الأخلاق في التعامل مع الناس: بر الوالدين

شهر رمضان المبارك هو شهر الخير والبركة، شهر تتضاعف فيه الحسنات، وتتفتح فيه أبواب الجنة، ومن أعظم الأعمال التى تقربنا إلى الله تعالى فى هذا الشهر الفضيل، بل فى كل وقت، هو بر الوالدين، فبر الوالدين هو من أحب الأعمال إلى الله تعالى، وهو سبب لدخول الجنة، ونيل رضا الله تعالى فى الدنيا والآخرة.

ومكانة بر الوالدين فى الإسلام عظيمة، فبر الوالدين هو من أعظم الأعمال التى تقربنا إلى الله تعالى، وقد قرنه الله تعالى بعبادته فى كثير من الآيات القرآنية، وبر الوالدين هو سبب لدخول الجنة، ونيل رضا الله تعالى فى الدنيا والآخرة، وهو سبب للبركة فى الرزق والعمر.
كما جاء فى آيات الله القرآنية عن بر الوالدين، قال تعالى: «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ ۖ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا" (الإسراء: 23)، وقال تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» (لقمان: 14).   
وفى الأحاديث النبوية الشريفة عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: سألت النبى صلى الله عليه وسلم: أى العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قلت: ثم أى؟ قال: «بر الوالدين»، قلت: ثم أى؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» (رواه البخارى ومسلم)، وعن أبى هريرة – رضى الله عنه – عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، قِيلَ: مَنْ؟ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا، فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ» (صحيح مسلم).

ولتطبيق بر الوالدين في الحياة اليومية، وخاصة فى رمضان، يجب المداومة على حسن معاملتهما، والتحدث إليهما بكل احترام وتقدير، وطاعتهما فى كل ما يأمران به، ما لم يكن فيه معصية لله تعالى، وقضاء حوائجهما، وتلبية طلباتهما، والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، والصحة والعافية، وزيارتهما باستمرار، خاصة إذا كانا يقيمان بعيدًا، وتخصيص وقت لقضائه معهما فى رمضان، ومشاركتهما وجبتى الإفطار والسحور، ومساعدتهما فى تجهيز وجبات رمضان، وتخفيف العبء عنهما.

وشهر رمضان فرصة عظيمة لزيادة بر الوالدين، وتقوية الصلة بهما، واستغلال أوقات رمضان في الجلوس مع الوالدين، والتحدث إليهما، والاستماع إلى قصصهما ونصائحهما، والإكثار من الدعاء لهما فى رمضان، خاصة فى أوقات الاستجابة.

إن بر الوالدين هو من أعظم الأعمال التى تقربنا إلى الله تعالى، وهو سبب لسعادتنا في الدنيا والآخرة. فلنجعل من شهر رمضان المبارك بداية جديدة لبر والدينا، ولنجتهد في طاعتهما، والإحسان إليهما، والدعاء لهما. ولنتذكر دائمًا أن رضا الله تعالى من رضا الوالدين.

[email protected]