العلماء ليسوا سواء.. 3 مراتب تميز أهل العلم

تناول الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة الإسلامية، أقسام العلماء من وحي القرآن الكريم والسنة النبوية، مبينًا التفاوت الكبير بينهم من حيث المنهج والنية والأثر في المجتمع، وأكد عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك أن التمييز بين العلماء الحقيقيين والمزيفين بات ضرورة في ظل كثرة المدّعين في هذا الزمان.
القسم الأول: العلماء الربانيون
وصف الدكتور لاشين هؤلاء بأنهم أشرف الأقسام وأعلاها، وهم الذين بلغهم العلم إلى معرفة الله عز وجل، فتعلّقوا بالملأ الأعلى وخالط العلم قلوبهم، فصار علمهم علم يقين، بل عين يقين، أورثهم خشية وتقوى لله، كما قال تعالى:
"إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" [فاطر: 28].
وأورد قول النبي ﷺ:"العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورّثوا العلم" (رواه الترمذي)، مشددًا أن هؤلاء العلماء لا يبيعون علمهم ولا يسيسونه، بل هم وقّافون عند حدود الله.
القسم الثاني: علماء يقولون ما لا يفعلون
أشار الدكتور لاشين إلى فئة من العلماء يظهر عليهم النور في القول، لكن سلوكهم يحرق كالنار، فهم كالشمع يضيء للناس ويحترق ذاتيًا. واستشهد بقوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" [الصف: 2-3].
ووصفهم بأنهم أول من تُسعر بهم النار يوم القيامة، لأنهم جمعوا بين العلم والمعصية.
القسم الثالث: علماء الباطل والمصالح
وصف هذا القسم بأنه أخطرهم وأشدهم ضررًا على الأمة، وهم من يعلمون الحق ويحرفونه لأجل مصالح شخصية، مستخدمين علمهم في تزييف الدين وتشريع الباطل. واستدل بقوله تعالى:
"يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ" [المائدة: 41]، وقوله تعالى:
"فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث" [الأعراف: 176].
وأكد الدكتور لاشين أن هؤلاء يتتبعون الفتاوى الشاذة والضعيفة، مدعين التنوير وهم في الحقيقة يتاجرون بالدين ويتبعون الهوى، محذرًا من خطورتهم على الدين والمجتمع.
دعوة للتبصّر والتمييز
اختتم الدكتور عطية لاشين حديثة بالدعاء أن يجعلنا الله من العلماء الربانيين، الذين يخشونه حق الخشية، ويتقونه في السر والعلن، وأن يجنبنا صفات العالم الذي لا يعمل بعلمه، أو يضل الناس بسوء تأويله.