رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الوثائق والخرائط اللي رجّعت طابا.. إزاي مصر كسبت المعركة بالقلم مش بالسلاح؟

طابا
طابا

أكدت الدكتورة سلوى بكير، خبيرة الخرائط الدولية، أن الخريطة ليست مجرد رسمة، بل وثيقة متكاملة تمثل كتابًا مفتوحًا لمن يجيد قراءتها، فهي تحتوي على كل ما يخص حدود الدولة من بيانات ونقاط ثابتة تُعرف بالنقاط الجيوديسية، وهي إحداثيات معتمدة عالميًا لتحديد الحدود بدقة.

الحدود الثابتة هي شرط أساسي لاعتراف المجتمع الدولي بكيان الدولة 

وأضافت بكير خلال لقائها مع أحمد دياب ونهاد سمير ببرنامج صباح البلد على قناة "صدى البلد" أن الخريطة تُعد من أقوى الأدلة القانونية والفنية التي يمكن الاستناد إليها أمام المحافل الدولية، مشيرة إلى أن الحدود الثابتة هي شرط أساسي لاعتراف المجتمع الدولي بكيان الدولة واستقرارها.

وأوضحت سلوى بكير أن الدول التي لا تملك استقرارًا في حدودها، أو تعاني من نزاعات مستمرة عليها، تُعتبر دولًا غير مستقرة، ولا يمكن الاعتراف بها ككيان قانوني مكتمل.

وتطرقت الدكتورة بكير إلى قضية طابا، مؤكدة أن إسرائيل قدمت خلال النزاع خريطة مزورة إلى المحكمة الدولية، كانت قد عُدلت باستخدام الحاسوب. إلا أن الحُجة المصرية كانت أقوى، حيث أثبتت القاهرة أن النقطة الجيوديسية رقم 91، والموجودة في أرض الشيخ مشرح، تم إخفاؤها عمدًا من قبل إسرائيل عقب احتلالها سيناء عام 1967.

التشكيك في أحقية مصر في طابا

وأشارت بكير إلى أن هدف إسرائيل من هذا التلاعب كان التشكيك في أحقية مصر في طابا، رغم معرفتها التاريخية بأن المصري لا يتخلى عن شبر من أرضه، مختتمة: إسرائيل قامت بحفر طريق جديد على الهضبة الجنوبية بين طابا وإيلات لتغيير الحقائق على الأرض، لكن الجهد المصري أثبت العكس.

على صعيد متصل،  تواصل جامعة القاهرة، برعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس الجامعة، فعاليات الموسم الثقافي للعام الجامعي 2024-2025.

وشهدت قاعة الاحتفالات الكبري في جامعة القاهرة، محاضرة تاريخية تحت عنوان "ملحمة استرداد طابا"، ألقاها الدكتور مفيد شهاب، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والشئون البرلمانية والقانونية، ورئيس جامعة القاهرة الأسبق.

وأدار الندوة الدكتور عبدالله التطاوى، المستشار الثقافى لرئيس الجامعة، والدكتور محمد منصور هيبة، المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة والمتحدث الرسمى باسم الجامعة، بحضور الدكتور أحمد رجب، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، وعدد من الوزراء السابقين، وعمداء الكليات والوكلاء، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والعاملين وجموع من الطلاب بمختلف كليات الجامعة.


تأتى فعاليات الموسم الثقافي للجامعة فى إطار توجيهات الدكتور محمد سامى عبدالصادق، رئيس الجامعة، بتكثيف اللقاءات الفكرية مع طلاب الجامعة، وتوسيع الآفاق المعرفية والفكرية لديهم، عبر تنظيم محاضرات وندوات، مع كبار المفكرين والعلماء والكتّاب والإعلاميين، لحوارات ونقاشات مع الطلاب، تستهدف تعزيز الوعى بالقضايا المجتمعية، على مختلف المستويات محليًا وإقليميًا وعالميًا، بما يصقل شخصياتهم، ويسهم فى تنمية قيم الولاء والانتماء للوطن.

رئيس جامعة القاهرة: استرداد طابا بمثابة معركة قانونية وسياسة ودبلوماسية: 
ورحب الدكتور محمد سامي عبدالصادق بالدكتور مفيد شهاب داخل قبة جامعة القاهرة، ووصفه بأنه قيمة وقامة كبيرة، وعلم من أعلام القانون الدولي العام، وله جهود كبرى في استرداد البقعة العزيزة من أرض مصر وهي طابا، مشيرًا إلى أن الدكتور مفيد شهاب بجهوده العلمية وخبراته القانونية الرفيعة سخّر علمه في خدمة وطنه، فكان أحد أبرز أبطال هذه الملحمة الخالدة.

وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أننا نستحضر صفحة من أنصع الصفحات في التاريخ المصري الحديث، وهي ملحمة استرداد طابا، التي كانت بمثابة معركة قانونية وسياسية ودبلوماسية أثبتت أننا بالإرادة المصرية نستطيع أن نحصل على ما نريد.

وأشار إلى أن استحضارنا لهذه الذكرى لنتعلم من دروسها المستفادة، ونزكي في نفوس شبابنا قيم الانتماء الوطني، ونُحيي في أذهانهم أن الوطن أمانة، وأن كل ذرة من ترابه غالية عزيزة، مؤكدًا على ضرورة الوقوف خلف القيادة السياسية التي تحرص على اختيار الكفاءات في مختلف المجالات، وأن مصر سوف تظل عظيمة بمقدراتها وكفاءاتها.


وعبّر الدكتور مفيد شهاب عن سعادته لإلقاء محاضرة داخل قبة جامعة القاهرة العريقة التي شهدت أحداثًا تاريخية، كان آخرها زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيرًا إلى احتفال مصر يوم ٢٥ أبريل بعيد تحرير سيناء، إلى جانب احتفالها في مارس باسترداد طابا ومنطقة رأس النقب التي اغتصبها المحتل عام ١٩٦٧.

وأشار الدكتور مفيد شهاب إلى حق الشعوب في الاحتفال بانتصاراتها وشرحها وتوضحها للأجيال الحديثة التي لم تشهدها، من أجل رفع مستوى الوعي لدى الشباب وبما يُزيد من انتماءاتهم للوطن، وأن من حق الشعوب أن تدرس أسباب هزائمها، مؤكدًا أن حب الوطن لن يتحقق إلا بمعرفة عظمته وتضحياته ونضاله وأحداثه، لافتًا إلى عضويته داخل اللجنة القومية لطابا التي شكلها رئيس الجمهورية - آنذاك - من مجموعة من أبناء مصر من مختلف التخصصات لدراسة ملف استرداد طابا وتولى الدفاع عنها أمام هيئة التحكيم الدولية وكتابة المذكرات والمرافعات الشفهية.

وقدم الدكتور مفيد شهاب سردًا للموقف المصري والإسرائيلي منذ نكسة ١٩٦٧ حتى انتصار اكتوبر العظيم عام ١٩٧٣، وحروب الاستنزاف التي خاضها الجيش المصري من أجل اشغال العدو وتعريفه ان الشعب المصري بقواته يأبي الهزيمة ولا يقبل وجود العدو على أراضيه، مشيرًا إلى أن إرادة الشعب بعد هزيمة ١٩٦٧ استطاعت أن تُعيد بناء القوات المسلحة على مدار ٦ سنوات حتى تحقق النصر في اكتوبر ١٩٧٣، لافتًا إلى التحديات المختلفة التي واجهها الجيش خلال تحرير سيناء، مثل العائق المائي الذي تمثل في قناة السويس، وخط بارليف، والتي استطاعت القوات المصرية اختراقه من خلال اختراع اساليب علمية حديثة.

وأضاف الدكتور مفيد شهاب، أن أعظم الدروس المستفادة من حرب أكتوبر العظيمة هو استخدام عنصر المفاجأة والذي يُعد عنصرًا مهمًا في الحروب الحديثة، مشيرًا إلى أن الانتصار العسكري للقوات المصرية دفع اسرائيل للتفاوض مع مصر وأعقبه إعلان مبادئ اتفاقية كامب ديفيد عام ١٩٧٨، ثم توقيع اتفاقية السلام المشترك في مارس ١٩٧٩، مؤكدًا أن مصر ستظل مسؤلة عن الأمن العربي بأكلمه وتُولي اهتمامًا كبيرًا بالقضية الفلسطينية وتساند حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

وقال الدكتور مفيد شهاب، إن من بين الدروس المستفادة من ملحمة استرداد طابا، أن السند في استرداد الحق ليس فقط أن تكون صاحب حق، بل الإصرار على هذا الحق بالوسائل كافة سواء عسكرية أو سياسية أو قضائية أو قانونية، وأن القضايا والأزمات الكبرى لابد أن يتم الاعتماد فيها على الأسلوب العلمي من خلال المتخصصين كلٌ في مجاله.


وقال الدكتور عبدالله التطاوي، إن الدكتور مفيد شهاب هو  قامة وطنية ورمز رفيع المستوي من رموز الموسوعية والقانونية الرفيعة، وهو حامي الهوية المصرية، ولديه القدرة علي التجديد والابتكار والابداع في التخصص العلمي الدقيق، ويؤدي رسالته بكل اقتدار وجدارة وهو يُعد قدوة لمن يتقلد مختلف الوظائف القيادية، لافتًا إلي جهودة الكبرى في استرداد طابا.

وأوضح الدكتور محمد منصور هيبة، أن ملحمة استرداد طابا لها جوانب عسكرية وقانونية وسياسية وتاريخية وجغرافية ولها جوانب مجتمعية يغلفها جميعًا إرادة شعبية، مؤكدًا أن مفاوضات استرداد طابا لم تكن عشوائية بل ولدت من رحم إنكسار ١٩٦٧، ولافتًا إلى أن الإعلام المصري في حاجة إلى استعادة قوته كقوة ناعمة للتعامل مع القضايا الوطنية، وأن مصر ستظل بعلمائها وخبرائها وجيشها وشرطتها وجامعاتها هي الحصن الحصين التي تحمي كافة مقدرات الأمة العربية.

وفي نهاية المحاضرة، تم فتح باب المناقشة والحوار مع الطلاب والرد علي تساؤلاتهم المختلفة بهدف إثراء أفكارهم حول فعاليات المحاضرة، بهدف تكوين جيلٍ واعٍ بتحديات العصر.

كما أهدى الدكتور محمد سامي عبدالصادق، درع جامعة القاهرة للدكتور مفيد شهاب تقديرًا لدوره الرائد والمميز في ملحمة استراد طابا.