هزار السكاكين ينهي حياة شاب في القليوبية

الصديقان حضرا من الصعيد للعمل فى محل لبيع الطيور بالخانكة
شهود عيان يروون اللحظات الأخيرة قبل الجريمة
لم يكن يدور بخاطر أحد أن لحظة هزار عابرة بين صديقين ستتحول إلى مأساة تسرق حياة شاب فى ريعان عمره، ففى مشهد يقطر ألمًا، لقى شاب فى العقد الثانى من العمر فى مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، مصرعه على يد صديقه، الذى لم يدرك أن طعنة عشوائية خلال لحظة طيش ستحول ضحكتهما العابرة إلى صرخة موت أبدية.
تفاصيل الحادث المؤلمة، كشفت عن مشهد مأساوى صادم، حيث أسدل الستار على حياة الشاب فى لحظة خاطفة، تاركًا خلفه قلوبًا مكسورة وأسرة غارقة فى الحزن والأسى.
وبينما لا تزال الأسئلة تحاصر الجميع عن كيفية انتهاء المزاح بجريمة، كان مزاح «السكاكين» كفيلًا بنهاية الصداقة والحياة، فيما تتوالى التحقيقات لكشف ملابسات الواقعة.
عاش «أحمد» وصديقه «محمد» كلاهما فى العقد الثانى من العمر لسنوات طويلة، قبل أن يضيق بهما الحال هناك فى إحدى محافظات الصعيد، ليقررا البحث عن رحاب أفضل، فكانت الوجهة إلى محل صغير لبيع الطيور بمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية يعملا فيه حتى يكسبوا قوت يومهم رافعين نصب أعينهما حلمًا بسيطًا بالرزق.
جاء الشابان من عمق الأقاليم يحملان على كاهلهما تعب المسافات وأمل البدايات، لكن طرق المدينة لم تكن رحيمة، ففى زحام الحاجة وقسوة الظروف، انفجرت مأساة، حين انتهت صداقتهما بجريمة دامية، أسدل فيها أحدهما الستار على حياة الآخر، لتُكتب نهاية حزينة لحلم لم يُمهل أصحابه فرصة النجاة.
وفى تفاصيل يوم الواقعة، والتى حدث وسط ضجيج مركبات «السيارات» وحركة المارة، فى المنطقة التى يقع فيها «محل الطيور» الذى يعملان فيه، جمع بين الشابان «وصلة مزاح»، وكانت الوسيلة أسلحة بيضاء «سكاكين» تلك التى تستخدم فى ذبح الطيور بالمحل، وفجأة انقلب المزاح إلى كارثة.
حيث سدد «محمد»، طعنة فى جسد صديقه «أحمد» طعنة أودت بحياته، تلك الطعنة التى كانت تسبق سكان المنطقة وأصحاب المحال التجارية الذين حضروا على صرخات المجنى عليه، ولم يتمكنوا من إنقاذه حتى محاولات إسعافه، ونقلوه إلى المستشفى، إلا أن تلك المحاولات اليائسة باءت جميعها بالفشل لتنتهى بوفاته قبل دخوله للمستشفى لتكتب نهاية رحلة من «الشقى» عاشها شاب وغربة طويلة، انتهت به على نعش الموتى مقتولا على يد صديقه، الذى طالما شاركه رحلته من الصعيد إلى القليوبية.
وبحسب شهود العيان، قالوا إن الضحية والمتهم كانت علاقتهما قوية وصعبة، ومغتربين وكانا يعملان حتى يكسبوا المال الحلال من خلال عملهم فى محل لبيع الطيور، ولا أحد هناك يصدق ما حدث، وكأننا نعيش كابوسا بأن المزاح يكون بالسكاكين وكأننا نعيش أخر الزمان».
وبرواية شهود العيان: إن «أحمد» المجنى عليه كان مهذباً بشوشا، يحترم عمله، مكافحا طوال الوقت، وقد حضر من قريته بالصعيد من أجل لقمة العيش، ولكن أحلامه تبخرت على طعنه سكين سددهًا له صديقه فى وصلة هزار.
وقد شهدت مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، جريمة قتل بشعة، بعدما أقدم شاب على إنهاء حياة صديقه مسددًا له عدة طعنات، بعد وصلة هزار تحولت إلى تشاجر بينهما أثناء عملهم فى محل لبيع الطيور.
وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القليوبية، قد تلقت إخطارًا من رئيس مباحث قسم شرطة الخانكة، يفيد من مقتل شاب يدعى «أحمد»، 19 سنة ومقيم بمنطقة بالخانكة، دائرة القسم، جثة هامدة.
وبالانتقال والفحص تبين مقتل المجنى عليه على يد صديقه المدعو «محمد .ح»، وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة أمكن القبض على المتهم، وعثر بحوزته على السلاح المستخدم فى الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وتباشر النيابة التحقيقات.
وأمام جهات التحقيق بالخانكة، وقف المتهم محاطًا بأدلة الاتهام وشرح تفاصيل الواقعة، واعترف أن ما حدث كان بسبب «الهزار الثقيل» من صديقه بعد توجيه عبارات غير صحيحة أثارت غضبه حتى أمسك السكين وطعن بها أثناء وقوفهما فى الشارع وبعدها فر هاربا حتى ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه، وخلال التحقيق نسبت النيابة للمتهم تهمة القتل العمد وقررت حبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات وتحفظت على السكين وأرسل إلى الأدلة الجنائية لفحصه وبيان حالته الفنية.