متحف تل بسطا يفتح أبوابه مجانًا احتفالًا باليوم العالمي للمتاحف

تستعد محافظة الشرقية للاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، الذي يوافق 18 مايو من كل عام، حيث يفتح متحف تل بسطا بمدينة الزقازيق أبوابه غدًا الأحد أمام الزوار المصريين مجانًا، من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا، في فعالية ثقافية وسياحية مميزة تهدف إلى تعزيز الوعي بقيمة المتاحف ودورها الحيوي في حفظ التراث وتعزيز الهوية الوطنية.
وتتضمن الاحتفالية العديد من الفعاليات المتنوعة التي ينظمها المتحف بهذه المناسبة، حيث تُقام جولات إرشادية مجانية لزوار المتحف يتعرفون خلالها على مجموعة فريدة من المقتنيات الأثرية التي تروي تاريخ منطقة تل بسطا، إحدى أهم المواقع الأثرية في الوجه البحري، كما يتيح المتحف لزواره مشاهدة المعرض المؤقت المُقام داخل القاعات الرئيسية، بالإضافة إلى حضور مجموعة من الندوات والورش التثقيفية والفنية التي تستهدف مختلف الأعمار والفئات.
وأكد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، أن احتفال المحافظة بهذه المناسبة العالمية يعكس حرصها على تعزيز الدور الثقافي والسياحي للمتاحف، مشيرًا إلى أن المتاحف لا تمثل فقط مستودعًا للآثار، بل تعد منابر معرفية وثقافية وتربوية مهمة، تسهم في نشر الوعي بالتاريخ والتراث، وتغذي روح الانتماء لدى المواطنين، فضلًا عن دورها في تحفيز الحركة السياحية الداخلية وتوفير تجربة تعليمية وترفيهية متكاملة للمجتمع.
وأضاف المحافظ أن المتاحف تسهم بفاعلية في تطوير السياحة الثقافية التي تُعد من أهم أنواع السياحة المستدامة، كما تلعب دورًا محوريًا في تنمية الذوق الفني والحس الجمالي لدى أفراد المجتمع، من خلال المعارض والمقتنيات والأنشطة المصاحبة، التي تقدم معرفة بصرية وتاريخية غنية، تُحفّز التفكير النقدي، وتثري التجربة الإنسانية.
من جانبه، أوضح إبراهيم علي حمدي، مدير متحف تل بسطا، أن الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف يأتي في إطار الفعاليات السنوية التي ينظمها المتحف بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، مشيرًا إلى أن هذا اليوم يُعد مناسبة دولية تنظمها اللجنة الدولية للمتاحف "ICOM" منذ عام 1977، ويُحتفل بها في أكثر من 150 دولة حول العالم، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية المتاحف، وتقدير دورها في صون التراث الإنساني.
وأشار مدير المتحف إلى أن المجلس الدولي للمتاحف يختار في كل عام موضوعًا محددًا للاحتفاء باليوم العالمي، وقد تم تخصيص شعار هذا العام ليكون "مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير"، بما يعكس أهمية المتاحف كمراكز للتجديد والابتكار، وكيفية قدرتها على التكيف مع التغيرات المجتمعية والتكنولوجية والبيئية المتسارعة.
وأضاف حمدي أن الفعاليات المقامة في المتحف هذا العام تأتي تأكيدًا على الدور المجتمعي والتوعوي للمتاحف، حيث يتيح اليوم المجاني فرصة متميزة للزائرين من مختلف الأعمار للاطلاع على تاريخ مصر عبر العصور، والاستمتاع بتجربة ثقافية فريدة تتضمن عروضًا تعريفية ومحاضرات تثقيفية وورش عمل تفاعلية تستهدف طلاب المدارس والشباب والأسر.
وتُعد منطقة تل بسطا من أقدم وأهم المناطق الأثرية في دلتا النيل، وتحمل بين جنباتها آثارًا تعود إلى العصور الفرعونية، حيث كانت مقرًا دينيًا هامًا للإلهة باستت، وتمتاز بوجود بقايا معابد ومقابر ملكية تعكس عراقة الحضارة المصرية القديمة.
ويحتوي المتحف المقام بالموقع على مقتنيات أثرية نادرة، تمثل مراحل مختلفة من تاريخ مصر، مما يجعله نقطة جذب للباحثين والمهتمين بالآثار والزوار على حد سواء.
يُذكر أن متحف تل بسطا لا يقتصر دوره على عرض القطع الأثرية فحسب، بل يسهم أيضًا في دعم العملية التعليمية والثقافية في المحافظة، من خلال التعاون المستمر مع المدارس والجامعات لتنظيم زيارات ميدانية تثقيفية، وبرامج تدريبية للطلاب، مما يعزز من دوره كمؤسسة تعليمية ومجتمعية فاعلة.
ودعا مدير المتحف جميع المواطنين للاستفادة من هذه الفرصة وزيارة المتحف غدًا للمشاركة في الفعاليات المختلفة والتعرف على تاريخهم العريق، مؤكدًا أن أبواب المتحف مفتوحة للجميع مجانًا طوال اليوم احتفالًا بهذه المناسبة المهمة.