سيمفونية الوحدة تُعزف في بغداد.. ضيوف القمة العربية يروا تاريخ العراق بأنغامٍ عابرة للحدود

في ليلةٍ جمعت بين نبض الحاضر وصدى الماضي، استقبلت بغداد ضيوفَ القمة العربية الرابعة والثلاثين بحفلٍ سمفوني استثنائي، حمل عنوان "عراقٌ يُغنّي للعرب"، وذلك ضمن احتفالات اختيارها عاصمةً للسياحة العربية 2025.  

قاد المايسترو محمد أمين عزت الفرقة السمفونية الوطنية العراقية في عرضٍ فني مُتقن، نقل الحضور في رحلةٍ عبر آلاف السنين، بدءًا من المقطوعات البابلية العتيقة، مرورًا بالإيقاعات الكردية النابضة بالحياة، وصولًا إلى الألحان المصرية التي أضفتْ لمسةً عربيةً خالصة.  

وحضر الحفل عددٌ من الضيوف العرب المشاركين في القمَّة، إلى جانب سفراء الدول المعتمدين لدى بغداد، إذ شهد تفاعلاً واسعاً مع فقراته التي جسّدت الإرث الموسيقيَّ العراقيَّ بروح سمفونيَّةٍ معاصرة.

وجّه أحمد فكاك البدراني، وزير الثقافة والسياحة العراقي، تحيةً لضيوف القمة قائلًا: "هذه الأمسية رسالةٌ واضحة: العراق ليس أرضَ الحروب فحسب، بل هو وطنٌ للثقافة الذي يجمعنا". من جهتها، عبّرت سفيرة إحدى الدول العربية عن إعجابها: "لم أتوقع أن أسمع في بغداد مزيجًا بهذا الجمال بين السمفونيات العالمية والتراث المحلي". 
لم تكن النوتات الموسيقية مجرد أصواتٍ عابرة، بل كانت قصصًا تُحكى. فبينما أدهش قتيبة النعيمي الجمهورَ بعودة الذي حاكى حكايات الرافدين، أضاف آلان عارف إيقاعًا كرديًا مُميّزًا عبر آلة الدفّ، في حين نسجت الفرقة السمفونية خيوطًا موسيقيةً بين التراث العراقي والألحان العربية المعاصرة.