النظام الغذائي الأفريقي التقليدي: اكتشاف علمي جديد يقلل خطر الإصابة بالسرطان

لطالما كان النظام الغذائي المتوسطي محط اهتمام العلماء، حيث تم الإشادة به لدوره في الوقاية من مجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطان.
واكتشف العلماء أخبرًا أن النظام الغذائي الأفريقي التقليدي قد يكون له فوائد صحية مماثلة، إن لم تكن أكبر، في الوقاية من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري من النوع 2، بل قد يسهم أيضًا في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
التأثير الإيجابي للنظام الغذائي الأفريقي التقليدي:
توصل الباحثون الهولنديون إلى أن النظام الغذائي الأفريقي التقليدي، الذي يعتمد على حبوب مثل الدخن، والخضراوات الجذرية مثل البطاطا، والخضراوات الورقية، قد يكون له تأثير قوي في تقليل الالتهابات داخل الجسم.
ويعتبر الالتهاب، الذي يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي أجسامًا غريبة، أحد العوامل الرئيسية وراء العديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والسكتات الدماغية وبعض أنواع السرطان.
أظهرت الأبحاث أن النظام الغذائي الأفريقي يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل مستويات الالتهاب، ويحسن الاستجابة المناعية للجسم تجاه الفيروسات والبكتيريا.
كما أظهرت النتائج أن هذا النظام الغذائي قد يكون له تأثير طويل الأمد في تقليل التهابات الجسم، ما قد يساهم في إبطاء عملية الشيخوخة.
وفي دراسة أُجريت على 77 متطوعًا من تنزانيا، تبين أن المشاركين الذين تحولوا إلى النظام الغذائي الأفريقي التقليدي شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في علامات الالتهاب في دمائهم.
ومن ناحية أخرى، شهد أولئك الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا غربيًا كان يحتوي على الأطعمة المعالجة مثل اللحوم المصنعة والبطاطس المقلية، زيادة في مستويات البروتينات الالتهابية في دمائهم، بالإضافة إلى انخفاض فعالية جهازهم المناعي في مقاومة الأمراض.
النظام الغذائي الغربي: مسبب رئيسي للالتهاب:
أكد الباحثون أن النظام الغذائي الغربي، الذي يتسم بالاعتماد على الأطعمة المصنعة والغنية بالدهون المشبعة، السكريات المكررة، والملح، يسبب التهابات جهازية واضطرابات في العمليات الأيضية داخل الجسم.
وترتبط هذه الالتهابات المزمنة بزيادة خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان.
الطعام الأفريقي: عنصر أساسي في تقوية الجهاز المناعي:
النظام الغذائي الأفريقي التقليدي يركز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف والمغذيات مثل الذرة، والفاصوليا، والموز، والبامية، والأفوكادو. وهذه الأطعمة، التي تحتوي على مستويات عالية من الفيتامينات والمعادن، تعمل على تعزيز الجهاز المناعي وتقلل من الالتهابات. كما أظهرت الدراسة أن التبديل إلى هذا النظام الغذائي ساهم في تحسين الاستجابة المناعية بشكل ملحوظ.
التغذية والتغيرات الاجتماعية في أفريقيا:
بينما يشهد العديد من البلدان الأفريقية تغيرات سريعة في أنماط حياتهم، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض المرتبطة بأسلوب الحياة مثل السمنة والسكري، فإن العودة إلى النظام الغذائي التقليدي قد يكون حلاً فعالًا لمكافحة هذه الأمراض.
وشدد العلماء على أهمية الحفاظ على هذه العادات الغذائية التقليدية في مواجهة الأطعمة الغربية المعالجة.
أهمية تقليل الأطعمة المصنعة:
ويمكن للنتائج التي ظهرت خلال هذه الدراسة أن تدفع الناس في الدول الغربية إلى إعادة التفكير في استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الوجبات الجاهزة والمشروبات السكرية، التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
وينصح الخبراء بتقليل هذه الأطعمة من النظام الغذائي اليومي والتركيز على الأطعمة الطازجة وغير المعالجة التي يمكن أن تساهم في تحسين الصحة العامة.
ويقدم النظام الغذائي الأفريقي التقليدي بديلاً قويًا وصحيًا للأنظمة الغذائية الغربية المليئة بالأطعمة المصنعة.
وفي حين أن النظام الغذائي المتوسطي لا يزال يحظى بشعبية كبيرة، إلا أن البحث العلمي يسلط الضوء الآن على فوائد النظام الغذائي الأفريقي التقليدي في الوقاية من الالتهابات وتقوية جهاز المناعة، مما يجعله خيارًا مغذيًا ومفيدًا للوقاية من السرطان والأمراض المزمنة الأخرى.