رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

عيد الأضحى في الغربة.. المصريون بالخارج يصنعون أجواء العيد على طريقتهم الخاصة

الاحتفال بعيد الأضحى
الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في الغربة

رغم البعد عن أرض الوطن، يحرص المصريون المقيمون في الخارج على الاحتفاظ بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة في الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، حيث تتحول الجاليات إلى مساحات للتلاقي والتراحم، تملؤها الروح المصرية بطقوسها وأكلاتها وأغانيها، لتصنع أجواءً مميزة تعبّر عن الحنين والانتماء، وتغزل من الغربة وطنًا.

فمن الإمارات إلى برلين، ومن أثينا إلى موسكو، يحتفل المصريون في الخارج بعيد الأضحى بروح مصرية خالصة، تحاكي دفء الأهل وتفاصيل الشارع المصري.

وفي ظل أزمات إقليمية مثل ما يحدث في غزة، يحرص أبناء الجالية على تحويل العيد إلى مناسبة للترابط والدعاء، وتربية الأبناء على قيم التراحم والانتماء.

 

روسيا


ففي روسيا، تحتفل الجالية المصرية بعيد الأضحى بطريقتها الخاصة، حيث تبدأ الطقوس بصلاة العيد، ثم التجمع في المطاعم التي تقدم الأطعمة المصرية، وسط أجواء موسيقية تعيد الحاضرين إلى شوارع المحروسة.

وقال أيمن العيسوي، رئيس الجالية المصرية في روسيا: "نبدأ يومنا بأداء الصلاة، ثم نجتمع في أحد المطاعم حيث تُقدَّم أكلات العيد التقليدية مثل الفتة والرقاق واللحوم المشوية، وسط أجواء مصرية خالصة من الموسيقى والأغاني التي تبث فينا مشاعر الحنين والفرح وكأننا نحتفل في وطننا تمامًا".

وأكد العيسوي أن هذه اللقاءات تعد مناسبة لتعزيز أواصر التواصل بين أفراد الجالية، واستحضار تقاليد العيد المصرية في أجواء الغربة، خاصة مع مشاركة الأطفال الذين يتعرفون على طقوس العيد وخصوصيته الثقافية.

 

الإمارات العربية المتحدة

 


وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتجاوز عدد أبناء الجالية المصرية 500 ألف نسمة تقريباً، تبدأ أجواء العيد بأداء صلاة العيد في المساجد الكبرى، تعقبها مكالمات التهنئة بين الأسر، خاصة مع الأقارب في مصر، وذلك بحسب ما أوضحه المستشار الدكتور شعبان رأفت عبد اللطيف، رئيس الاتحاد العام للمصريين بالخارج فرع دولة الامارات.


وقال شعبان في تصريحه للوفد: "بعد الصلاة، تبدأ الأسر بالتواصل والتهنئة مع أهلهم في مصر، ثم يتوجه كثيرون لذبح الأضحية، أو التخطيط للخروج إلى المتنزهات العامة أو المراكز التجارية لقضاء العيد مع الأطفال، مضيفا: " الناس هنا بتخلق أجواء العيد مع الأصدقاء والأهل، والكل بيربطه علاقات طيبة بالمجتمع الإماراتي".

وأكد أن المناسبة تمثل فرصة لتقوية الروابط داخل الجالية، ومناسبة للحديث عن أحوال البعض ومشاكلهم ومقترحاتهم فضلا عن دعمهم اجتماعيًا وإنسانيًا.

 

 العاصمة الألمانية برلين


أما في العاصمة الألمانية برلين، فبيت العائلة المصرية يتحول إلى مركز تجمع سنوي للاحتفال بالعيد، في أجواء تضم مسلمين ومسيحيين، وجنسيات عربية وأجنبية، في مشهد يعكس التنوع الثقافي والانفتاح على الآخر.


وقال علاء ثابت، رئيس بيت العائلة المصرية ببرلين، أن مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى لا تختلف كثيرًا عن الأجواء المعتادة في مصر، قائلًا: "نحتفل بالعيد تمامًا كما نفعل في وطننا؛ نستمع لأغاني عبد الحليم وعبد الوهاب، ونُحضّر الفتة والمشاوي، حيث تُشارك كل أسرة بطبق تقليدي في أجواء من المحبة والتكافل".

وأضاف: "نحرص أيضًا على تقديم الهدايا للأطفال حتى يعيشوا روح العيد ويتعرفوا على تقاليد بلدهم، خصوصًا في ظل تنوع الثقافات من حولهم، والأجمل هذا العام أن توقيت عيد الأضحى يتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، ما أتاح الفرصة للجميع للمشاركة والاستمتاع بالأجواء".

 

 العاصمة اليونانية أثينا

 

وفي العاصمة اليونانية أثينا، يجتمع المسلمون منذ الصباح الباكر في المساجد والمصليات الصغيرة المنتشرة بالمدينة لأداء صلاة العيد، وعلى رأسها جامع أثينا الكبير ومسجد المدرسة الليبية التابع للسفارة الليبية.

وقال محمد الزفزاف، رئيس اتحاد الجالية المصرية باليونان:"بعد الصلاة، توزع الحلوى والمشروبات والهدايا على الأطفال، لكن نظرًا لأن العيد هذا العام يوافق يوم عمل، يغادر كثيرون مباشرة إلى وظائفهم ومع ذلك، تقيم الأسر احتفالات مسائية في المنازل، وتُعد الأكلات المصرية التقليدية الخاصة بالعيد".


وأضاف أن البعض يشرع في ذبح الأضحية فور انتهاء الصلاة في مناطق قريبة من العاصمة، مشيرًا إلى أن خطب العيد هذا العام من المتوقع أن تركز على ما يعانيه الشعب الفلسطيني في غزة من مجازر وانتهاكات إنسانية.

واختتم الزفزاف برسالة تهنئة قال فيها: "أتقدم بالتهنئة إلى أبناء الجاليات المصرية والعربية والإسلامية في اليونان، وإلى الشعب والحكومة المصرية، سائلًا المولى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وألا ننسى إخواننا في غزة، وما يمرون به من معاناة وجوع وقتل".

 

النمسا


ورغم اختلاف الأجواء عن الدول الإسلامية، إلا أن المسلمين في النمسا وأوروبا كلها يسعون جاهدين للحفاظ على روح العيد، من خلال التجمعات العائلية، وزيارة الأصدقاء، وإقامة الولائم التي تجمع أفراد الجالية في أجواء من الألفة والمحبة.

وقال بهجت العبيدي، مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج ، ومقيم بالنمسا، إنه يبدأ الاحتفال بعيد الأضحى بصلاة العيد التي تُقام في المساجد والمراكز الإسلامية، حيث يجتمع المسلمون من مختلف الجنسيات لأداء الصلاة وتبادل التهاني.

وأكد العبيدي، أنه رغم أن عيد الأضحى ليس عطلة رسمية في معظم الدول الأوروبية، إلا أن المسلمين يحرصون على أخذ إجازات من أعمالهم إن أمكن، ليتمكنوا من المشاركة في هذه المناسبة المباركة.  

وتابع العبيدي: "إلى جانب الشعائر الدينية، يحرص المسلمون في أوروبا على تعزيز روح التضامن والتكافل الاجتماعي خلال العيد، حيث يتم توزيع لحوم الأضاحي، وتنظم الجمعيات الإسلامية فعاليات اجتماعية تهدف إلى نشر الفرح بين أفراد الجالية، خاصة الأطفال الذين يستمتعون بالهدايا والأنشطة الترفيهية" .

 

الولايات المتحدة الأمريكية

 

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، عبّر نشأت زنفل، نائب رئيس المركز الثقافي المصري الأمريكي، عن مشاعره قائلًا: "العيد في الغربة طبعًا مش زي العيد في مصر، لكننا بنحاول نخلق أجواء من الفرح والبهجة قدر الإمكان".

وأوضح زنفل أن أفراد الجالية يؤدون صلاة العيد في المساجد المتاحة، ثم ينظمون فعاليات ترفيهية للأطفال لإدخال السعادة على قلوبهم، مشيرًا إلى أن تزامن عيد الأضحى هذا العام مع عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد) كان حظًا سعيدًا، حيث أتاح للجميع قضاء العيد مع الأهل والأصدقاء دون قيود العمل".

واختتم زنفل حديثه بتأثر قائلًا: "اليوم في مصر يساوي مائة سنة في الغربة... وربنا يحفظ أهلنا ومصرنا الحبيبة".