رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

فى الذكرى ٤٣ لعيد تحرير أرض الفيروز محيى نوح بطل الفرقة ٣٩ قتال:

بوابة الوفد الإلكترونية

كنا كالأسود فى كل حروبنا ضد العدو الإسرائيلى

تحية للقوات المسلحة الباسلة وشهداء الوطن الذين حرروا سيناء من الإرهاب

 

«ياللى من البحيرة وياللى من آخر الصعيد، ياللى من العريش الحرة أو من بورسعيد،هنوا بعضيكم وشاركوا جمعنا السعيد، سينا رجعت كاملة لينا ومصر اليوم فى العيد».

ما أعظمها فرحة استرداد الأرض كاملة، والتراب الغالى من أرض سيناء الحبيبة، بعد حرب أكتوبر المجيدة، ومفاوضات عصيبة وقتال دبلوماسى على أعلى مستوى، لنسترد سيناء كاملة فى ٢٥ ابريل عام ١٩٨٢.

«الوفد» تحدثت مع البطل المصرى محيى نوح بطل الصاعقة الذى اشترك فى كل حروب مصر من 1967 إلى 1973، وكرمه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عقب إصابته فى حرب الاستنزاف بعد استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، كما كرمه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عامين ضمن تكريم الفرقة ٣٩ قتال أبطال معركة رأس العش.

عن هذه اللحظات الفارقة، يقول البطل محيى نوح إن سيناء وترابها غال على كل مصرى، وكنا كالأسود فى كل حروبنا ضد العدو الاسرائيلى، حتى استعدنا الكرامة والأرض، وسيذكر التاريخ أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قام بحرب تحرير جديدة لتطهير سيناء من الإرهاب الذى حاول كسر مصر، وإعادة احتلالها مرة أخرى، بل وسيذكر التاريخ أن الرئيس السيسى هو أول من جعل حلم تنمية سيناء واقعاً حقيقياً، بل انه استعاد سيناء حرفياً إلى مصر.

ويضيف نوح: انتقلت بعد نصر اكتوبر للعمل فى جهاز الاتصال بالمنظمات الدولية، وكان اجتماع الكيلو ١٠١ ثم فك الاشتباك الأول وهو انسحاب إسرائيل حتى خط المضايق والممرات ثم ذهب الرئيس أنور السادات إلى إسرائيل وألقى خطاب قوى من موقف المنتصر، ثم بعد ذلك مباحثات كامب ديفيد، ثم اتفاقية السلام عام ١٩٧٩ وبدأنا فى استلام الأرض على مراحل مرحله «أ» وفيها ٢٢ ألف جندى و٢٣٠ دبابة، ومرحلة «ب» وفيها أربعة آلاف جندى حرس حدود ثم المرحلة «ج» وفيها ٧٥٠ جندى أمن مركزى ثم المرحلة «د» عند إسرائيل فيها أربع كتائب مشاه دون مدفعية أو مدرعات، وأثناء استلام الأرض كان هناك ١٤ نقطة مختلف عليها تم تسويتها جميعا عدا النقطة الاخيرة ٩١، والتى تم تحويلها للتحكيم الدولى وهى منطقه طابا، وصدر الحكم لنا فيها عام ١٩٨٨ وتم رفع علم مصر عليها فى ١٩ مارس ١٩٨٩، واستلمنا أرضنا كاملة بالنصر أولا فى ٧٣ ثم بالمفاوضات، ثم بالتحكيم.

وأضاف البطل محيى نوح، أن الرئيس أنور السادات رفع العلم على العريش، والرئيس مبارك رفع علم مصر على رفح فى ٢٥ أبريل ١٩٨٢ عيد تحرير سيناء، ثم رفع الرئيس مبارك فى المرحلة الأخيرة علم مصر على طابا يوم ١٩ مارس ١٩٨٩.

وأشار «نوح» إلى أن الإحساس بالنصر ثم استلام الأرض بعد سقوط الشهداء، هو إحساس رهيب، وهو إحساس المنتصر الذى بذل دمه فى سبيل استرداد أرضه، وهو إحساس بالفخر والعزة والكرامة، حيث ارتفعت هامتنا إلى عنان السماء والثقة فى أنفسنا، وقيادتنا. 

ويقول البطل محيى نوح: بعد استلام أرضنا الغالية، لم تحدث بها تنمية شاملة مما جعلها تحت نظر العصابات المجرمة، وبعد ثورة يناير تسللت إليها المنظمات الارهابية لإحداث واقع جديد يتمثل فى التمكين من أرض سيناء، وانشاء خنادق وتجمعات إرهابية وسط جبال سيناء، وداخل المجتمعات بالعريش والشيخ زويد والتى انطلقت منها عدة عمليات ارهابية للسيطرة على سيناء بأكملها، ورفع الاعلام السوداء لتحقيق أحلامهم فى إقامة إمارة إسلامية، و بدأنا بالفعل فى تطهيرها من الإرهاب بالقوات المسلحة، وبكل الأسلحة، وخير أجناد الأرض من رجال الصاعقة والجيش المصرى العظيم، وبمعاونة جهاز الشرطة، وهنا اوجه التحية لصاحب القرار الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أنهى الإرهاب الأسود فى ربوع مصر كلها وفى نفس الوقت حقق التنمية فى جميع المجالات، حيث طرق ومدن جديدة ومزارع سمكية، وتوسيع الرقعة الزراعية وبرنامج تكافل وكرامه وعلاج المواطنين فى جميع التخصصات مجانا واقامة العاصمة الإدارية، والقضاء على العشوائيات، وفى نفس الوقت بناء القوات المسلحة المصرية العظيمة بأحدث الاسلحة وعمل المناورات مع أقوى الدول حتى اصبح الجيش المصرى من أفضل تسعة جيوش على مستوى العالم، كما أوجه التحية لقواتنا المسلحة الرائعة المتميزة، وتحية لقيادتها وشعبها الوطنى المخلص بتضحيات أبنائه من الشهداء الذين حرروا سيناء من الإرهاب.

وعن التنمية الشاملة التى توازت مع الحرب ضد الارهاب، حتى يتم تعمير سيناء، وعدم ترك أى فراغات لزرع بؤر إرهابية جديدة، أكد البطل محيى نوح أن سيناء أهملت بصورة كبيرة، بعد استلام ارضنا الغالية فى ٢٥ أبريل ١٩٨٢، ولم يتم فيها أى تنمية عدا جزء بسيط فى جنوب سيناء، ولذا وجد الإرهاب والإرهابيون البيئة الخصبة لتواجدهم ونموهم وأقيمت الأنفاق فى المنطقة من رفح إلى كرم ابو سالم على مسافة ١٤ كم، وذلك لجلب الاسلحة والارهاب وعمليات الترهيب، ثم حدثت ثورة يناير، وكانت فرصة لزرع بؤر الارهاب فى سيناء، بل وإقامة مخازن أسلحة لهم داخلها، ولكن عندما أتى المنقذ، بدأت عمليات محاربة الإرهاب الأسود فى جميع أنحاء مصر وبخاصة فى سيناء، حيث تم الاعتماد على القوات المسلحة والشرطة وأهالى سيناء الشرفاء وتم اقتحام جبل الحلال وغلق الانفاق والقضاء على الإرهاب فى الشمال والوسط والجنوب وأصبحت سيناء خالية من الإرهاب، وقد قمت بزيارة محافظة شمال سيناء لمده أسبوع، ورأيت كيف تم تطهير سيناء، وإعادة الحياة إلى مدنها، ومن أهم ما رأيته فى تنمية سيناء، إقامة مدينة رفح الجديدة، والإسماعيلية الجديدة، وبناء القرى، والتجمعات البدوية الجديدة، وتطهير بحيرة البردويل، وإقامة المدارس، والجامعات، والمصانع، ومزارع الأسماك، واستصلاح الأراضى وتنمية ميناء بور توفيق وميناء العريش، وانفاق سيناء، وتوفير حياة كريمة لأهالى سيناء ونتيجة للأمن والأمان وبناء البنية التحتية، بدأ المستثمرون الأجانب والعرب والمصريون يستثمرون فى شتى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياحية، ومن هنا أوجه التحية لقواتنا المسلحة الرائعة المتميزة، وتحية لقيادتها، وشعبها الوطنى المخلص، وتحيه للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أنهى الإرهاب الأسود وطور القوات المسلحة حيث أصبحت من أقوى تسعة جيوش على مستوى العالم للحفاظ على أمننا القومى وإنشاء قاعدة برنيس فى الجنوب، وقاعدة محمد نجيب و٣ يوليو فى الشمال، وبناء مصر الجديدة وأصبح لمصر مكانة كبيرة بين دول العالم.

 

 

 

اللواء محمد زكى الألفى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا:

تحرير سيناء يوم فارق فى تاريخ مصر الحديث

الجيش نجح فى دحر الإرهاب وتحقيق التنمية فى أرض الفيروز

الالتفاف خلف القيادة السياسية واجب وطنى

 

أكد اللواء محمد زكى الألفى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا فى حواره مع «الوفد» أن تحرير سيناء هو بمثابة مفترق هام فى تاريخ مصر الحديث،حيث نجح الجيش المصرى فى دحر الإرهاب وحقق التنمية الواسعة على أرضها. كما أكد أن مشروع الأنفاق فى سيناء يعد عملا تنمويا رائعا. وأشار إلى أن القطاع الخاص المصرى يؤدى دورا مهما فى عمليات التنمية، خاصة أن فى سيناء فرص استثمارية كثيرة. وأوضح أن الالتفاف حول القيادة السياسية الآن يعد أمرًا بالغ الأهمية، بل هو واجب وطنى مهم.

وفيما يلى نص الحوار:

كيف ترى أهمية يوم عيد تحرير سيناء بالنسبة لمصر والشعب المصرى؟

- يوم تحرير سيناء هو يوم تاريخى يمثل مفترقًا هامًا فى تاريخ مصر الحديث. ففى هذا اليوم، تمكنت قواتنا المسلحة الباسلة من استعادة آخر شبر من أرض سيناء الطاهرة بعد حرب أكتوبر 1973، وهو انتصار يعكس تضحيات أبطالنا وعزمهم على استرداد حقوقنا. تحرير سيناء يعنى أيضًا أن مصر استردت جزءًا غاليًا من أرضها التى كانت تحت الاحتلال الإسرائيلى، ويعد هذا الحدث بمثابة بداية جديدة لمصر فى مسيرتها نحو الاستقرار والتنمية.

نريد تسليط الضوء على الدور الذى لعبته القوات المسلحة المصرية فى تأمين سيناء طوال هذه السنوات.

بالطبع القوات المسلحة المصرية لعبت دورًا محوريًا فى تأمين سيناء منذ اللحظة الأولى لتحريرها. بعد استعادة الأرض، كان هناك تحدٍ كبير فى الحفاظ على الأمن والاستقرار فى المنطقة، خاصة مع محاولات الجماعات الإرهابية فى السنوات الأخيرة للنيل من استقرار المنطقة. الجيش المصرى وضع خطة محكمة لضمان تأمين الحدود، وكان له دور كبير فى منع تسلل العناصر المتطرفة إلى داخل سيناء.

وتمكنت القوات المسلحة من القضاء على العديد من الخلايا الإرهابية التى كانت تهدد استقرار المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت القوات المسلحة فى تنفيذ عمليات تمشيط واسعة النطاق لضمان تطهير سيناء من العناصر غير الشرعية.

< هناك من يرى أن تنمية سيناء لا تقل أهمية عن تأمينها. كيف ترى جهود الدولة فى هذا المجال؟

- هذا صحيح تمامًا. تنمية سيناء هى أحد الأبعاد المهمة التى يجب التركيز عليها بجانب تأمينها. بعد استعادة سيناء، قامت الدولة المصرية بتنفيذ خطة شاملة لتنمية هذه المنطقة الهامة، حيث بدأت مشروعات ضخمة فى مختلف المجالات، سواء فى البنية التحتية أو فى مجالات التعليم والصحة والاقتصاد.

أحد أبرز مشروعات التنمية فى سيناء كان مشروع الأنفاق أسفل قناة السويس، الذى يربط بين ضفتى القناة ويسهل حركة المرور بين سيناء وبقية أجزاء الجمهورية. هذا المشروع فتح آفاقًا جديدة للتنمية الاقتصادية وساهم فى تسهيل حركة البضائع والأفراد.

كما تم إطلاق العديد من المشاريع الزراعية فى سيناء، مثل مشروع استصلاح الأراضى وزراعة مساحات واسعة من الأراضى الصحراوية. هذه المشاريع ساهمت فى زيادة الإنتاج الزراعى وخلق فرص عمل لأبناء سيناء، مما يعزز الاستقرار الاجتماعى والاقتصادى فى المنطقة.

< وما هى أهمية مشروعات البنية التحتية فى دعم التنمية المستدامة فى سيناء؟

- مشروعات البنية التحتية فى سيناء هى العمود الفقرى لتنمية المنطقة. فقد شهدت سيناء تحولات كبيرة فى هذا المجال، حيث تم تنفيذ مشروعات طرق وكبارى جديدة، مما جعل الوصول إلى سيناء أسهل وأكثر أمانًا. كما تم تطوير ميناء العريش، وهو ما يعزز قدرة المنطقة على استقبال وتصدير المنتجات الزراعية والصناعية. بالإضافة إلى ذلك، تم بناء العديد من المدن الجديدة مثل «مدينة الإسماعيلية الجديدة» و»مدينة العريش الجديدة»، وهذه المدن ستسهم فى استقرار السكان وتوفير فرص العمل.

كذلك، تم تحسين شبكة الكهرباء والمياه فى المنطقة، وهو ما يعد خطوة هامة فى تعزيز جودة الحياة للسكان، ويؤكد التزام الدولة بتوفير كافة سبل الراحة للمواطنين فى سيناء.

< وما هو دور المجتمع المدنى فى دعم هذه الجهود التنموية؟ وهل هناك تكامل بين القوات المسلحة والقطاع المدنى فى هذا السياق؟

- هناك تكامل تام بين القوات المسلحة والقطاع المدنى فى عملية تنمية سيناء. القوات المسلحة لا تقتصر على الجانب الأمنى فقط، بل هى أيضًا شريك رئيسى فى مشروعات البنية التحتية والتنمية. على سبيل المثال، تساهم الشركات التابعة للقوات المسلحة فى تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى فى سيناء، سواء فى قطاع الطرق أو فى بناء المنشآت السكنية أو حتى فى مشاريع استصلاح الأراضى.

من جانب آخر، يقوم المجتمع المدنى من خلال المنظمات غير الحكومية والشركات الخاصة بدور مهم فى دعم هذه الجهود التنموية. يوجد الآن تعاون وثيق بين الحكومة والقطاع الخاص، حيث تم فتح مجالات جديدة للاستثمار فى سيناء، مما يخلق فرصًا اقتصادية ويساهم فى توفير العديد من الوظائف للشباب السيناوى.

< فى ضوء ما تشهده سيناء من جهود أمنية وتنموية، هل تعتقد أن المنطقة أصبحت الآن أكثر جذبًا للاستثمارات المحلية والدولية؟

- نعم، بالتأكيد. سيناء أصبحت اليوم أكثر جذبًا للاستثمارات، سواء كانت محلية أو دولية، بفضل الجهود الكبيرة التى بذلتها الدولة فى تأمين المنطقة وتطوير بنيتها التحتية. الأمن والاستقرار هما العاملان الرئيسيان اللذان يجعلان أى منطقة بيئة خصبة للاستثمار. اليوم، هناك العديد من الشركات الكبرى التى بدأت فى تنفيذ مشاريع فى سيناء فى مجالات متعددة، مثل السياحة والزراعة والصناعة.

مشروعات مثل «منتجع رأس سدر» و«مدينة شرم الشيخ الجديدة» و«مشروع التنمية السياحية فى جنوب سيناء» كلها تمثل مؤشرات على زيادة اهتمام المستثمرين بالمنطقة. كما أن هناك تحفيزات كبيرة تقدمها الدولة للمستثمرين، مثل توفير الأراضى بأسعار تنافسية وإعفاءات ضريبية، مما يساهم فى جذب الاستثمارات.

< لو تحدثنا عن أثر هذه المشاريع على المواطن السيناوى، هل ترى أن هذه المشاريع أسهمت فى تحسين مستوى حياته؟

- بالطبع. المشاريع التنموية التى شهدتها سيناء كان لها أثر بالغ فى تحسين حياة المواطنين هناك. أولاً، العديد من هذه المشاريع قدّمت فرص عمل مباشرة لأبناء سيناء، سواء فى قطاعات البناء أو الزراعة أو السياحة. كما أن تحسين البنية التحتية، مثل الطرق والكهرباء والمياه، قد ساهم فى رفع مستوى المعيشة بشكل عام.

علاوة على ذلك، فإن هذه المشاريع تهدف إلى توفير حياة كريمة للمواطن السيناوى وتيسير وصوله إلى الخدمات الأساسية. التعليم والصحة أيضًا كان لهما نصيب كبير من اهتمام الدولة، حيث تم بناء مدارس ومراكز صحية جديدة فى مختلف أنحاء سيناء.

< ما هى رسالتكم للمصريين فى ذكرى عيد تحرير سيناء؟

- رسالتى للمصريين فى هذه الذكرى العظيمة هى أن نحتفل بتضحيات أبطالنا من الجيش المصرى الذين قدموا أرواحهم من أجل تحرير الأرض واستعادتها. وأن نكون دائمًا على وعى بأهمية هذا اليوم، وأن نواصل العمل من أجل الحفاظ على أمن واستقرار بلادنا. كما أود أن أؤكد أن سيناء كانت وستظل دائمًا جزءًا غاليًا من أرض مصر، ونحن جميعًا مسئولون عن تطويرها وحمايتها من أجل الأجيال القادمة. مصر قوية بجيشها، وبشعبها، وبعزيمتها، ونحن جميعًا على قلب رجل واحد لتحقيق مزيد من التقدم والازدهار لهذا الوطن العزيز.

ولا بد من الالتفاف والاصطفاف خلف القيادة الوطنية التى تقوم بجهود غير مسبوقة من أجل الحفاظ على الأمن القومى المصرى، خاصة فى الفترة الحالية التى تتوالى فيها الأخطار والتحديات من كافة الاتجاهات.

 

 

 

اللواء محمد الغبارى رئيس كلية الدفاع الوطنى الأسبق:

تحرير سيناء.. يوم الشرف والكرامة ورمز للصمود والإرادة الوطنية

مصر قادرة على مواجهة التحديات.. والرؤية الاستراتيجية طويلة الأمد وراء النصر

مساندة الشعب للجيش حققت المعجزة.. والمصريون يتمتعون بروح وطنية لا تموت

 

فتح اللواء محمد الغبارى رئيس كلية الدفاع الوطنى الأسبق قلبه لـ «الوفد» متحدثا عن يوم تحرير سيناء هذا اليوم الذى يعد بمثابة عيد للكرامة المصرى، لأنه رمز للصمود والإرادة الوطنية. وقال «الغبارى» إن الرؤية الاستراتيجية للقوات المسلحة طويلة الأمد وراء تحقيق النصر. كما أكد أن مساندة وتأييد الشعب للجيش المصرى حققت المعجزة الحقيقية، لأن المصريين يتمتعون بروح وطنية لا تموت. كما أكد الغبارى أن مصر دولة قوية وقادرة على مواجهة التحديات الحالية بكل ثقة وقوة لأنها دولة قوية وقادرة

وفيما يلى نص الحوار: 

< كيف ترى أهمية هذه المناسبة على المستوى الوطنى؟

- هذا الموضوع يحمل الكثير من الذكريات والتاريخ لأبناء مصر، فعيد تحرير سيناء هو أحد أعظم الأيام فى تاريخ مصر المعاصر. إنه يوم استعادة الأرض، يوم الشرف والكرامة، فقد تحقق فيه حلم المصريين فى استرداد سيناء بعد سنوات من الاحتلال الإسرائيلى. تحرير سيناء ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو رمز للصمود والإرادة الوطنية، ويؤكد على قدرة مصر على استعادة حقوقها مهما كانت التحديات.

< كيف ترى أهمية هذا الحدث فى تشكيل هوية الجيش المصرى الحديث والوطنى فى مختلف المجالات؟

- تحرير سيناء كان نقطة تحول فى تاريخ الجيش المصرى. فعلى الرغم من الهزيمة التى تعرضنا لها فى حرب 1967، إلا أن الشعب والجيش أثبتا للعالم فى حرب أكتوبر 1973، أن قوة الإرادة والتخطيط السليم يمكن أن تعيد الأمور إلى نصابها. الجيش المصرى دخل الحرب من أجل استعادة الأراضى المحتلة، ومعركة أكتوبر كانت بمثابة إعادة بناء للثقة فى النفس، سواء على مستوى القيادة العسكرية أو الشعب المصرى.

بالإضافة إلى أن تحرير سيناء لم يكن نتيجة لتفوق عسكرى فقط، بل أيضاً بسبب الرؤية الاستراتيجية طويلة الأمد التى اعتمدت على إعادة بناء القوات المسلحة بشكل يتناسب مع المتغيرات الدولية والإقليمية. لذلك، كان الاحتفال بتحرير سيناء يشكل نقطة فارقة فى تطوير الجيش المصرى، سواء فى الجانب التكتيكى أو فى تطوير المفاهيم الاستراتيجية التى يتم الاعتماد عليها حتى الآن.

< وما دور الشعب المصرى فى هذا الإنجاز التاريخى؟ وهل يمكن القول إن تحرير سيناء هو ثمرة من ثمار الوحدة الوطنية؟

- بالطبع، لا يمكن تجاهل دور الشعب المصرى فى هذا الإنجاز. الجيش المصرى فهو جزء لا يتجزأ من الشعب، والروح الوطنية التى سادت فى تلك الفترة كانت العامل الأهم فى تحقيق النصر. فى حرب أكتوبر، تعاون الشعب والجيش بشكل مثالى، فالمدنيون قدموا الدعم الكامل للقوات المسلحة فى مختلف المجالات. وكذلك الدعم المعنوى الهائل من الشعب المصرى خلف القوات المسلحة.

إن الوحدة الوطنية كانت أحد أسس انتصار أكتوبر وتحقيق تحرير سيناء، فقد جمعت الحرب كل طوائف الشعب تحت هدف واحد، وهو استعادة الأرض والكرامة. هذه الروح الوطنية ما زالت حية فى قلوب المصريين، سواء فى تلك الحقبة أو فى العصر الحالى. التحرير ليس مجرد استعادة الأرض، بل هو استعادة الأمل والكرامة والوحدة الوطنية.

< إذا نظرنا إلى المشهد الحالى، كيف ترى دور الجيش المصرى فى حماية الأمن القومى المصرى فى الوقت الراهن، خاصة مع التحديات التى تواجهها المنطقة؟

- الجيش المصرى اليوم هو امتداد لما كان عليه فى الماضى من حيث الكفاءة والقدرة على مواجهة التحديات. لقد شهدنا تطوراً كبيراً فى القوات المسلحة المصرية فى السنوات الأخيرة، سواء على مستوى التسليح أو التدريب أو القدرة على مواجهة التهديدات الأمنية المختلفة. لا شك أن مصر تواجه تحديات عديدة، سواء من الإرهاب أو من التهديدات الإقليمية التى قد تؤثر على أمنها القومى.

الجيش المصرى ليس فقط قوة عسكرية، بل هو مؤسسة استراتيجية تعمل بشكل متكامل مع باقى أجهزة الدولة فى التصدى للأزمات. وهناك اهتمام كبير فى السنوات الأخيرة بتطوير القوات المسلحة سواء فى الأسلحة المتطورة أو فى التكنولوجيا الحديثة. هذا يشمل الانفتاح على أحدث الأنظمة العسكرية والتعاون مع العديد من الدول لتبادل الخبرات وتطوير القدرات الدفاعية.

< بالنسبة للتحديات الحالية، ما هو تقييمكم للوضع الأمنى فى سيناء؟ وهل يمكن القول إن سيناء أصبحت أكثر أمانًا بعد عملية التطهير فى «سيناء»؟

- سيناء تطهرت من الإرهاب وتم تحقيق نتائج إيجابية على مستوى تأمين الأرض، إضافة إلى عمليات التنمية الواسعة التى تحققت.

وتبقى سيناء جزءًا حساسًا وهامًا للأمن القومى المصرى، وأى تهديد لها سيكون له انعكاسات على الوضع الأمنى فى البلاد ككل.

< منذ فترة، تم الحديث عن تطوير سيناء اقتصاديًا، ما هى رؤيتكم لهذه الخطط التنموية؟

- تطوير سيناء هو أمر فى غاية الأهمية. الأبعاد التنموية فى سيناء لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادى، بل تشمل أيضًا الجانب الاجتماعى والأمنى. المشروع التنموى فى سيناء يشمل العديد من المشاريع الحيوية مثل مشروعات الإسكان والبنية التحتية، بالإضافة إلى إنشاء مناطق صناعية وتجارية لتعزيز الاقتصاد المحلى. كل هذه المشاريع تهدف إلى توفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين فى سيناء.

عندما تكون هناك خطة تنموية جادة، يتبعها تأمين حقيقى للأرض من قبل القوات المسلحة، فإن ذلك يؤدى إلى نتائج ملموسة على الأرض. التنمية فى سيناء تتطلب تكامل الجهود بين الجيش والحكومة والمجتمع المدنى. وأنا أرى أن هناك إرادة سياسية قوية لتحقيق هذا الهدف، وتحقيق تنمية مستدامة فى سيناء سيؤدى إلى رفع مستوى الأمن بها وتحقيق الاستقرار فى المنطقة.

< ماذا عن الوثائق التى تم نشرها عبر الموقع الرسمى لوزارة الدفاع، حول حرب أكتوبر 1973؟

- لقد نشرت مصر لأول مرة وثائق جديدة ونادرة وبخط يد قادة الجيش عن حرب أكتوبر، تضمنت التخطيط الاستراتيجى العسكرى لحرب أكتوبر، وإدارة الحرب بمراحلها حتى وقف إطلاق النيران، وكذلك كيفية تصفية الثغرة ممثلة فى الخطة الشاملة، بالإضافة لفض الاشتباك انسحاب القوات الإسرائيلية، وكذلك بعض مذكرات القادة.

< ما الحكمة من اختيار هذا التوقيت للإفراج عن هذه الوثائق؟

- هى رسالة تذكير بالتاريخ المصرى وقدرات الجيش على تحقيق ما يعتقده البعض مستحيلا، بالإضافة إلى التأكيد على أن مصر وجيشها أقوياء وقادرون حماية أمنها القومى وسيادتها وحدودها.

< ما هى رسالتكم للمصريين فى هذه المناسبة العظيمة؟

- رسالتى للمصريين فى هذا اليوم هى أن نحتفل جميعًا بما تحقق من إنجازات، ولكن لا ننسى أبدًا تضحيات شهدائنا الذين بذلوا أرواحهم فى سبيل هذه الأرض. نحن جميعًا مدعوون للحفاظ على هذه الأرض الطاهرة، ولن يكون ذلك إلا من خلال الالتزام بالوحدة الوطنية والعمل الجاد من أجل بناء مصر قوية وآمنة.

يجب أن نعلم أن ما تحقق من نصر فى تحرير سيناء هو نتاج للدماء الطاهرة وللإرادة الصلبة، ولابد أن نستمر فى الحفاظ على هذه الروح التى لا تموت، لأننا فى نهاية المطاف ننتمى إلى وطن عظيم، يجب أن نبذل جميعًا من أجله كل ما فى وسعنا. عيد تحرير سيناء هو عيد لكل المصريين، نحتفل فيه بما حققناه، ولكننا نعمل دائمًا من أجل المستقبل.