تحول مفاجئ فى موقف «ويتكوف» يُعقّد فرص التفاوض مع إيران

أعلن المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، عن أن على إيران إنهاء برنامجها النووى بالكامل، فى تحول مفاجئ عن تصريحاته قبل 12 ساعة فقط، حين أشار إلى إمكانية السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة لأغراض مدنية.
ويُتوقع أن تؤدى هذه السياسة الأكثر تشددًا إلى تعقيد فرص التوصل إلى اتفاق تفاوضى مع طهران، ما يعيد إلى الواجهة احتمال شن هجمات على المواقع النووية الإيرانية.
وفى تحول آخر، تقرر أن تبقى الجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران فى سلطنة عُمان كما كان مخططًا، بدلاً من نقلها إلى إيطاليا كما اقترحت واشنطن سابقًا.
وقال ويتكوف فى بيان نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «لن يتم التوصل إلى أى اتفاق مع إيران ما لم يكن اتفاق ترامب. الاتفاق النهائى يجب أن يضع أساسًا للسلام والاستقرار والازدهار فى الشرق الأوسط، وهذا يعنى إنهاء إيران لبرنامجها النووى تمامًا. ترامب طلب منى التوصل إلى اتفاق عادل وحازم، وهذا ما أسعى إليه».
فى الليلة السابقة، أكد ويتكوف خلال مقابلة على قناة فوكس نيوز أن المحادثات مع الإيرانيين ستتضمن السماح بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67%، وهى النسبة المعتمدة للأغراض النووية المدنية.
وأوضح أن إيران تُخصب فى بعض الأحيان بنسبة 60%، وفى أحيان أخرى بنسبة 20%، وهو ما اعتبره غير مقبول. وأضاف: «لا حاجة لبرنامج نووى مدنى تتجاوز فيه نسبة التخصيب 3.67%. القضية تتعلق بالتأكد من طبيعة برنامج التخصيب، وكذلك التحقق من القدرة على تصنيع السلاح، بما يشمل نوعية الصواريخ المخزنة لديهم والمفاتيح التقنية لصنع القنبلة».
يصعب التوفيق بين التصريحين المتناقضين لويتكوف، ما لم يكن يحاول التمييز بين اتفاق مؤقت يُقلص تخصيب اليورانيوم، واتفاق نهائى يُنهى البرنامج النووى الإيرانى بالكامل.
ومن المحتمل أيضًا أن يكون ترامب قد تعرض لضغوط من جناح المتشددين فى ملف إيران، الذين اعتبروا تصريحات ويتكوف السابقة محاولة لإعادة إحياء الاتفاق النووى الذى أبرم فى عهد باراك أوباما عام 2015، وانسحب منه ترامب عام 2018، واصفًا إياه بأنه «غير قابل للتنفيذ».
وقد يُنظر إلى التغيير المفاجئ فى خطاب ويتكوف كمظهر جديد من مظاهر الفوضى فى صنع السياسة الخارجية، حيث يبدو أن الإدارة الأمريكية تتصرف أحيانًا من دون تنسيق، إما بسبب غياب التركيز من جانب ترامب، أو لعدم فهمه للخيارات التى يتبناها ممثلوه.
ويتكوف، الذى يفتقر إلى الخلفية الدبلوماسية، كُلّف بإحداث اختراقات فى ملفات غزة وأوكرانيا وإيران، ولم يُظهر نفسه يومًا كمجرد ناقل لرسائل ترامب، بل بدا أن ما يقترحه فى المحادثات أو فى الإعلام هو صدى مباشر لموقف ترامب.
وقد أصرت إيران مرارًا على حقها فى الحفاظ على برنامج نووى مدنى، وبالتالى فإن التبدل الأخير فى الموقف الأمريكى قد يُثير القلق فى طهران، ويُقوّى من شوكة المتشددين الذين يرون فى واشنطن طرفًا لا يُمكن الوثوق به.
وساد فى طهران مؤخرًا شعور نادر بالتفاؤل، حيث اعتبر البعض أن محادثات ويتكوف مع وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى قد تُمهد لرفع بعض العقوبات الأمريكية، فى تطور هو الأكثر إيجابية منذ أكثر من عقد.
ويُنتظر أن يزور رئيس مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسى، طهران هذا الأسبوع، فى مسعى لتحسين قدرة فريقه على الوصول إلى المواقع النووية الإيرانية وتقييم مدى التقدم فى التعاون التقنى.