رغم التحذيرات الأمنية
إحراق دمى اللمبي في احتفالات شم النسيم بالإسماعيلية

احتفل أهالي مدينة الإسماعيلية فجر اليوم “ ليلة شم النسيم" بإحياء تراثهم الشعبي بحرق دمية "اللمبي" بحي المحطة الجديدة بالإسماعيلية، التي تعد أحد أهم الموروثات الشعبية بمدن قناة السويس على مدار العقود الماضية. ورغم التحذيرات الأمنية من خطورة الحرائق إلا أن العشرات من أهالي المحطة الجديدة أعدوا الدميات التي تجسد ملامح لشخصيات طاغية وظالمة كان أبرزها شخصية نتنياهو وتم إشعال الحريق وسط تجمهر لأهالي الإسماعيلية لمتابعة هذا الحدث.
الوفد رصدت إشعال الحريق في دميات متعددة الأشكال والأحجام ليلة شم النسيم بوسط حي المحطة الجديدة والمشهور باحتضانه هذه الاحتفالية التي يرجع تاريخها لفترة الاحتلال الإنجليزي لمدن القناة.
وأعد حينها الشباب والأطفال دميات مجسمة لشخصية الجنرال اللورد اللمبي الحاكم العسكرى في منطقة القناة .والذي عرف عنه الظلم والطغيان وفي يوم خروج الجنرال من مصر تم اعداد محاكمة صورية للدمي واحراقها وسط احتفال شعبي تصادف يومها مع ليلة شم النسيم . ومن ذلك التاريخ ويرتبط احتفال اهالي مدن القناة بشم النسيم باحراق دمي تجسد لشخصيات طغاة وظلمة على مر السنوات .لكن في السنوات الأخيرة باتت الأجهزة الأمنية تمنع إقامة تلك الاحتفالات تجنبا لوقوع حرائق خاصة مع دخول خدمة الغاز الطبيعي لمناطق الإسماعيلية المختلفة.
ويقول محمد يوسف مؤرخ راحل في مذكراته" أن لقب اللمبى يرجع إلى المندوب السامى البريطانى "اللورد اللمبي" وكان شخصًا متكبرًا ومتجبرًا وظالمًا، فضلاً عن دوره فى نفى سعد زغلول؛ مما جعل منه عدو الشعب الأول؛ لذلك قاموا بصنع دمية اللمبى. واكد ان يوم خروج اللمبي من مصر تصادف يوم شم النسيم فقام الأهالي بمدن الاسماعيلية وبورسعيد وقتها بإعداد دمية ترمز للورد وقاموا بإحراقها ومنذ ذلك اليوم وبات الأمر عادة شعبية تجرى بالإسماعيلية وبورسعيد، وكان كل بيت فى المدينة يقوم بصنع دمية ويعلقونها جميعًا بالشارع، ويعملون بعد ذلك زفة تطوف بالدمية فى المحافظة، ثم يحرقونها في
منتصف ليلة شم النسيم.
وقالت إيمان عبدالله، 65 سنة، من أهالي الإسماعيلية إن “شخصية الدمية كل عام كانت تتغير وفقًا للأحداث والظروف التى تمر البلاد أو الوطن العربي؛ فأيام العدوان الثلاثى كانوا يصنعون 3 دميات لكل من “أنطونى إيدن رئيس وزراء بريطانيا و”مولييه” رئيس وزراء فرنسا و”بن جوريون” رئيس وزراء إسرائيل، وفي الثمانيات والتسعينيات كانت دميات لشارون ونتنياهو وجروج بوشوتضيف فى السنوات الأخيرة شهد هذا الطقس تراجعًا ملحوظًا، وذلك بعد دخول الغاز الطبيعى للمدينة والتحذير من الأخطار البيئية، إلا أنها لا تزال
جزءًا مهمًّا من الموروث الشعبى لأبناء مدن القناة.
