آسر ياسين لـ «الوفد»:
«قلبى ومفتاحه» لمس قلوب الناس

لم أشكك فى نجاح العمل بفضل المخرج والنص القوى
«محمد عزت» شخصية حقيقية تعكس القيم التى نفتقدها فى مجتمعنا
نهاية «قلبى ومفتاحه» تطورت بناءً على تفاعل الجمهور
قصة العمل اكتملت ولا توجد نية لجزء ثانٍ
حقق مسلسل «قلبى ومفتاحه» نجاحًا ملحوظًا خلال النصف الأول من موسم رمضان الماضى 2025، حيث استطاع أن يصنع حالة تفاعل جماهيرى فريدة، مستندًا إلى واقعية القصة وصدق الشخصيات، ما جعله يبرز وسط زخم الأعمال الدرامية، كما اختار آسر دورًا استثنائيًا يجمع بين البساطة والعمق، مجسدًا شخصية «محمد عزت» التى تمثل نموذجًا للرجل المحترم المتمسك بقيمه فى زمن تتغير فيه المعايير، نجاح المسلسل جاء تتويجًا لجهد جماعى آمن به منذ اللحظة الأولى، واعتبره تجربة مختلفة على مستوى الشكل والمضمون، يفتح آسر ياسين قلبه لـ«الوفد» ليتحدث عن كواليس المسلسل، سر نجاحه، وكيفية تجسيده لشخصية «محمد عزت» التى لامست مشاعر الجمهور.
كيف ترى التفاعل الجماهيرى الكبير مع المسلسل منذ انطلاق عرضه?
- منذ اليوم الأول شعرت بأن هناك حالة من الترقب والاهتمام بالمسلسل, الناس لمسوا أن العمل مختلف, والشخصيات قريبة منهم, التفاعل الكبير دليل على أن المشاهد يبحث عن عمل حقيقى يحكى عنه ويشوف نفسه فيه, أكثر ما أسعدنى هو كمية الرسائل التى وصلتنى من جمهور من طبقات مختلفة بيقولوا إنهم شايفين أنفسهم فى الشخصيات.

هل راودك القلق بشأن المنافسة القوية فى موسم رمضان?
- لم أتردد لحظة فى الإيمان بنجاح مسلسل قلبى ومفتاحه, رغم الزخم الدرامى الكبير خلال الموسم الرمضانى: لم أشكك فى نجاح العمل على الإطلاق, لأن عناصر القوة فيه كانت واضحة منذ البداية, مجرد وجود اسم تامر محسن كان كافيًا ليشعرنى بالراحة والثقة, الإنتاج كان قوياً جدًا, وفر لنا كل اللى محتاجينه علشان يطلع العمل بالشكل اللائق والمناسب للمشاهد, بالإضافة لوجود مجموعة من النجوم اللى بعتبرهم من الصف الأول فى الدراما كان عامل مهم جدًا فى نجاح المسلسل». ولكن أهم عنصر بالنسبة لى كان النص, واللى كتبته مها الوزير باحتراف كبير, كتابتها كانت قوية جدًا وقريبة من الواقع, وده خلّى الشخصيات تبقى حقيقية وسهلة التعلق من الجمهور».
ما سر نجاح «قلبى ومفتاحه» برأيك?
- النجاح سببه توازن العناصر الفنية الكتابة الصادقة, إخراج واعٍ ومتفهم لكل تفصيلة, وإنتاج محترم موفر كل الأدوات, إلى جانب ده, إحنا اشتغلنا على شخصيات حقيقية من الواقع, ناس شبهنا وشبه اللى حوالينا, حتى أماكن التصوير, زى منطقة اللبينى, أدت للمسلسل لمسة من المصداقية والدفء.
كيف رأيت شخصية «محمد عزت» قبل تجسيدها? وكيف تصفها للجمهور?
- شخصية «محمد عزت» فى المسلسل لم تكن بعيدة عنه, بل كانت مستوحاة من نماذج واقعية عايشها فى حياته اليومية: شفت محمد عزت فى والدى وأصدقائه, هو شخص بسيط ومحب للعلم, متمسك بقيم ومبادئ نشأ عليها, وهى نفس القيم اللى تربيت أنا كمان عليها فى أسرتى». كما أن «محمد عزت» يعتز بكونه رجلاً محترماً, وده شىء نادرًا ما بنشوفه دلوقتى فى الدراما, البعض قد يراه مثاليًا أكثر من اللازم, لكن الحقيقة إن المفروض يكون فيه زيه كتير, ويمكن يكون فى المجتمع «محمد عزت» واحد و«أسعد» كتير, بس اللى محتاجينه هو العكس, ورغم بساطته, لا أرى الشخصية على أنها ساذجة, بل فيها عمق وتوازن واضح بين النية الطيبة والوعى: «هو على نياته, لكن مش ساذج, عارف هو عايز إيه, وبيسعى يفضل محترم لآخر لحظة, وده تحدٍ كبير فى الزمن ده, كمان حاول يواكب العصر ويطور من نفسه, زى ما عمل لما بدأ يقدم الدروس بأسلوب ترفيهى يقدر يوصل للشباب بسهولة, فهو شخص يستحق مكانه الحقيقى فى المجتمع, مش بس فى الدراما, هو نموذج لازم نحتفى بيه ونشوفه أكتر على الشاشة وفى الحياة, لأنه بيعبر عن قيمة كبيرة احنا محتاجين نرجعلها».
هل كانت هناك صعوبات فى تجسيد الدور?
- بالتأكيد, التحدى الأكبر هو أنك تحافظ على توازن الشخصية, «محمد عزت» لو اتقدم بشكل نمطى كان ممكن يبان ممل أو مبالغ فيه, الصعوبة كانت فى تقديمه كشخص طبيعى, عنده لحظات ضعف, بيتردد, وبيفكر زينا, وده اللى خلّى الناس تتعلق بيه.
هل العمل يحمل رسائل اجتماعية واضحة?
- نعم, المسلسل بيوثق لفترة مهمة من حياتنا كمجتمع, وبيعكس طريقة تفكير الجيل الحالى, حتى اختيارات أماكن التصوير كانت مقصودة علشان ننقل شكل الشارع المصرى كما يجب أن يكون, نظيف ومنظم, مش بس زى ما هو, الفن له دور كبير فى تغيير الذوق العام والنظرة للمجتمع, وده جزء من رسالتنا.
ماذا عن التناول الجرىء لفكرة المحلل?
- رغم أن البعض ركّز على إن فى خط درامى بيمر بفكرة المحلل, إلا إننا ما قدمناش ده كفكرة محورية, بالعكس, إحنا طرحنا الموضوع بشكل ناقد, ووضحنا إن اللجوء لمحلل مرفوض دينيًا واجتماعيًا, الفكرة كانت ضمن السياق مش الهدف, وده ما بيمنعش إن تناولنا لها كان فيه جرأة محسوبة.
هل كانت نهاية المسلسل مخططة من البداية?
- الخطوط العامة كانت مرسومة, لكن النهاية نفسها تطورت بناءً على التفاعل مع الجمهور, كنا متفقين إن النهاية لازم تبقى إيجابية, لأن الناس محتاجة بارقة أمل, وفعلاً كلنا كنا عايزين نختم الرحلة دى نهاية تليق بجمهورنا.
ما أقرب المشاهد لقلبك?
- فى مشاهد كتير قربت منى, ولكن يمكن أبرزهم مشهد أغنية «باب الجمال», ومشهد التعارف مع «ميار», ومشهد العشاء اللى بدأ يقرب الشخصيتين من بعض, النهاية كمان كانت مؤثرة جدًا, حاولنا فى كل مشهد نحافظ على التوازن بين المشاعر والواقعية.
كيف كانت تجربتك فى التعاون مع فريق عمل مسلسل «قلبى ومفتاحه»?
- كانت تجربة مليئة بالحب والطاقة الإيجابية, وأنا فعلاً استمتعت بالعمل مع كل الأبطال, خصوصاً مى عز الدين, اللى كانت شريكة حقيقية فى نجاح المسلسل, مى إنسانة متواضعة, رقيقة, وجدعة بمعنى الكلمة, وبنت بلد حقيقية, وأتمنى أكرر التجربة معاها فى أعمال جاية, لأن الشغل معاها مريح جدًا وممتع.
أما عن الفنان الكبير أشرف عبدالباقى, فده تانى تعاون بينا, وهو واحد من الفنانين اللى بحبهم جداً وبحترمه على المستوى الفنى والإنسانى, وجوده فى أى عمل بيدّى روح مختلفة.
«دياب» كمان كان ليه بصمة واضحة, وأنا بشوف إنه فنان موهوب جدًا, وأتمنى أشوفه قريب فى دور بعيد عن الأدوار الشريرة, لأنه فعلاً عنده طاقة فنية كبيرة تقدر تقدم حاجات متنوعة, وواثق إنه هيبرع فيها.
أما الفنانة القديرة سماء إبراهيم, فهى قدمت دور الأم ببراعة رغم إن الفرق العمرى بيننا مش كبير, لكنها أضافت عمقاً حقيقياً للشخصية, ووجودها كان مؤثر جداً حتى وإن كانت مشاهدها مش كتيرة, لكنها كانت فعالة جدًا.
ومحمود عزت كان واحد من المفاجآت السعيدة فى المسلسل, فنان هايل, وحضوره قوى, واختياره كان عبارة عن توفيق كبير من المخرج تامر محسن, وأعتقد إنه هيكون ليه مستقبل واعد جدًا فى الفترة الجاية.
الفيديو الشهير لوالدتك وهى تحتفل بنجاح المسلسل حاز على تفاعل واسع.. ما تعليقك?
- ده من أحلى اللحظات فى حياتى, لأنه خرج من القلب, والدتى كانت مبسوطة بالمسلسل, وشقيقى هو اللى صور الفيديو, الفكرة إن الناس حسوا بعفوية وفرح الفيديو, وده خلاه ينتشر بسرعة, التعليقات اللى وصلتنى كانت مؤثرة جدًا, خصوصًا من ناس قالوا إن الفيديو ساعدهم يتخطوا لحظات اكتئاب أو ضيق.
هل كان هناك نية لتقديم جزء ثانٍ من مسلسل «قلبى ومفتاحه»?
- القصة انتهت, وكل تفاصيلها واضحة من البداية للنهاية, صحيح إن المسلسل قد يبدو لايت, لكن فى الحقيقة هو ملىء بالتفاصيل المعقدة; من رحلة البحث عن مُحلل, إلى قضايا المخدرات, وجرائم القتل, هو عمل يمزج بين أنواع درامية مختلفة فى آنٍ واحد».
هل تدخلت فى تفاصيل سيناريو العمل أو رسم ملامح شخصية محمد عزت?
- لم أتدخل فى السيناريو, لكن قدمت عددًا من المقترحات للمخرج تامر محسن, وكان هدفها تعميق الشخصية وإظهارها بشكل أكثر ثراءً.
ما أبرز الإضافات التى اقترحتها على المخرج تامر محسن?
- اقترحت فكرة إن محمد عزت يقدم دروس خصوصية, وقررنا سويًا إن شخصيته, لأنها مملة, مش هتجذب الناس, وبالتالى الفيديوهات اللى نشرها على الإنترنت لم تحقق سوى 53 مشاهدة, وده كان تفصيل مهم بيعبر عن طبيعة الشخصية ومشكلاتها».
كيف تم تطوير الشخصية خلال التصوير?
- الحوار المستمر مع المخرج كان عاملًا أساسيًا فى تطور الشخصية وظهورها بشكل طبيعى ومؤثر, السؤال المستمر, والبحث, والنقاش مع المخرج, كلها تفاصيل بتخلى الممثل يحس بالشخصية وتبقى كأنها جزء منه, مع الوقت بقت شخصية محمد عزت بالنسبة لى تفصيلة أساسية وعشتها كأنها حقيقية».