نظام غذاء إفريقي ينافس نظام البحر المتوسط في دعم الصحة والنشاط
لطالما ارتبط نظام غذاء البحر المتوسط بالصحة وطول العمر، مستندًا إلى وجبات غنية بالأسماك والخضراوات وزيت الزيتون.
وبحسب صيفة “ديلي ميل” البريطانية، أسست هذه التقاليد التي نشأت في اليونان وإيطاليا لما يعرف بالمناطق الزرقاء، وهي مناطق يتمتع سكانها بأعمار مديدة ونسب منخفضة من الأمراض المزمنة.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تشير دراسة جديدة إلى أن هناك منطقة أخرى قد تنافس نظام غذاء البحر المتوسط، وهذه المرة من تنزانيا.
سر كليمنجارو الغذائي
توصل فريق من الباحثين الهولنديين إلى أن النظام الغذائي التقليدي في كليمنجارو، الذي يركز على الأطعمة الطبيعية غير المصنعة مثل البامية والموز والفاصوليا الحمراء والمشروبات المخمرة كالمبيجي، يرتبط بمستويات منخفضة من الالتهابات وأنظمة مناعية أكثر قوة.
ويعتقد الخبراء أن هذا النمط الغذائي قد يحمي الجسم من الأمراض المزمنة ويطيل من متوسط العمر المتوقع.
تجربة غذائية تكشف التأثيرات العميقة
في دراسة عملية، طلب الباحثون من 77 رجلاً تنزانيًا اتباع أنظم غذاء مختلفة لمدة أسبوعين. أظهرت النتائج أن من تحولوا إلى النظام الغذائي الغربي شهدوا ارتفاعًا في مؤشرات الالتهاب وضعفًا في الأداء المناعي.
وفي المقابل، أولئك الذين تبنوا حمية كليمنجارو سجلوا تحسنًا ملحوظًا استمر حتى أربعة أسابيع بعد انتهاء التجربة، مما يعزز الفرضية بأن هذا النظام له فوائد طويلة الأمد.
تحديات الواقع رغم الفوائد
ورغم الفوائد الصحية الكبيرة لنظام غذاء تنزانيا، إلا أن تنزانيا لا تزال لا تصنف رسميًا كمنطقة زرقاء.
ويبلغ متوسط العمر المتوقع فيها 67 عامًا مقارنة بـ 77 عامًا في الولايات المتحدة و82 عامًا في اليونان.
وتتمتع تنزانيا بمعدلات إصابة بالسرطان أقل بكثير من الدول الغربية، إذ تسجل 140 حالة لكل 100 ألف شخص مقابل 445 حالة في الولايات المتحدة.
العودة إلى الأساسيات لتحقيق الصحة
ينصح خبراء التغذية ببناء نظام غذاء يرتكز على الخضراوات والفواكه والبقوليات، مع إدخال الأطعمة المخمرة لدعم صحة الأمعاء وتعزيز المناعة.
كما تؤكد أخصائية التغذية سابنا بيروفيمبا أن الاعتماد على الأطعمة الطبيعية يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في الوقاية من الأمراض المزمنة.
وبينما لا تزال المناطق الزرقاء المعروفة تحظى بالتقدير، يبدو أن كليمنجارو قد يصبح رمزًا جديدًا للعافية وطول العمر.