رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

«الأب الضال»

بوابة الوفد الإلكترونية

عامل يقتل طفلته ويرمى جثمانها للكلاب

 

 

فى مأساة بشعة شهدتها منطقة السلام بالقاهرة وأثارت حالة من الرعب والفزع، حيث تجرد أب من كافة معانى الأبوة والإنسانية، وحّول دوره من الأب السند والحامى لأبنائه وأسرته، إلى «جلاد» مُجرم تلفع بعباءة الشياطين يعذب ويقتل، هذه المأساة التى أبكت العيون وأدمت القلوب بدأت حينما إعتاد الأب المتهم على تعذيب ابنته الصغيرة التى لم يتجاوز عمرها الــ7 أعوام، بكل أنواع الضرب والتعذيب، حتى فارقت الحياة على يده وتخلص من جثتها بطريق بشعة، انتقاما من صغيرته الضحية بعد انفصاله عن والدتها.

«يا بابا أنا هموت من الضرب.. يا بابا أنا بنتك بتضربنى وتعذبنى ليه أنا معملتش حاجة.. حرام عليك؟!» بهذه الكلمات الطفولية البريئة كثيرا ما كانت الطفلة الصغيرة التى لا تملك سوى البكاء، تتوسل إلى والدها لكى يعتقها من جبروته وطغيانه اللعين الذى لم يقوى جسدها النحيف على تحمل كل هذا الآلام التى لم يقوى على تحملها الكبار، لعل بكاء الصغيرة يشفع لدى قلب الأب الضال ويكف عن بطشه بها ويحنو عليها، ولكن قلبه أصبح أشد قسوة من الحجارة، حتى جاءت المرة الأخيرة ولقنها الضربة القاضية، وضربها بعصا على رأسها أردتها قتيلة، وبكل جبروت تخلص من جثتها وألقاها فى أحد المناطق الجبلية!.

ماتت الصغيرة قبل أن تبدأ حياتها، ودون ندم أو حسرة من الأب بعد ارتكابه لجريمته أصبح كل ما يشغل باله كيف التخلص من جثة طفلته التى قتلها بدم بارد، ولا يترك لها آثار حتى يفلت من جريمته المروعة!، ما هى إلا لحظات من التفكير الأثم حتى استعان الأب المجرم بشقيقه وأعدوا خطتهما للتخلص من الجثة، وهداه شيطانه اللعين إلى حيلة وقام بلف جثمان صغيرته القتيلة فى جوال وكأنها «كيس قمامة»، حمل الأب فلذة كبدة وألقى جثتها تنهشها الكلاب والحيوانات الضالة فى جبال الأطلس بمنطقة السلام.

تخلص الأب الضال من جريمة، هى الأبشع فى تاريخ البشرية، وعاد يمارس حياته وكأن شيئاً لم يكن!.

كشف الجريمة

أستقر جثمان الطفلة الضحية وسط الصخور والرمال، حتى عثر أحد الأهالى على الجثة وانتابته حالة من الفزع والرعب، وتلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة بلاغًا مفاده وجود جثة داخل جوال فى منطقة جبال أطلس بدائرة قسم شرطة السلام.

دقائق معدودة بعد البلاغ، حتى دوت أصوات «سرينة» سيارات الشرطة والاسعاف، وانتقلت قوة أمنية إلى موقع الحادث، حيث عُثر على جثمان طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، ملفوفة بقطعة قماش داخل الجوال، وبالفحص وتتبع كافة خيوط الجريمة تم رصد قيام شخصين بإلقاء الجثمان وفرا هاربين.

وبإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة والد الطفلة وعمها، وأن الأب منفصل عن والدتها، وأنه كان دائم التعدى بالضرب على الطفلة منذ انفصاله عن الأم.

وتوصلت التحريات إلى أن الأب المتهم يوم الواقعة ضرب الطفلة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه، وبعدها استعان بشقيقه لف الجثمان فى قطعة قماش ووضعها فى «جوال» وألقاها فى الجبل.

أجرى فريق من النيابة العامة معاينته لمسرح الجريمة ومناظر جثة الضحية، وأمرت بنقل الجثمان إلى مشرحة وإعداد تقرير أسباب وملابسات الوفاة، وكلفت النيابة بسرعة ضبط مرتكب الواقعة وإجراء التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة للوقوف على ملابسات الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها.

وقال مصدر أمنى إن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على الأب المتهم وشقيقه بعد هروبهما، وبرر المتهم جريمته بأنه منفصل عن زوجتها «أم الضحية»، وأدعى أن طفلته الصغيرة كانت تبكى باستمرار وتطلب أمها، فكان يتعدى عليها بالضرب المبرح، ويوم الحادث اشتد عليها فى الضرب فضربها ضربة قاتلة على رأسها وماتت، واستعان بشقيقه للتخلص من الجثة وألقاها بجبال أطلس بمنطقة السلام، حتى تأكلها الحيوانات ويتخلص من جريمته إلى الأبد، ظنا منه أنها لن تنكشف، ولكن الله أراد أن يقتص للصغيرة ويكشف جريمة المتهم، وتم إيداعه خلف قضبان السجن يصرخ ويبكى نادما على فراق ابنته ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الآوان.

بأى ذنب قُتلت طفلة مسكينة لم يبلغ عمرها الـ7 أعوام.. بأى ذنب تتجرع الصغيرة مرارة الآسى وعذاب لم يقوى جسدها النحيف على تحمله، كل ذنبها أنها فتحت عيناها على أب شيطان وسط أسرة مفككة مليئة بالخلافات والمشاكل، حتى انفصل والدها عن أمها، إعتاد الأب على ضرب الصغيرة حرمها من متاع الطفولة.. ماتت الصغيرة التى حُرمت من متاع الطفولة، ولسان حالها يقول إن الموت أهون عليها من بطش والدها القاسى الذى لا يعرف معنى الأبوة.