آه من حواء.. 3 احتفالات بالمرأة في شهر وإنجازات بلا حدود

المرأة في كل زمان ومكان تستحق أن يحتفي بها في كل وقت وحين، وليس في شهر مارس فقط.. لأنها العطاء والدفء والحنان.. عمود الخيمة والسند والأمان..  وأكبر دليل.. الله عز وجل عندما خلق سيدنا ادم لم يكتفي به، بل خلق من ضلعه الأيسر وهو نائم حواء- عليها السلام - فلا حياه بدون نصف الدنيا.. 

التاريخ الحديث لم يكن وحده شاهدا أو داعما لدور المرأة.. بل على مدار الزمن ومنذ القدم كانت المرأة المصرية لها مكانه عالية وصلت لدرجة التقديس، فظهرت المعبودات من النساء إلى جانب الآلهة الذكور، فإلهة الحكمة كانت في صورة امرأة، والإلهة إيزيس كانت رمزًا للوفاء والإخلاص. وإلهة العدل هي ماعت، وإلهه الحب حتحور، وحتى الملكة حتشبسوت حصلت على لقب يد الإله. 

 كما حصلت المرأة المصرية على وظيفة دينية في المعابد مثل كبيرة الكهان   واستطاعت المرأة الدخول في العديد من ميادين العمل المختلفة، وشاركت في الحياة العامة، وكانت تحضر مجالس الحكم، وكان لها حقوق رضاعة الطفل أثناء العمل، ووصل التقدير العملي لها لدرجة رفعها إلى عرش البلاد، فقد تولين المُلك في عهود قديمة، مثل حتب، أم الملك خوفو؛ وخنت، ابنة الفرعون منقرع؛ إباح حتب، ملكة طيبة؛ وحتشبسوت؛ وتي زوجة إخناتون؛ وكليوباترا

ومع مرور الوقت احتفظت المرأة في مصر وكل دول العالم بذات المكانة والحب والتقدير الى أن تم تخصيص شهر مارس للاحتفاء بها وسمي شهر المرأة لانعقاد ثلاث احتفالات لها.. 

الأول:  يوم المرأة العالمي الموافق ٨ مارس، وأعلن عنه بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن هنا باتت تحتفل به الدول بشكل سنوي.  من أجل تمكين النساء والفتيات في مختلف أنحاء العالم وشتى المجالات

الثاني:   تحتفل به مصر بيوم المرأة المصرية الموافق ١٦ مارس من كل عام التزاماً بقرار الأمم المتحدة الذي يحث الدول الأعضاء على الاحتفال بيوم المرأة الخاص بها على أن يكون هذا اليوم مرتبط بحدث تاريخي للبلد نفسه. وهذا اليوم يحمل ذكرى مشاركة المرأة المصرية في الثورة الشعبية عام ١٩١٩ بزعامة سعد باشا ضد الاستعمار البريطاني واستمرارها في النضال الوطني من أجل الاستقلال، هذا اليوم تظاهرت أكثر من 300 سيدة بقيادة السيدة هدى شعراوي رافعين أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ومنددين بالاحتلال البريطاني.  وكانت السيدة “حميدة خليل” أول شهيدة مصرية من أجل الوطن خلال الثورة

 وفى ذات التاريخ حققت المرأة المصرية العديد من الإنجازات، حيث أعلن عن تأسيس أول اتحاد نسائي في مصر، في 16 مارس 1923، وبعدها بأعوام وتحديداً في 16 مارس من عام 1928، دخلت أول دفعة من الفتيات في جامعة القاهرة

وفى 21 مارس عام 1956 كانت مصر أول دولة تحتفل بعيد الأم   عندما قامت إحدى الأمهات بزيارة الكاتب الراحل مصطفى أمين في مكتبه بصحيفة أخبار اليوم وقصت عليه كيف   صارت أرملة وأولادها صغار، ولم تتزوج وضحت بحياتها من أجلهم حتى تخرجوا، وتزوجوا وانصرفوا عنها تماما فكتب مصطفى أمين في عموده الشهير "فكرة" يقترح تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل لها. 

‏‏الاحتفال بالمرأة ‏هذا‏ ‏العام، يتزامن مع ‏مرور 30 ‏عاما‏ ‏علي‏ ‏انعقاد‏ ‏مؤتمر‏ ‏بكين‏ ‏للمرأة‏ ‏في‏ 1995‏م‏, ‏‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏نقطة‏ ‏تحول‏ ‏مهمة‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏حقوق‏ ‏المرأة‏, ‏حيث‏ ‏تم‏ ‏تحديد‏ ‏المساواة‏ ‏بين‏ ‏الجنسين‏ ‏كهدف‏ ‏رئيسي‏  ، ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار "الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات" وهذا ما برزت فيه مصر  خلال فتره حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي .. 

فمن حيث التمثيل السياسي ...تضمن دستور 2014 20 مادة لتمكين المرأة... فقد ضمن لها تخصيص 25% من مقاعد البرلمان .... لتصل نسبة تمثيلها في مجلس النواب ل27% ...و14% في مجلس الشيوخ .... كما تولت المرأة الكثير من المناصب كسراً للحاجز الزجاجي منها مستشارة للأمن القومي ونائباً لمحافظ البنك المركزي.... ومناصب وزارية... ومنصب محافظ ونواب الوزراء.... وتم تعيينها قاضية في مجلس الدولة والنيابة العامة لأول مرة ....

وعن التمكين الاقتصادي... تستحوذ المرأة على 45% من إجمالي مشروعات جهاز تنمية المشروعات .... وبلغ نصيب المرأة في صندوق التنمية المحلية 65% من المستفيدين، وفي إطار أول شراكة على مستوي العالم بين البنك المركزي والمجلس القومي للمرأة، تم إطلاق برنامج تحويشة للإذخار والإقراض الرقمي... كما أُطلق أول نموذج محاكاة مع بنك مصر لتشجيع المرأة الريفية على استخدام الخدمات البنكية.

وعن الحماية الاجتماعية.. تستفيد النساء من 89% من البرامج مع زيادة ميزانية برنامج تكافل وكرامة بنسبة 235% ، ومثلت النساء 65% من المستفيدين من برامج التدريب للعاملين بالجهات الحكومية. 

وفي إطار الاستثمار في الفتيات تم إطلاق برنامج نورة في العديد من المحافظات، ليشمل تمكين الفتيات من سن 10 الي 14 سنة، لإمدادهن بالمعرفة والمهارات لتنمية قدراتهن، وتم الاحتفال بتخريج أول دفعة بلغ عددها 6125 فتاة. 

وبالنسبة لمجال الرعاية الصحية للمرأة ...أطلقت مبادرة 100 مليون صحة للكشف المبكر عن الأمراض، وبرامج التوعية لضمان حياة صحية وآمنة للمرأة، كما تم تكثيف الجهود للقضاء على زواج الأطفال وختان الإناث 

كما يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، والسيدة قرينته، على حضور احتفالية المرأة المصرية والأم المثالية كل عام   من منطلق تقديره واعتزازه بدور المرأة والأم في كل ميادين الحياة بداية من العصر الفرعوني وصولا للجمهورية الجديدة. العصر الذهبي للمرأة المصرية