رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

بسبب ارتفاع أسعار اللحوم.. عزوف عن شراء الأضاحي بالدقهلية

الأضاحي
الأضاحي

سيطرت حالة من الغضب والاستياء على مواطني محافظة الدقهلية، خلال الأيام الأخيرة، نتيجة الارتفاع غير المسبوق في أسعار اللحوم الحمراء، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث وصل سعر الكيلو من لحم الكندوز البلدي إلى 400 جنيه، بعد أن كان في حدود 350 جنيهًا مطلع شهر مايو، ما أثار حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة.

غياب الرقابة وراء ارتفاع الأسعار 

أبدى العديد من أهالي الدقهلية استياءهم من الارتفاع الكبير والمفاجئ في أسعار اللحوم، في ظل غياب واضح للدور الرقابي على الأسواق، وتساءل المواطنون: "لماذا لا تقوم وزارة التموين بوضع أسعار استرشادية للحوم؟ ولماذا لا يتم التدخل لضبط الأسواق؟"، مشيرين إلى أن هذه الزيادات لا يقابلها أي تغييرات ملموسة في مدخلات الإنتاج تبرر القفزة السعرية.

ورأى عدد من التجار، أن أسعار اللحوم ارتفعت رغم استقرار أسعار الأعلاف نسبيًا، ما يثير الشكوك حول وجود جهات تحتكر السوق، وعلى رأسها بعض المزارع الكبرى التي يُقال إنها تعمد إلى تعطيش السوق ورفع الأسعار لتحقيق أرباح غير مبررة، في ظل غياب التدخل الحكومي الفعّال لضبط الأسعار.

أسعار الأضاحي تقفز بشكل لافت

وفي تصريحات خاصة، أوضح الدكتور أحمد السعيد، وكيل الإدارة البيطرية بأجا، أن أسعار اللحوم الحية (القائمة) ارتفعت قبل عيد الأضحى، حيث بلغ سعر الكيلو القائم للجاموسي ما بين 160 إلى 165 جنيهًا، وللبقري ما بين 180 إلى 185 جنيهًا، بينما وصل سعر كيلو الضأن والماعز إلى نحو 200 – 210 جنيهًا.

 وأضاف أن كيلو اللحوم في المناطق الشعبية يُباع حاليًا ما بين 360 إلى 400 جنيه، سواء كان صافيًا أو مضافًا إليه الدهن، لافتين إلى أن الأسعار تضاعفت خلال أقل من ثلاث سنوات، حيث لم يكن يتجاوز سعر الكيلو 200 جنيه في نهاية عام 2022، ما دفع العديد من المواطنين إلى إعادة النظر في خياراتهم؛ فبعد أن كان البعض يشتري خروفًا للذبح، باتوا يفضلون شراء كميات محدودة من اللحوم، أو الاشتراك في الأضحية مع الأقارب أو الأصدقاء بسبب التكلفة الباهظة، إذ يصل سعر العجل الجاموسي متوسط الوزن (450 كجم قائم) إلى 72 ألف جنيه، والبقري إلى نحو 82 ألف جنيه.

ورجّح "السعيد" أن أسباب ارتفاع الأسعار ترجع إلى ارتفاع سعر صرف الدولار، ما انعكس على تكلفة استيراد الأعلاف، وزيادة أسعار الكهرباء والمحروقات، وارتفاع تكاليف العمالة، والأدوية البيطرية، والتبن المحلي، والبرسيم، والذرة الخضراء، والنقل.

وأكد أن هذه العوامل رفعت تكلفة التربية، فيما تراجعت قدرة المواطنين على الشراء، ما خلق حالة من عدم التوازن في السوق وأثر على كل من المربي والمستهلك.

الاعتماد على الاستيراد

وأشار إلى أن مصر تعتمد على الاستيراد لتلبية أكثر من 60% من احتياجاتها من اللحوم من دول مثل الهند، والبرازيل، والسودان، وإسبانيا، موضحًا أن صغار المربين اضطروا لبيع مواشيهم بسبب الخوف من الأمراض مثل الحمى القلاعية وارتفاع تكلفة التربية، ما أدى إلى تراجع الإنتاج المحلي وزيادة الأسعار.

من جانبه، قال محمد الخميسي، صاحب مزرعة مواشي، إن ارتفاع أسعار الأعلاف كان له تأثير مباشر على زيادة أسعار اللحوم، لافتًا إلى أن ما يحدث ليس "جشعًا" وإنما نتيجة طبيعية لارتفاع تكاليف الإنتاج.

أما إبراهيم صادق، أحد تجار المواشي، فأكد أن السوق يعاني من ركود شديد هذا العام، مشيرًا إلى أن المواطنين في حالة عزوف ملحوظ عن الشراء، مقارنة بالمواسم السابقة التي كانت تشهد إقبالًا واسعًا.

وفي السياق ذاته، قال مصطفى الريس، أحد المواطنين، إنه اعتاد شراء الأضحية بمفرده كل عام، إلا أن الأسعار المرتفعة هذا العام أجبرته على الاشتراك مع عدد من الأفراد لشراء الأضحية جماعيًا.