حكم تداول رسائل توديع شهر رمضان المبارك

في نهاية شهر رمضان المبارك، يتبادل المسلمون الرسائل الإلكترونية وبرقيات التوديع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعبيرًا عن مشاعرهم تجاه هذا الشهر الكريم. فما حكم الشرع في هذا الأمر؟
الاهتمام بوداع رمضان عبر العصور
ظل المسلمون على مر العصور يحيطون شهر رمضان باهتمام خاص منذ لحظة استقباله وحتى وداعه. فكما يحتفلون بقدومه عبر استطلاع الهلال وتبادل التهاني، فإنهم يودعونه بمشاعر مختلطة بين الحزن على فراق أيامه المباركة، والرجاء في قبول الأعمال، والدعاء للقاءه مجددًا في الأعوام القادمة.
وقد نقل الإمام ابن رجب الحنبلي في "لطائف المعارف" أقوال بعض الصحابة في وداع رمضان، حيث كان سيدنا عليٌّ رضي الله عنه ينادي في آخر ليلة من رمضان: "يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه، ومن هذا المحروم فنعزيه"، كما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله: "أيها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك".
حكم إرسال رسائل توديع رمضان إلكترونيًا
أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعًا من تبادل الرسائل الإلكترونية وبرقيات التوديع مع نهاية شهر رمضان. فهذه الرسائل تحمل معاني التذكير بنفحات الشهر الكريم، والتنبيه على قرب انتهائه، والدعاء بقبول الأعمال، وهي جميعها أمور مستحبة شرعًا.
كما أن استخدام وسائل التقنية الحديثة في نشر الخير وتعزيز الارتباط بالقيم الإسلامية يُعد من الأمور المحمودة، طالما أنها تتوافق مع الضوابط الشرعية. فقد تقرر في الفقه الإسلامي أن الأصل في الأشياء الإباحة، ولا يُحرم شيء إلا بدليل شرعي.
رسائل التوديع.. بين التهنئة والتنبيه
تحمل رسائل توديع رمضان في مضمونها معنيين مهمين:
التهنئة بتمام الشهر: إذ تعبر عن الفرحة بما أتمه المسلم من صيام وقيام، وتمني استمرار الطاعات بعد رمضان.
التنبيه إلى قرب انتهاء الشهر: حيث تذكر المسلم بقيمة الأيام الأخيرة، وتحثه على اغتنام الفرص المتبقية من الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
وقد أورد الإمام اللكنوي في كتاب "اللطائف المستحسنة بجمع خطب شهور السنة" بعض خطب الوداع الرمضانية، جاء فيها: "الوداع والوداع لشهر رمضان، شهر التسابيح والتراويح وتلاوة القرآن، الوداع والوداع لشهر رمضان".