رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

للوطن وللتاريخ

تابعت توجيهات الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية خلال اللقاء الذي عقدته مع سكرتيري عموم المحافظات عبر الفيديو كونفرانس بحضور قيادات الوزارة، والتي استعرضت فيه سير العمل في المراكز التكنولوجية بالمحافظات، وبعض الملاحظات التي رصدتها الوزيرة خلال جولاتها المفاجئة في الأسابيع الماضية.
والأهم في اللقاء كان مطالبة الوزيرة لقيادات وزارة التنمية المحلية بالمرور الميداني في جميع القرى والأحياء والمراكز لرصد مشكلات المواطنين والعمل على حلها، وإنهاء خدمات المواطنين ، بل أعطت الوزيرة مهلة أخيرة لتحقيق إنجاز وطفرة في الملفات الخدمية للمواطنين، وقالت نصًا " مش عايزين قعدة مكاتب".
ومن هذا اللقاء نستخلص أن الأداء الحالي للكثير من القيادات داخل المحافظات لم يكن مرضيًا للدكتورة الوزيرة، بدليل تصريحاتها بإعطاء مهلة أخيرة لهم لتحقيق إنجازات في هذا الملف، ويقين الوزيرة، أو على الأقل معرفتها بوجود الكثير من قيادات المحافظات لا يجيدون سوى "قعدة المكاتب" والانفصال التام عن الشارع والمواطنين ومتطلباتهم.
والحقيقة الواضحة في شوارع قرى مصر أنها تفتقد للكثير من مقومات الحياة، سواء من حيث رصف الطرق، أو نظافة الشوارع وجمع القمامة، أو الاعتداء على الطرق العامة، في حين لا يجيد كل مسئول في هذا الأمر سوى جمع الرسوم الشهرية للمرافق من مياه وكهرباء ورسوم الصرف الصحي وجمع القمامة، دون تحرك يليق بتوفير بيئة مناسبة للعيش في القرى.
وما نقوله وأكثر يعرفه كل مواطن مصري يقرأ هذه السطور ويعيش في القرية والمدينة، وربما الكثير من أحياء العاصمة ذاتها، في ظل خروج الكثير من قيادات المجالس القروية ، والأحياء للمعاش، دون تعيين شباب جدد لتجديد الدماء وتولى المهمة، واللجوء لتعيين قيادات قليلة الخبرة والقدرة على إدارة العمل والتفاعل المجتمعي ومن هنا نجد أصل الأزمة الحالية.
وإذا كانت الوزيرة قد وضعت يدها على بواطن الأمور ومعرفة الخلل الناتج عنه ضعف الأداء في المجالس القروية، فلابد أن تسأل الوزيرة نفسها أيضًا ماذا فعلت في ملف تجديد الدماء؟ والأعداد التي خرجت على المعاش، والفراغ الناتج عنه؟! خاصة أن الكثير من شباب الوزارة لجأوا للانتداب والنقل لجهات حكومية أخرى، سواء هربًا من البيروقراطية الموجودة، أو بحثا عن المزيد من الدخل في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
خلاصة القول إن "قعدة المكاتب" تسيطر على الأداء في المحافظات وهي أصل المشكلة، ولابد من النظر في الإعلان مسابقة كبرى لا تقل عن مائة ألف موظف لضخ دماء جديدة في المحافظات والوحدات المحلية والمرافق التابعة لها، فلا فائدة من الحديث عن التطوير ومشروعاته في غياب العنصر البشري القادر على أداء المهمة..حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء، وللحديث بقية إن شاء الله