أبو الغيط يحذر في بغداد: العالم يتجه نحو التكتلات الإقليمية.. والعرب أمام خيار التكامل أو التهميش

في ظل عالم يعاني من اضطرابات اقتصادية وسياسية غير مسبوقة، اجتمعت الدول العربية في بغداد لبحث سبل تعزيز التكامل الاقتصادي والاجتماعي خلال الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية. وفي كلمته الافتتاحية، أكد أحمد أبو الغيط*، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن التحديات العالمية الحالية تفرض على الدول العربية ضرورة التحرك الجماعي لتعزيز الأمن الغذائي، وتنمية التجارة البينية، وتبني التكنولوجيا الحديثة. كما حذر من مخاطر التباطؤ في مواكبة التطورات العالمية، مشددًا على أن التضامن العربي هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل مستقر للأجيال القادمة.
في كلمة ألقاها خلال افتتاح القمة العربية التنموية الخامسة، حذر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، من أن التحديات الاقتصادية العالمية تتطلب استجابة عربية موحدة، مشيرًا إلى أن "الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة اضطراب شديد، والتجارة الدولية تواجه تحديات غير مسبوقة، مع تصاعد سياسات الحمائية والانكفاء على الذات".
وأكد أبو الغيط أن "التكامل الإقليمي لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية لضمان المصلحة العربية في ظل عالم يتسم بعدم اليقين"، مشيرًا إلى أربع قضايا رئيسية على جدول أعمال القمة:
وأشار إلى أن الأزمات العالمية كشفت عن فجوات خطيرة في المنظومة الغذائية العربية، مؤكدًا أن "تأمين المخزون الغذائي أصبح أولوية سيادية". و ستُناقش القمة استراتيجية عربية شاملة للأمن الغذائي، بالإضافة إلى مبادرة عراقية لتعزيز مخزون الحبوب العربي.
وقدم العراق مقترحًا بإنشاء مجلس وزاري عربي للتجارة يضم وزراء الدول الأعضاء، بهدف تعزيز التبادل التجاري البيني وتنسيق المواقف أمام "الحروب التجارية العالمية".
تطرق إلى مبادرة الرئيس الموريتاني التي تركز على الاستثمار في الموارد البحرية بشكل مستدام لمواجهة أزمتي الغذاء والطاقة.
و أطلق أبو الغيط "المبادرة العربية للذكاء الاصطناعي"، داعيًا إلى تعزيز البحث العلمي العربي في التقنيات المتقدمة، مؤكدًا أن "تضييق الفجوة التكنولوجية مع العالم المتقدم ضرورة استراتيجية".
وتابع :" إن مجتمعاتنا العربية من أكثر المجتمعات شباباً في العالم.. ومن الضروري اغتنام تلك الفرصة الديموغرافية في العقود القادمة قبل أن تتحول الفرصة إلى عبء كما نشهد في مجتمعاتٍ أخرى... ولا سبيل أمامنا سوى تعليمٍ يواكب العصر وبرامج تدريب تحويلي ومستمر تجاري متطلبات التوظيف. مؤكدًا أن هذه النسبة تمثل فرصة ذهبية يجب استغلالها عبر "تعليم عالي الجودة وتدريب مهني متطور"، محذرًا من أن إهمالها قد يحولها إلى عبء اقتصادي واجتماعي.
أكد أن الأمن القومي العربي لا يتحقق إلا بتضافر الجهود في مجالات الأمن الغذائي، والصحي، والطاقة، والذكاء الاصطناعي، داعيًا إلى "تحويل الخطط إلى واقع ملموس عبر الإرادة السياسية المشتركة".