رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هوامش

فى ظل التحولات الجيوسياسية التى تشهدها المنطقة العربية، وفى ظل مواقف ورؤى عربية باهتة ومتغيرة، يبرز الموقف المصرى من القضية الفلسطينية كركيزة أساسية فى سياستها الخارجية، مؤكدًا التزام مصر الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطينى.

ورغم إحجام عدد من الرؤساء والملوك عن حضور القمة العربية فى العراق، والذى كاد يعصف بفكرة الجامعة العربية، إلا أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى تظل هى الحدث المؤثر، والنقطة الوحيدة المضيئة التى تجسد الرؤية الواقعية للوضع فى الشرق الأوسط، وتعكس سياسة مصر الداعمة للقضية الفلسطينية والقومية العربية. فقد أكد الرئيس مشددًا على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأشار إلى أن «السلام لن يتأتى بالقوة ولا يمكن فرضه عنوة» حتى لو تم التطبيع بين الكيان الصهيونى وكل الدول العربية، داعيًا إلى إطلاق مسار سياسى جاد وفعال يفضى إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.

هذا هو موقف مصر، فى الوقت الذى تشهد فيه الساحة العربية تحولات فى مواقف بعض الدول تجاه القضية الفلسطينية بل تجاه القومية العربية، حيث أقدمت بعض الحكومات على خطوات أثارت جدلًا واسعًا، مثل إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها أو تقديم تنازلات استراتيجية، مما ينظر إليه على أنه تراجع عن الثوابت القومية.

كشفت الأحداث الأخيرة فى المنطقة العربية حقيقة مخططات التقسيم، وكشفت الوجه القبيح للنظام الدولى، وباتت الرؤية واضحة لا تقبل الشك. والفضل يعود للرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى تعامل بوجه مكشوف مع قادة دول الخليج وطلب منهم دفع مقابل الحماية الأمريكية وتثبيت أركان عروشهم. كما كشفت التطورات الأخيرة زيف جماعات الإسلام السياسى التى ظلت سنوات طويلة تبيع الوهم للجميع، على اعتبار أنها تناضل من أجل الوصول للسلطة لإعادة أمجاد الخلافة الإسلامية وتحرير القدس الشريف، وهى فى الحقيقة جماعات خاضعة خانعة لا تعترف بالوطن وترابه وحدوده. ولنا فى الوضع السورى خير دليل، إذ برطعت إسرائيل فى الأراضى السورية عقب وصول المناضلين الإسلاميين إلى سدة الحكم، واستولت على أجزاء جديدة من أراضى سوريا ضمتها للجولان المحتلة، بل وتسلمت وثائق الجاسوس إيلى كوهين الذى أُعدم فى سوريا عام 1965، والتى تعد من الوثائق الهامة المحفوظة بخزائن المخابرات السورية، وزعمت أنها حصلت عليها بعملية مخابراتية معقدة بالتعاون مع مخابرات إحدى الدول، ولكن الأمور واضحة وليست معقدة، وما هى إلا تنازلات لرفع العقوبات وتعديل قوائم التنظيمات الإرهابية.

فى ظل هذه الأحداث والتحديات، يُبرز الموقف المصرى أهمية التمسك بالثوابت القومية ودعم القضية الفلسطينية كجزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى. وهو الموقف الذى أثنت عليه كل الشعوب العربية لأنه حرك المياه الراكدة، ودفع دولًا مثل فرنسا وبريطانيا وكندا لإصدار بيان تحذيرى ضد إسرائيل إذا استمرت فى اعتدائها على غزة وأعلنت اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، ودفع البرلمان الإسبانى للتصديق على حظر التجارة مع إسرائيل خاصة السلاح لأنها دولة إبادة جماعية، ويكفى أن تعترف الصحافة الأمريكية بأن مصر بها زعيم لا يقبل التهديدات ولا يقبل الإغراءات المالية.

الموقف المصرى بمثابة دعوة للدول العربية لإعادة تقييم سياساتها الخارجية بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز من وحدة الصف العربى فى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. إن التزام مصر بدعم القضية الفلسطينية يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاستقرار فى المنطقة، ويعد نموذجًا يحتذى به فى تعزيز التضامن العربى والعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل للشعوب العربية.

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

 

[email protected]