أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تستخدم المساعدات كأداة إذلال لسكان غزة

قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن الروايات حول آلية توزيع المساعدات داخل قطاع غزة متضاربة، وهو أمر شديد الخطورة، موضحًا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم فكرة المساعدات كأداة لإذلال سكان القطاع وممارسة أقصى درجات الضغط، بينما تحاول في الوقت نفسه تخفيف الضغوط الدولية عليها.
آلية توزيع المساعدات بغزة:
وأكد “سلامة”، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة “إكسترا نيوز”، أن المجتمع الدولي بدأ يتحدث عن ضرورة إدخال المساعدات في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية والمجاعة، مشيرًا إلى أن هناك نقطتين أساسيتين في هذا الملف؛ أولاهما حجم المساعدات، إذ أن ما تم إدخاله – بحسب التسريبات – لا يتجاوز 100 شاحنة خلال يومين، في حين أن القطاع يحتاج يوميًا أكثر من 700 شاحنة، بينها 50 شاحنة وقود لتشغيل البنية التحتية.
وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث عن إدخال الحد الأدنى من المساعدات فقط لإقناع اليمين المتطرف داخل إسرائيل، في إطار مراوغات سياسية تهدف لإظهار أن القرار ليس بيده بل بيد التيارات اليمينية، أما النقطة الثانية، فتتعلق بكيفية توزيع المساعدات، حيث لا تزال الروايات متضاربة حول الجهات المسؤولة عن ذلك؛ ما إذا كانت سلطات الاحتلال، أو الأمم المتحدة، أو كيان جديد يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" التي يشرف عليها متعهدون أمنيون أمريكيون.
وأضاف: “استبعاد الأمم المتحدة من هذا الدور الإنساني في غزة يعد أمر بالغ الخطورة، إذ يمثل التفافًا جديدًا على القضية الفلسطينية، ومحاولة لتصفية حق العودة بإبعاد الأونروا عن المشهد، وتحويل القضية إلى مجرد أزمة إنسانية بدلاً من كونها قضية سياسية تتعلق باحتلال شعب يبحث عن دولته”، موضحًا أن إسرائيل تتحجج برفضها مشاركة حماس في توزيع المساعدات، لكنها في الوقت ذاته ترفض إشراك الأمم المتحدة رغم حيادها ودرايتها بحجم المأساة.
وأشار إلى أن إسرائيل تعتبر الأمم المتحدة – وتحديدًا الأونروا – شريكًا لحماس، وسبق أن أوقفت أنشطتها، ضمن سياسة منهجية لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن إسرائيل لم تعد تكترث بالمجتمع الدولي أو بالقانون الدولي، وتواصل عدوانها منذ أكثر من سبعة أشهر دون سقف زمني.