رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

لعل وعسى

تناولنا فى المقالين السابقين الواقع الإقتصادى لزيارة الرئيس دونالد ترامب لبعض دول الخليج وكيف أن هذه الزيارة حملت دلالات عديدة،وأن الولايات المتحدة باتت تعول على الدور الخارجى للدول الخليجية، أو ما يعرف بلحظة الخليج من أجل الإسهام فى تحقيق الاستقرار الإقليمى والدولى. وتم إبرام العديد من الصفقات تجاوزت٥,٢ تريليون دولار، ليتأكد لنا بأن محركات النمو الخليجى تقوم على النمو المتوقع فى الأنشطة غير النفطية، والتنويع الاقتصادى، والاستثمارات البينية الخليجية، والإبتكار، وتدفقات رؤوس الأموال الأجنبية المباشرة. وأن الواقع اللحظى يؤكد أن زيارة ترامب لثلاث دول خليجية قد أعادت اكتشاف القوة الناعمة للمال العربى، على غرار ما حدث بعد حرب أكتوبر 73 بسلاح البترول،وأن المحرك الأول لهذه الصفقات هو الطموح إلى بناء قلعة تكنولوجية متقدمة تعوض شعوب المنطقة عن قرون من التخلف. أما المحرك الثانى فهو أن خريطة المنطقة وتوزيع القوى فيها، تؤهلها للإنتقال إلى حال أفضل.خاصة وأن الظروف التى نشأت فى ظلها صناعة البترول العربية أضفت على البترول مزيداً من الأهمية، ليتضاعف تأثيره فى سياسة الدول الكبرى، ونتيجة لذلك، بدأ الصراع بين الدول الأجنبية على عمليات التنقيب وكان قيام الشركات المستثمرة للبترول وفقًا للإتفاق بين تلك الدول الأجنبية ومراعاة لتحقيق مصالحها. نعم كان البترول هو محور الصراع السياسى فى المنطقة، وأن الحلفاء أجلوا إبرام معاهدة الصلح بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى حتى ينتهوا من الإتفاق على مصالحهم البترولية. ففى أبريل عام 1920 تم توقيع اتفاقية سان ريمو، بمقتضاها تقرر وضع البلاد العربية، التى كانت ضمن الممتلكات العثمانية. تحت وصاية كل من بريطانيا وفرنسا، وتم تقسيم المنطقة إلى عدد من الدول والإمارات، وفى شهر أكتوبر للعام 1927 تفجر البترول فى منطقة كركوك فى شمال العراق، فسارعت الأطراف المتنازعة إلى إبرام اتفاق نهائى تاريخى يحسم الموقف. وبناءا على ضغوط الادارة الأمريكية أبرمت الأطراف المتصارعة: «بريطانيا وهولندا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية» اتفاقا فى أكتوبر 1927 وبخريطة لإقليم الشرق الأوسط، وتم إبرام الاتفاقية التى تقضى بأن تعمل المصالح البترولية التابعة للدول الأربع كفريق واحد متضامن فى منطقة تشمل العراق والسعودية وإمارات الجنوب العربى وفلسطين والأردن وسورية ولبنان. وبذلك أرست إتفاقية الخط الأحمر الأساس لأضخم إمبراطورية بترولية فى الأراضى العربية تتحكم فى مصيرها الدول الأربع المذكورة، والتى كانت السبب فى تمزيق الأمة العربية إلى دويلات صغيرة.والملفت للنظر أن تقسيم الوطن العربى الكبير من المحيط الأطلسى إلى الخليج العربى، إلى 22 إقليما، وتدشين أنظمة سياسية قريبة من الغرب، وكثير منها فرضت على أقاليمها بفعل ونعمة الإمبريالية القديمة والجديدة، والذين لم تنعم عليهم الإمبريالية يفتقرون إلى السلطة الأخلاقية والشرعية.
هذه الظروف تغيرت الآن، وأصبح العالم العربى يشهد حالياً درجة عالية من الإستواء الإجتماعى والإقتصادى والتى لم تكن متوافرة فى حقبة الخمسينات والستينات حيث كان التفاوت الحضارى والاجتماعى فى الأقطار العربية يقف حجر عثرة أمام عملية التوحيد.وبالتالى عززت الدخول النفطية من تحقيق مستويات عالية من التطور الاقتصادى والتطوير المؤسسى.. لذا فإن تقييم صفقات ترامب مع دول الخليج يحتاج إلى مقال آخر بإذن الله.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام