كلام فى الهوا
العلاقات بين الناس أصبحت تؤكد أن التغيرات طالت كل شيء، الناس خُبثاء يتمسكون بمصالحهم المادية أكثر من تمسكهم بالأخلاق، مستعدون لتغيير أهوائهم لمن يُغذى مصالحهم، فالناس تحكمهم أنانيتهم دون النظر إلى مصالح الآخرين، وأصبحوا ناكرين للجميل لا يعترفون بالفضل ولكنهم يميلون للكسب السريع، هم معك طالما كنت تُفيدهم، ويبذلون لك كل غالٍ من أجل أن ينالوا رضاك، طالما لم يأخذوا مصلحتهم منك ومازالت بعيدة عنهم، وبمجرد الحصول على المصلحة سوف ينقلبون عليك، وسوف تنقلب صداقتهم إلى عداءٍ شديدٍ، لا يترددون فى الإساءة إليك، وتجده يجعل من نفسه محبوباً لدى الناس بالإساءة إلى سمعتك وشرفك، هذا الشخص الخسيس لا يحزنه موت أمه أو أبيه ولكنه يحزنه عدم حصوله على المصلحة من وراءك، ويقول فى ذلك إن ثمن الأب والأم يُنسى أما المصلحة فلا تُنسى أبداً وسبب ذلك بسيط، فالكل يدرى أن الحُزن لا يمكن أن يُعيد الأب أو الأم، ولكن ضياع المصلحة يُبعد الشخص عن المكاسب الكثيرة، ولدى الناس الكثير من الأمثال حتى أصبح من الضرورى أن نُعلن أن البشر لا يفعلون أى خير أبداً إلا بالضرورة، ولكن أقر وأعترف أن هذه وجهة نظر ليست شاملة طالما مازال فى الكون شُرفاء يُضحون بدمائهم من أجل أن يعيش باقى البشر، وما أقرب لنا من هؤلاء المقاومين الذين يتساقطون يومياً ولا يستسلمون.