رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

فى كل أسرة، تأتى لحظة الحزن الكبرى حين نفقد أحد أحبائنا، ولكن من المؤلم أن تتحول هذه اللحظة إلى ساحة صراع بسبب الميراث. هذه القضية التى من المفترض أن تكون وسيلة لتوزيع الحقوق بعد الوفاة، أصبحت فى كثير من البيوت المصرية والعربية مصدر خلافات، وفتن، وقطع أرحام، بل وصلت فى بعض الحالات إلى المآسى والانتحار، كما حدث فى قصة الدكتور أحمد الدجوى– رحمه الله – الذى راح ضحية نزاعات أسرية مؤلمة بسبب الميراث.
الميراث فى الإسلام: نظام عادل من رب العالمين، فقد قال الله تعالى:
«يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِى أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ…» «النساء: 11» وقد فصل الإسلام بدقة شديدة نصيب كل وارث، لا مجال فيه لاجتهاد شخصى أو تحايل أو حرمان.
وهنا نجد أن الميراث حق، وليس فضلًا من أحد، هو تقسيم من عند الله، ومن يتعداه فقد تعدى حدود الله. قال النبى صلى الله عليه وسلم:
«اقسموا المال بين أهل الفرائض على كتاب الله، فما تركت الفرائض فلأولى رجل ذكر». «رواه البخارى»
لماذا تحدث المشاكل فى الميراث؟
< الطمع والأنانية: بعض الورثة يريدون الاستيلاء على النصيب الأكبر أو حرمان الآخرين، خاصة النساء.
< الجهل بالأحكام الشرعية: كثيرون لا يعرفون الحقوق الشرعية للورثة، أو يتجاهلونها.
< السكوت عن الظلم: السكوت على ظلم أحد أفراد الأسرة قد يولد فى قلبه حزنًا وكمَدًا لا يُحتمل.
< التمييز بين الأبناء: بعض الآباء يوزعون أملاكهم فى حياتهم بشكل فيه ظلم لأحد الأبناء ما يولّد حقدًا وصراعًا بعد وفاتهم.
مأساة أحمد الدجوى: عندما يتحول الظلم إلى قنبلة موقوتة
الدكتور أحمد الدجوى، شاب مجتهد وناجح، وقع ضحية صراع على الميراث، حيث تعرض – كما تُروى القصة – لظلم شديد من أقرب الناس إليه. فبدلا من أن يجد دعمًا وحبًا، وجد إقصاء وتهميشا، ما أدى به فى النهاية إلى الانتحار، فى حادثة هزت قلوب كل من سمعها.
هذه المأساة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، ما دام الناس لا يلتزمون بحدود الله فى قسمة الميراث.
رسالة إلى كل أسرة: اتقوا الله فى الميراث
< اعرفوا حقوقكم الشرعية من مصادر موثوقة.
< استشيروا العلماء أو المحامين الشرعيين عند القسمة.
< لا تميزوا بين الذكر والأنثى، أو بين ابن ناجح وآخر.
< اعلموا أن الميراث اختبار من الله للقلوب، فاختاروا طاعة الله على الطمع.
لذلك نجد أن الميراث ليس فقط أموالًا تُقسم، بل هو أيضًا مشاعر وذكريات وأمانة يجب أن تُؤدى كما أمر الله، فلا تجعلوا من لحظة الموت بداية لحياة من الصراع، واذكروا قول النبى صلى الله عليه وسلم: «من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرّم عليه الجنة»