رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

استشهد به الرئيس السيسي اليوم.. من هو الإمام السيوطي؟

بوابة الوفد الإلكترونية

دعا في كلمة ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية، إلى الاقتداء بالإمام جلال الدين السيوطي، مشددًا على أنه نموذج يُحتذى في الإخلاص والعمل العلمي.

واستوقف حديث الرئيس الكثيرين، متسائلين عن شخصية هذا العالم الذي خلّف أثرًا باقٍ رغم مرور قرون على وفاته.


وُلد الإمام جلال الدين عبد الرحمن بن كمال الدين السيوطي عام 849 هـ (1445 م) في القاهرة، ونُسب إلى مدينة أسيوط، مسقط رأس والده، و نشأ يتيمًا بعد وفاة والده وهو دون السادسة، فتولّى العلماء والمربون أمر تعليمه، لينشأ على حب العلم والاجتهاد. وتتلمذ السيوطي على يد أكثر من 600 شيخ، من بينهم عدد من النساء العالمات، وهو ما يعكس انفتاح البيئة العلمية في ذلك العصر.

إنتاجه العلمي

يُعد السيوطي من أكثر علماء المسلمين إنتاجًا في التاريخ، حيث ألّف ما يزيد عن 1000 مؤلف في شتى العلوم، أبرزها: التفسير، الحديث، الفقه، البلاغة، التاريخ، اللغة، الطب، والفلك. ومن أبرز مؤلفاته:

"الإتقان في علوم القرآن"

"الدر المنثور في التفسير بالمأثور"

"تاريخ الخلفاء"

"الجامع الصغير في الحديث"

"الديباج في شرح صحيح مسلم"


كان يكتب أحيانًا أكثر من مؤلف في الشهر الواحد، مما جعله أحد أبرز أعلام المدرسة السنية الشافعية.

اعتزاله الحياة العامة

في سنواته الأخيرة، اعتزل الإمام السيوطي الحياة العامة، وتفرغ للكتابة والعبادة في منزله بروضة المقياس بالقاهرة. ورفض تقلّد المناصب أو الدخول في منازعات سياسية أو مذهبية. وظلّ كذلك حتى وفاته عام 911 هـ (1505 م)، عن عمر ناهز 62 عامًا.

استشهاد الرئيس السيسي بالإمام السيوطي لم يكن من قبيل المصادفة، بل جاء في سياق دعوته إلى تجديد الخطاب الديني بالاعتماد على نماذج مضيئة من التراث الإسلامي الوسطي.

وقال الرئيس في كلمته: "الإمام السيوطي عاش 62 سنة، وكتب ما يقرب من ألف كتاب. هل حد فينا اشتغل بالشكل ده؟".

وأشار إلى أن التجديد لا يتحقق بالكلام فقط، بل بالعمل والاجتهاد والإخلاص، مؤكدًا أن الأمة في حاجة إلى دعاة وعلماء يسيرون على درب العلماء الأجلاء مثل السيوطي.

 

نموذج للتجديد والوسطية

يمثل السيوطي مثالًا واضحًا على العالم الموسوعي المجتهد، الذي لم يكتف بالنقل وإنما كان له اجتهاداته ومواقفه وآراؤه الخاصة، مما جعله أحد أعمدة التجديد في عصره. ويُعد مرجعًا رئيسيًا في علوم القرآن والحديث، ويُستند إلى كتبه حتى يومنا هذا في المؤسسات العلمية الكبرى.

تأتي دعوة الرئيس للاقتداء بالإمام السيوطي في توقيت تشهده مصر والمنطقة من تحديات فكرية وثقافية، مما يعزز من أهمية الرجوع إلى رموز حضارية استطاعت الجمع بين العلم والعمل، وبين الأصالة والتجديد. ويظل السيوطي أحد الأسماء اللامعة التي يمكن أن تشكّل قدوة حقيقية للأجيال الجديدة من العلماء والدعاة والمثقفين.