدينة تصاعداً حاداً فى التوترات بين الحكومة الفيدرالية وسكان لوس أنجلوس لليوم الرابع على التوالى حيث نزل المئات إلى الشوارع للاحتجاج على حملات القمع العنيفة ضد الجاليات المهاجرة، التى شملت مداهمات طالت عمال صناعة الملابس، والمياومين، والعاملين فى المطاعم.

كما أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إنه يحب القبض على حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم بسبب الأحداث فى لوس انجلوس وكان قد ألمح توم هومان، مسئول الحدود، إلى أن نيوسوم معرض لخطر الاعتقال إذا أحبط محاولات ضباط إدارة الهجرة والجمارك اعتقال المهاجرين غير الشرعيين فى الولاية. وقال ترامب رداً على ذلك «لو كنت مكان توم لفعلت ذلك».

وفى حديثه عن نيوسوم، تابع: «إنه رجل طيب، لكنه يفتقر إلى الكفاءة تماماً. والجميع يعلم ذلك». وأضاف: «إن مسببى المشكلة محرضون محترفون، إنهم متمردون. إنهم أشخاص سيئون، ويجب أن يسجنوا كما تحدى نيوسوم هومان أن ينفذ تهديده، قائلاً لشبكة إم إس إن بى سى: تعال واعتقلنى. دعنا ننتهى من الأمر، أيها الرجل القوى. لا أكترث».

وقالت كريستى نويم، وزيرة الأمن الداخلى الأمريكية، إن الاحتجاجات «مدبرة باحترافية، والمتظاهرون يتقاضون أموالاً ومنظمون».

من أبرز الأحداث التى أثارت الاحتجاجات اعتقال رئيس نقابة عمالية مهمة فى كاليفورنيا من قبل عملاء الهجرة الفيدراليين أثناء قيامه بدور المراقب المجتمعى خلال اعتقالات وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE). ورغم المواجهات مع الغاز المسيل للدموع وذخائر أخرى، استمر المتظاهرون فى احتجاجاتهم، مطالبين بالإفراج عن المهاجرين المعتقلين.

وكانت إدارة ترامب قد أعلنت فى البداية عن إرسال 2000 جندى من الحرس الوطنى إلى لوس أنجلوس، لكن فى وقت لاحق صرح حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، بأن المسئولين الفيدراليين أبلغوه عن إرسال 2000 جندى إضافى، رغم أن ما تم نشره فعلياً لم يتجاوز 300 جندى. وفى وقت لاحق، أكدت السلطات الفيدرالية إرسال نحو 700 جندى من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) للمساعدة فى حماية الممتلكات والموظفين الفيدراليين بما فى ذلك وكلاء الهجرة.

الانتشار العسكرى الذى شمل مشاة البحرية يمثل تصعيداً حاداً للتوتر فى المدينة، حيث هدد مسئولون فى الإدارة الفيدرالية باستخدام المزيد من القوات فى حال استمرار الاحتجاجات. وكانت المظاهرات فى معظمها سلمية، لكن التحركات الفيدرالية أثارت ردود فعل شديدة من قبل المسئولين المحليين. حاكم كاليفورنيا وصف إرسال مشاة البحرية بـ«غير المبرر وغير الضرورى»، مؤكداً أن هذا التصعيد يزيد من التأجيج ويضاعف من حدة الأزمة.

فى نفس السياق، رفع حاكم كاليفورنيا دعوى قضائية ضد إدارة ترامب للطعن فى نشر الحرس الوطنى فى الولاية، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل تجاوزاً غير مسبوق على سلطة الحاكم ودوره فى قيادة الحرس الوطنى. كما طعنت الدعوى فى الإجراءات التى استخدمتها قوات ICE خلال المداهمات، واعتبرت أن ما قامت به من تصرفات كانت مثيرة للتوترات وأدت إلى زيادة المخاوف بين السكان المحليين.

كما أصدرت عائلات المهاجرين الذين استهدفتهم المداهمات الأخيرة شهاداتهم، وأكدت أن العديد من المعتقلين كانوا ممنوعين من التواصل مع محاميهم، بل إن البعض منهم «اختفى» فى أماكن غير معروفة. وبالنسبة لعمدة المدينة كارين باس، فإن لوس أنجلوس «مدينة فخورة بالمهاجرين»، حيث أدانت المداهمات بشدة، مؤكدة أن المدينة لن تكون «تجربة» لنظام قمعى فيدرالى ضد مواطنيها. وأضافت أن البيت الأبيض لا يمكنه استخدام لوس أنجلوس كمثال لهذا النوع من القمع.

تزامنت الاحتجاجات مع تصعيد فى عمليات الاعتقال من قبل إدارة الهجرة والجمارك فى جميع أنحاء جنوب كاليفورنيا، حيث أشار توم هومان، المسئول عن الحدود فى إدارة ترامب، إلى أن المداهمات كانت تستهدف المجرمين والعصابات، لكنه أقر فى الوقت ذاته بأن بعض المهاجرين المعتقلين ليس لديهم أى سجل جنائى.

على الرغم من التصعيد العسكرى من قبل الحرس الوطنى ومشاة البحرية، حذر المدعى العام لولاية كاليفورنيا روب بونتا من أن ترامب يسعى إلى «خلق الفوضى والأزمات لتحقيق أهدافه السياسية»، مشيراً إلى أن هذه العمليات تهدف إلى استغلال معاناة المواطنين لتحقيق مكاسب سياسية.

من جهة أخرى، استنكرت مجموعة «عمال متحدون» المداهمات التى طالت مناطق العمل، حيث عقدت مؤتمراً صحفياً أمام متجر «أمبيانس أباريل»، الذى تعرض للمداهمة. أكدت المجموعة أن العديد من المهاجرين كانوا جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاقتصادى والاجتماعى فى المدينة، ما جعل الاحتجاجات ضد المداهمات أمراً حتمياً.

كما تعرضت الاحتجاجات لردود فعل عنيفة من قبل شرطة لوس أنجلوس، حيث تم استخدام الذخائر مثل الرصاص المطاطى ضد المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة عدد من الصحفيين أثناء تغطيتهم للمظاهرات. وقد أظهرت مقاطع الفيديو الصحفيين المصابين بالذخيرة المطاطية، ما أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان.

وفيما يتعلق بتصعيد قوات مشاة البحرية، انتقدت العمدة باس القرار، مؤكدة أنه «يشكل تحدياً كبيراً»، وأوضحت أن الهدف من نشرهم هو «استعادة النظام» والدفاع عن ضباط إنفاذ القانون الفيدراليين.

مع تصاعد الاحتجاجات، أشارت التقارير إلى أن نحو 3.5 مليون مهاجر يعيشون فى مقاطعة لوس أنجلوس، ما جعل هذه التظاهرات مسألة حساسة للغاية.