رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الغارات الإسرائيلية تتسارع والمبعوث الأممى يحذر من التصعيد

القوات الأمريكية تعيد تمركزها فى سوريا وسط فوضى إقليمية

بوابة الوفد الإلكترونية

أدان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، الغارات الجوية الإسرائيلية المتزايدة على الأراضى السورية، واصفًا إياها بـ«التصعيد الخطير» الذى يهدد المدنيين ويقوض فرص الاستقرار. وفى بيان صدر صباح أمس، دعا بيدرسن الاحتلال الإسرائيلى إلى «الوقف الفورى للهجمات الجوية واحترام القانون الدولى»، مشددًا على ضرورة عدم تعريض المدنيين السوريين للخطر واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وجاء تصريح بيدرسن عقب سلسلة ضربات جوية عنيفة شنّتها المقاتلات الإسرائيلية على مواقع عسكرية سورية فى محافظات حماة ودرعا ودمشق والساحل السورى، وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، فيما شهدت الأجواء السورية تحليقًا كثيفًا للطيران الإسرائيلى. وسبق تلك الغارات هجوم مباشر استهدف منطقة قريبة من القصر الرئاسى فى دمشق، اعتبرته السلطات السورية تهديدًا صريحًا لمؤسسات الدولة.
وبرر الاحتلال فى بيان مشترك الهجمات، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الاحتلال يسرائيل كاتس أن «الهجوم على القصر الرئاسى رسالة واضحة للنظام السورى»، وأضافا أن إسرائيل «لن تسمح بانتشار قوات قرب جنوب دمشق أو بتهديد الطائفة الدرزية»، بدعوى حمايتهم دون تحديد ما إذا كان هذا انتشارًا جديدًا أو تفصيلًا عن عدد القوات على الأرض.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الاحتلال، أفيخاى أردعى، إجلاء 5 مواطنين سوريين من الطائفة الدرزية لتلقى العلاج الطبى داخل إسرائيل. وكتب على منصة «إكس»: «تم إجلاء الليلة الماضية 5 مواطنين سوريين من أبناء الطائفة الدرزية لتلقى العلاج الطبى داخل إسرائيل حيث تم نقلهم إلى المركز الطبى زيف فى تسفات بصفد بعد إصابتهم داخل سوريا» وعقب تداول هذه المعلومات، نقل موقع «تلفزيون سوريا» عن مصادر وصفها بالمحلية فى محافظة السويداء، نفيها هبوط المروحية.
فيما نقلت وسائل إعلام سورية أن إسرائيل استخدمت سبعة صواريخ لضرب مواقع فى حرستا، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، كما استُهدفت كتيبة صواريخ قرب موثبين، ومواقع فى التلول الحمر غرب درعا، ومحيط مدينة إزرع. وأكدت مصادر عسكرية تنفيذ غارات على منطقة الشعرة فى ريف اللاذقية، فيما رُصدت مروحيات إسرائيلية تهبط لدقائق فى السويداء قبل أن تنسحب باتجاه الجولان المحتل.بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان، قُتل 56 شخصًا فى صحنايا وجرمانا ذات الغالبية الدرزية، خلال الغارات الإسرائيلية الأخيرة، بينهم مسلحون محليون وعناصر أمن. ووفق نفس المصدر، ارتفعت وتيرة المجازر الطائفية منذ مارس، حيث قُتل أكثر من 1700 مدنى، معظمهم من العلويين، على يد ميليشيات وأجهزة أمنية محسوبة على النظام السابق.
بدورها اتهمت القيادة السورية إسرائيل بمحاولة زعزعة استقرار البلاد، ومنع إعادة الإعمار بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر العام الماضى، مؤكدة أن الغارات أودت بحياة مدنيين ودمرت منشآت عسكرية. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت أيضًا مواقع فى ريف دمشق وحرستا، ومنشآت دفاعية فى التل والكسوة، إلى جانب ضربات فى ريفى حماة ودرعا.
فى هذا السياق، قال باولو سيرجيو بينيرو، رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا، إن «الهجمات الإسرائيلية غير مقبولة قانونيًا ولا إنسانيًا»، مشددًا على ضرورة تحييد المدنيين عن الصراعات العسكرية.
فى بيان حاد اللهجة، وصف الزعيم الروحى الدرزى الشيخ حكمت الهجرى ما جرى بـ«هجوم إبادة جماعية ضد أبناء الطائفة»، داعيًا لتدخل دولى عاجل لحمايتهم. لكن زعماء دروز آخرين رفضوا هذا الموقف، مفضلين التفاوض مع الحكومة الجديدة بدلًا من تدويل الأزمة.
رغم أن إسرائيل تبرر تدخلها العسكرى بـ«حماية الدروز» فى الجنوب السورى، يرفض العديد من زعماء الطائفة هذا الطرح، معتبرين أن تل أبيب تستغل الملف الطائفى لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية. وتُعد الطائفة الدرزية إحدى أبرز الأقليات فى سوريا، ويبلغ عدد أفرادها نحو مليون شخص، يتركز معظمهم فى السويداء وضواحى دمشق، فيما ينتشر الباقون فى لبنان وإسرائيل، خاصة فى الجولان المحتل.
على وقع التصعيد العسكرى، بدأت الولايات المتحدة إعادة توزيع قواتها شرق سوريا. فقد غادرت قافلة ضخمة تابعة للجيش الأمريكى، مساء أول أمس، قاعدتى العمر وكونيكو النفطيّتين فى دير الزور، متجهة نحو ريف الحسكة، فى خطوة تؤكد نية واشنطن تقليص وجودها العسكرى وإعادة تنظيم انتشارها.
وذكرت وكالة الأناضول أن نحو 200 شاحنة نقلت معدات ومنشآت عسكرية إلى قاعدتى قسرك والشدادى، اللتين تديرهما قوات سوريا الديمقراطية بدعم أمريكى. وأوضحت مصادر أن هذا التحرك يندرج ضمن خطة أوسع لخفض عدد الجنود الأمريكيين إلى أقل من ألف عنصر، فى ظل سياسة تقشف عسكرى وعد بها الرئيس دونالد ترامب منذ بدء ولايته الثانية.
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن القوات المتبقية ستخضع لقيادة موحدة تحت مظلة «قوة المهام المشتركة – العزم الصلب»، مشيرة إلى أن الوجود الأمريكى يهدف الآن إلى تقديم الدعم الاستخباراتى واللوجستى لـ«قسد»، مع التركيز على منع عودة تنظيم داعش، ومراقبة نشاط الجماعات المسلحة الموالية لإيران.
ووفق صحيفة نيويورك تايمز، يجرى التحضير لإغلاق ثلاث قواعد أمريكية من أصل ثمان فى شمال شرق سوريا، ما يعكس تحولًا فى أولويات واشنطن، من السيطرة على منابع النفط إلى تحصين مواقع محدودة وتسهيل الانسحاب التدريجى.
فى تطور لافت، أفادت مصادر عسكرية أن تركيا أرسلت إشارات تحذيرية للطائرات الإسرائيلية أثناء تحليقها فى الأجواء السورية، ما يعكس تزايد التشابك الإقليمى وتعقيد الحسابات بين مختلف القوى الفاعلة فى سوريا. وتُجرى واشنطن، بحسب تقارير دبلوماسية، محادثات غير معلنة مع أطراف إقليمية حول ترتيبات محتملة لمستقبل شمال شرق سوريا، وسط حديث عن إدخال قوات دولية تحت راية الأمم المتحدة فى المناطق التى تنسحب منها القوات الأمريكية.