الإفراط فى المضادات الحيوية يهدد بكارثة صحية
حذر التقرير السنوى لخدمات الصحة العامة فى بريطانيا من ارتفاع عدد الموتى بسبب فشل المضادات الحيوية فى معالجات معدلات الإصابة بالأمراض البكتيرية ودعا إلى تحرك دولى عاجل وأنه فى حالة عجز المضادات الحيوية عن معالجة الكثير من الأمراض فإن أنواع بكتيريا جديدة فى تزايد مما يهدد بكارثة صحية.
ويقول الدكتور محمود عبدالخالق، استشارى طب الأطفال والحساسية والمناعة المضادات الحيوية بدأت باكتشاف البنسلين فى بداية القرن الماضى وأحدثت ثورة فى العلاج والشفاء من الأمراض وتطورت المضادات الحيوية على مر الأيام، وكلما تطورت المضادات وساء استخدامها تطورت أنواع من الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية حتى وصل الأمر الآن أنه يوجد تحذيرات من ظهور ميكروبات مقاومة لأحدث المضادات الحيوية مما يهدد بكارثة صحية تضرب العالم المتقدم والنامى، وكل هذا يرجع الى الاستخدام غير الرشيد والمفرط للمضادات الحيوية حيث تستخدم فى أى مرض حتى لدرجة أنه فى حالة نزلة البرد ومعروف جيداً أنها فيروسات ولا علاقة للمضادات الحيوية فى علاج نزلة البرد ويأخذ المريض سواء من نفسه أو ينصحه غيره وأحياناً يوصف الطبيب المضاد الحيوى ولدرجة أنه تأتى بعض الحالات تعانى من حساسية جلدية وتطالب المضادات الحيوية وهذا كله مفهوم خاطئ لدور المضادات الحيوية فى العلاج.
ويضيف الدكتور محمود عبدالخالق من طرق الاستخدام الخاطئ للمضاد الحيوى استخدام المضادات بجرعات أقل من المطلوب أو لمدة أقل من المطلوب أو إيقاف المضاد الحيوى بمجرد تماثل المريض للشفاء وكل هذه الاجراءات تؤدى الى إضعاف الميكروب وليس التخلص منه وبالتالى تظهر ميكروبات لها مناعة ضد المضاد، وأيضاً تكرار نفس المضادات بصورة عشوائية يساعد على ظهور ميكروبات لها مناعة من المضاد، لذلك يجب علينا التقليل من استخدام المضادات الحيوية واختيار المضاد يجب أن يكون مناسباً للحالة إما بخبرة الطبيب أو عن طريق الكشف عن الميكروبات وعمل مزرعة واختبار المضاد معملياً، أما عن جرعة المضاد ومدة استخدامه يجب أن تكون صارمة لتتناسب مع المرض والميكروبات وحتى نضمن التخلص نهائيا والقضاء على الميكروب وبالتالى لا تظهر ميكروبات لها مناعة من المضادات.