رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

أخيرًا تحررت الخرطوم من ميليشيات الدعم السريع، واستعاد الجيش السودانى سيطرته على العاصمة السودانية، لتنفتح طاقة أمل جديدة فى استقرار قادم وحسم للصراع الدائر، بعد شهور طويلة من الحرب الأهلية والمعاناة والدمار.
وبكل ثقة أقول إن الموقف المصرى من الحرب الدائرة واضح وحاسم وعقلاني وركز على مساندة المؤسسات الرسمية، وعلى رأسها الجيش الوطنى السودانى بعيدا عن أى انحيازات لأى فئة أخرى، وهذا هو ما أكدت الأحداث المتتالية صحته فيما بعد، انطلاقا من حقيقة تحقق الاستقرار فى أى دولة بفضل جيوشها الوطنية ومؤسساتها الرسمية الراسخة. 
ولا شك أن استقرار السودان وسيادة السلام على أرضه يمثلان إحدى أولويات السياسة الخارجية لمصر، باعتبار أن هذا البلد الشقيق ظل على مدى عقود طويلة جزءا لا يتجزأ من المملكة المصرية، وارتبط الشعبان معا بوشائج متينة من التكامل والتضامن والمصير المشترك، وهو ما جعل الزعيم الوفدى العظيم مصطفى النحاس يطلق مقولته الشهيرة «تقطع يدى ولا يُفصل السودان عن مصر».
كذلك، فإن السودان هو أقرب بلدان حوض النيل إلى مصر، تاريخيا وجغرافيا ومجتمعيا، لذا فإن استقراره ضرورة لتنسيق المواقف بخصوص قضايا المياه، فى ظل أزمة شُح مائى قادمة تعانى منها كثير من المناطق نتيجة التغيرات المناخية، فضلا عن توجهات إثيوبيا لبناء سدود على مجرى النهر، وهو ما يؤثر على حصتى مصر والسودان من المياه.
وهناك أبعاد أخرى اقتصادية واجتماعية وثقافية تدفعنا إلى المشاركة بدور حيوى واستراتيجى فى السعى لتحقيق الاستقرار فى البلد الشقيق، ولا يخفى على أحد أن مصر اكانت أكثر بلدان العالم استقبالا للاجئين السودانيين خلال فترة الحرب.
لقد كتبت من قبل إن موقف مصر المشرف من الصراع الدائر هناك يستحق التحية والتقدير، إذ انطلق من إيمان مطلق بأهمية وحدة الأراضى السودانية، والحفاظ على مؤسسات الدولة باعتبارها ضمانة الأمن والاستقرار لشعب ناضل من أجل التحرر من الاستعمار والاستقلال وتحقيق تنمية حقيقية لكنه لم يهنأ أبدا. فمنذ الاستقلال والسودان على موعد متكرر، وشبه دائم مع الصراع والاضطرابات والانقسامات، وهذا هو ما أدى إلى انفصال جنوب السودان عن شماله سنة 2011 ثم تجددت الصراعات مرة أخرى وهو ما يدفع ثمنه المواطنون البسطاء كل يوم. 
وإذا كان عدد سكان السودان يبلغ نحو 51 مليون نسمة، فإن هناك أكثر من 24 مليونا منهم يعانون نقص الغذاء وضعف الرعاية الصحية نتيجة الحرب الأهلية، ولا شك أن ذلك يتطلب جهودا عربية قوية لتأمين إغاثة المدنيين. 
ومصر سباقة إلى حشد الجهود العربية لدعم كل دولة شقيقة فى محن وشدائد قاسية، تذكرنا بقوة الدولة المصرية وحيوية مؤسساتها الراسخة، وتدفعنا إلى الحرص الدائم على التوحد والاصطفاف الوطنى من أجل مصالح الوطن. 
وسلام على الأمة المصرية.