الأسماك تهرب من أسواق الغلابة.. والغضب يسيطر على المواطنين بالدقهلية

يشهد سوق الأسماك بالدقهلية، ارتفاعاً حاداً في الأسعار، والذي يُعد عنصراً أساسياً على موائد المواطنين ، خاصة ذوي الدخل المحدود. و تجاوز سعر البلطى  مائة وعشرون جنيها كما تراوحت أسعار أسماك البورى بين 250 و300 جنيها للكيلو فى بعض الأسواق، مما أثار غضب المواطنين كما يطرح تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الزيادة المفاجئة. 

وأرجع بعض أصحاب المزارع السمكية هذا الإرتفاع الجنونى إلى عوامل كثيرة أهمها زيادة تكلفة العمالة والنقل وعدم مراقبة الأسواق ومنافذ البيع بصورة كافية، مع زيادة المعروض من الأسماك فى فترة التربية من كل عام من البحيرات الطبيعية والمزارع في نفس الفترة وقلة المعروضباقي السنة لإنشغال المزارع بالتربية وعدمالإنتاج فى فترة الصيف، مؤكدين أن السبب الثاني هو استيراد مكونات تلك الاعلاف من الخارج بالدولار، وبالتالى فان ارتفاع اسعار الاعلاف بالاضافة لارتفاع تكلفة "السولار "المستخدم في مراكب الصيد، وارتفاع أسعارالكهرباء".

هذا الارتفاع جعل العديد من المواطنين يطالبون بضرورة تدخل الحكومة لوضع حد لهذا الارتفاع الجنوني في الأسعار، مع ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتنظيم الأسواق، ومحاربة الاحتكار، وضمان وصول الأسماك بأسعار معقولة للمستهلكين.

وتساءل مواطنو الدقهلية عن جدوى إنشاءالمشروعات العملاقة لتنمية الثروة السمكية ؟ لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلي والتصدير إلى الخارج، من خلال التوسع في مشروعات الاستزراع السمكي في المياه العذبة أو المياه المالحة، وتطوير البحيرات لإنتاج الأسماك المتميزة لأغراض التصدير إلى الخارج.

وأشاروا إلى أن هناك  أمورا تحتاج إلى إجابات واضحة في هذا الشأن على رأسها: ما هي النتائج والعائد على المواطن  من المشروع الضخم المعروف ببركة "غليون" ؟ و كيف نمتلك بحرين و9 بحيرات ، ولا يتم استغلال تلك الموارد ويكون لدينا فائض للتصدير من الأسماك. وما هي خطة الحكومة لمواجهة الارتفاع الجنوني لأسعار الأسماك .

وأكد أحمد السباعى ويعمل بالصيد ، إن أسعار الأسماك ارتفعت داخل المحافظة بمعدلات كبيرة رغم امتلاكها أسطول كبيرللصيد ، نظرًا لأن الدقهلية  تطل على بحيرة المنزلة والبحر المتوسط ونهر النيل.

وأضاف أن بحيرة المنزلة كانت تحافظ على توازن الأسعار بالأسواق فى  السنوات الماضية، ولكن تراجع معدلات الصيد بسبب أعمال التعميق والتطهير، أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 75%.. كما أن البحيرة تأذت من انتشار حرف الصيد بالكهرباء والصيد بالجر وكليهما حرفتان ينهكان المخزون السمكى.يشهد سوق الأسماك بالدقهلية  ارتفاعاً حاداً في الأسعار، والذي يُعد عنصراً أساسياً على موائد المواطنين ، خاصة ذوي الدخل المحدود، ومع تجاوز سعر البلطى  مائة وعشرون جنيها بعض الأسواق،و يثير هذا الارتفاع غضب  المواطنين كما يطرح تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الزيادة المفاجئة. 

محمد الغريب تاجر أسماك يرى أن الجميع يتكبد خسائر في تلك العملية، بداية من التاجر نهاية بالمستهلك، لأن الجميع يدفع تكلفة اقتصادية مرتفعة لتناول وجبة سمك. 

من جانبه أكد الدكتور أحمد السعيد وكيل إدارة الطب البيطرى بأجا سابقا أن ارتفاع أسعار الأسماك يرجع  لأسباب عديدة أهمها :

١- طول فترة الإستزراع حيث أن فترة الاستزراع السمكى المالح تحتاج إلى سنتين تقريبا، أما الاستزراع العذب فيحتاج إلى سبعة أو ثمانيةأشهر إضافة إلى أن مواسم الإنتاج من الاستزراع والمصيد الطبيعي متباينة على مدار العام، وهذه أسباب رئيسية فى زيادة الأسعار..

٢- ارتفاع تكلفة الأعلاف والتى تمثل من 70 إلى 75% من إجمالى تكاليف الإنتاج، حيث يدخل فى تركيبة تلك الأعلاف كل من الصويا والذرة ونسبة من مركبات أخرى مثل مسحوق السمك والفيتامينات والأملاح المعدنية، ويتم استيراد مكونات تلك الأعلاف من الخارج بالدولار، وبالتالى فإن ارتفاع أسعار الأعلاف سيؤثر بشكل مباشر على سعر الأسماك . 

٣- زيادة تكلفة العمالة والنقل نتيجة إرتفاع أسعار البنزين والسولار.

٤- عدم مراقبة الأسواق ومنافذ بيع الاسماك بصورة كافية  .

ولفت  وكيل إدارة الطب البيطرى بأجا سابقا إلى أن ارتفاع أسعار جميع مصادر البروتين الحيوانى من لحوم ودواجن،أدى إلى زيادة  الطلب على الاسماك، مع زيادة المعروض من الاسماك فى فترة التربية من كل عام من البحيرات الطبيعية والمزارع في نفس الفترة وقلة المعروض باقي السنة لانشغال المزارع بالتربية وعدم الإنتاج فى فترة الصيف”.

وأضاف أنه فى الغالب إرتفاع الأسعار يكون أثناء موسم التربية، ولأن إنتاج المزارع حوالى 80%من الإنتاج الكلى للأسماك، لذلك يحدث ارتفاع فى الأسعار قبل موسم صيد المزارع .

 ونادى وكيل إدارة الطب البيطرى بأجا سابقا بالتوسع فى إنشاء المزارع السمكية من جانب الدولة وكذلك رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدنى للمساهمة فى توسيع قاعدة إنشاء المزارع السمكية والإستفادة بمراكز البحوث والعمل على إستزراع أصناف مقاومة للإمراض ولها قدرة عالية على التحويل الغذائى . 

وطالب المسئولين بإزالة المعوقات أمام إنشاء المزارع السمكية حتى تصبح صناعة وكذلك إعفاءها من الضرائب لمدة ١٠ سنوات كما يطبق على جميع المشروعات بالمناطق الصناعية