رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مصر تدخل عصراً جديداً

الأهرامات تحتضن الإطلاق الرسمى للجيل الخامس غدا

بوابة الوفد الإلكترونية

تحول رقمى غير مسبوق يضعنا على خريطة الاتصالات العالمية
طلعت: لن نتوقف عند 5G القادم أكثر تطورًا
الشركات تتحرك سريعًا لتقديم خدمات بسرعات تصل إلى 10 جيجابت/ثانية
 

فى خطوة تاريخية طال انتظارها، تستعد مصر للإطلاق الرسمى لخدمات الجيل الخامس (5G) اليوم الأربعاء؛ لتضع نفسها بقوة على خريطة الاتصالات العالمية، وتنضم إلى نادى الدول التى تعتمد أحدث تكنولوجيا الاتصالات فى العالم، ويأتى هذا التطور فى إطار رؤية الدولة لتعزيز البنية التحتية الرقمية ودفع عجلة التحول الرقمى فى مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية.
وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور عمرو طلعت، أكد أن إطلاق خدمات الجيل الخامس يمثل نقلة نوعية فى مستقبل الاقتصاد الرقمى المصرى، مشددًا على أن الجيل الخامس ليس فقط سرعة أعلى فى الإنترنت، بل هو العمود الفقرى لعصر الثورة الصناعية الرابعة، وإنترنت الأشياء، والمدن الذكية، والنقل الذكى.

البنية التحتية.. سنوات من التجهيز والصبر
لم يكن الطريق إلى الجيل الخامس مفروشًا بالورود، فقد احتاجت الدولة إلى سنوات من العمل الجاد على تحديث البنية التحتية لشبكات الاتصالات، وتوسيع تغطية الألياف الضوئية، وتجهيز ترددات جديدة قابلة لدعم السرعات الهائلة التى تتطلبها هذه التكنولوجيا.
قال الدكتور عمرو طلعت: «بدأنا منذ أكثر من خمس سنوات فى تطوير البنية التحتية الرقمية، وتوسيع نطاق تغطية الإنترنت فائق السرعة؛ لتكون مصر جاهزة تقنيًا وتجاريًا لإطلاق الجيل الخامس، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتحول الرقمي».
وأوضح الوزير أن الوزارة عملت بشكل وثيق مع الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات (NTRA) والجهات السيادية لضمان توفر الطيف الترددى اللازم لتشغيل الخدمة، إلى جانب التأكد من توافق الشبكات والبروتوكولات الحديثة مع المعايير العالمية.

مزايا الجيل الخامس.. سرعة وتأخير زمنى منخفض وابتكار بلا حدود
ما يميز الجيل الخامس عن سابقيه هو قدرته الهائلة على توفير سرعات تصل إلى 10 جيجابت فى الثانية، مع زمن تأخير لا يتعدى جزءًا من الثانية، ما يفتح المجال أمام تطبيقات غير تقليدية مثل، السيارات ذاتية القيادة، الجراحات عن بُعد، ألعاب الواقع المعزز والافتراضى، والمصانع الذكية والتحكم الآلى الفورى، ونظم المراقبة الذكية للمدن.
وأكد الدكتور عمرو طلعت أن الخدمات الجديدة ستحدث ثورة حقيقية فى قطاعات مثل الصحة، والتعليم، والنقل، والصناعة، لما تتيحه من بنية تحتية ذكية ومترابطة، تُحدث تحولًا شاملًا فى نمط الحياة والخدمات.

الشركات تستعد ومنافسة محتدمة فى الأفق
تتنافس شركات الاتصالات الأربع فى مصر على الانتهاء من التحضيرات الفنية والتجارية لإطلاق خدمات الجيل الخامس بالتزامن مع الإعلان الرسمى، وبحسب مصادر داخل القطاع، من المتوقع أن تبدأ شركة «المصرية للاتصالات» أولًا بتقديم الخدمة فى مناطق محددة، تليها شركات المحمول الثلاث الأخرى.
وأوضح مصدر مسئول بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات أن التراخيص تم منحها على مراحل، مع إلزام الشركات بتوفير الخدمة تدريجيًا، بدءًا من المناطق الصناعية والتجارية الكبرى، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، والقاهرة الجديدة، و6 أكتوبر.

تجارب فعلية ونتائج مبهرة
شهدت الأسابيع الماضية عددًا من التجارب الفعلية التى قامت بها الشركات بالتعاون مع وزارة الاتصالات لتجربة سرعات الجيل الخامس فى بيئات حقيقية، وأظهرت التجارب الأولية إمكانية تحميل ملفات ضخمة فى ثوانٍ معدودة، وتشغيل فيديوهات بدقة K4 من دون أى تقطيع، بالإضافة إلى تجربة تفاعلية مباشرة للواقع الافتراضى.
الفرق بين الجيل الرابع والخامس يشبه الفرق بين سيارة تقليدية وصاروخ فضائى، فنحن نتحدث عن تجربة اتصال مختلفة تمامًا ستغير نظرتنا للإنترنت.

تحديات قائمة.. البنية التحتية والتكلفة والتوزيع العادل
ورغم التفاؤل العارم، تواجه الحكومة تحديات حقيقية لضمان نجاح الإطلاق، أبرز هذه التحديات هى، التكلفة العالية لتوسيع التغطية على مستوى الجمهورية، وتوافر الأجهزة الذكية التى تدعم الجيل الخامس بأسعار مقبولة، وتحقيق عدالة جغرافية فى تقديم الخدمة، خصوصًا فى القرى والمناطق النائية.
وفى هذا الصدد، شدد الدكتور طلعت على أن الوزارة تعمل على وضع خريطة زمنية عادلة لتوزيع الخدمة، مع تقديم حوافز للشركات التى تسرع من نشر البنية التحتية فى المناطق الأقل حظًا، لضمان ألا يقتصر الجيل الخامس على العاصمة فقط.

الجيل الخامس والتعليم: نقلة جديدة فى التحول الرقمي
من المتوقع أن يكون قطاع التعليم من أبرز المستفيدين من الجيل الخامس، خصوصًا مع تبنى مصر لنماذج التعليم الرقمى والتعلم عن بعد، وقال الوزير: «نتطلع إلى مدارس وجامعات ذكية تُدار من خلال منصات رقمية مدعومة بسرعات هائلة، ما يعزز من تجربة التعليم ويقلل الفجوة بين الريف والحضر فى جودة المحتوى التعليمي».
هل يصبح الجيل الخامس بوابة مصر للعالم الذكي؟
مع الإطلاق الرسمى، تبدو مصر أمام نقطة تحول تكنولوجى فارقة، قد تُمهد الطريق لعصر جديد من الابتكار، وريادة الأعمال، والاستثمار التكنولوجى، واختتم الدكتور عمرو طلعت حديثه قائلًا: «الجيل الخامس هو خطوة أولى نحو مصر الذكية، وسنواصل البناء عليها لنصل إلى ما بعد الجيل الخامس، لأن التكنولوجيا لا تتوقف، ومصر عازمة على أن تكون فى مقدمة الدول التى تواكب العصر وتستفيد منه».
اليوم لن يكون مجرد موعد لإطلاق تقنية جديدة، بل هو إعلان رسمى بدخول مصر عصرًا رقميًا متكاملًا، يمهد لمستقبل أكثر ذكاءً وترابطًا وإنتاجية؛ ويبقى السؤال: هل تنجح الدولة فى تعميم هذه التجربة وجعلها فى متناول جميع المصريين؟ الإجابة ستكون فى السنوات القادمة، لكنها اليوم تبدأ بخطوة وبشبكة.