رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

بلوسكي تمنح المستخدمين تحكمًا أكبر في بياناتهم

بوابة الوفد الإلكترونية

تواصل منصة بلوسكي جهودها لتعزيز خصوصية مستخدميها، حيث كشفت الشركة عن مقترح جديد يمنح الأفراد مزيدًا من التحكم في كيفية استخدام بياناتهم. تم نشر المقترح عبر منصة GitHub، موضحًا التغييرات المحتملة التي تعتزم بلوسكي تنفيذها لتحقيق هذا الهدف.

إطار عمل جديد للتحكم في البيانات

يُركز المقترح على تمكين حسابات بروتوكول atproto، بما في ذلك مستخدمي بلوسكي، من تحديد "نواياهم" أو تفضيلاتهم بشأن فئات معينة من إعادة استخدام محتواهم العام. وأوضحت الشركة أن هذه الآلية تشبه ملفات robots.txt المستخدمة في الويب، حيث تُحدد معايير للجهات الفاعلة الجيدة لاحترام خصوصية البيانات، لكنها لا تحمل قوة قانونية ملزمة.

بمعنى آخر، سيحصل مستخدمو بلوسكي على وسيلة رقمية واضحة لإبلاغ منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي وغيرها من أدوات استخراج البيانات بما يُسمح لها باستخدامه من بياناتهم العامة، وهو ما يعكس خطوة جديدة نحو حماية خصوصية المحتوى.

كيف يعمل ملف robots.txt وما علاقته ببلوسكي؟

يُعتبر robots.txt ملفًا شائع الاستخدام على الويب، حيث يُحدد إرشادات لمحركات البحث وأدوات الزحف حول ما يُمكنها وما لا يُمكنها فهرسته أو جمعه من موقع معين. تعتمد العديد من الشركات الكبرى، بما في ذلك Google، على هذا الملف لاحترام رغبات مالكي المواقع.

تسعى بلوسكي الآن إلى تطبيق مبدأ مشابه عبر إضافة إعدادات جديدة تمنح المستخدمين قدرة أكبر على تحديد كيفية تعامل منصات الذكاء الاصطناعي مع بياناتهم. ومع ذلك، يُشكل هذا النهج تحديًا لأن robots.txt ليس قاعدة ملزمة قانونيًا، بل هو مجرد توصية تعتمد على التزام الشركات الأخرى به.

الذكاء الاصطناعي واستخراج البيانات: معركة مفتوحة

في الوضع الحالي، تُعتبر منصة بلوسكي موقعًا عامًا، مما يعني أن منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي وغيرها من أدوات تحليل البيانات مثل بحث جوجل تستطيع الوصول إلى المحتوى المنشور هناك بحرية. وقد أثار هذا الأمر نقاشًا واسعًا بين المستخدمين والمطورين حول ضرورة إيجاد حلول أكثر قوة لحماية الخصوصية.

وخلال مؤتمر South by Southwest (SXSW) الأخير، تحدث جاي غرابر، الرئيس التنفيذي لشركة بلوسكي، عن هذه القضية، مشيرًا إلى أن استخدام الشركات الكبرى لبيانات الويب لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي يُمثل تحديًا يتطلب معايير جديدة. لاحقًا، زاد هذا الموضوع اهتمامًا بعدما نشر غرابر توضيحًا عبر منصة بلوسكي، مما هدأ من مخاوف المستخدمين.

موقف بلوسكي من استخدام البيانات العامة

أكد غرابر أن شركات الذكاء الاصطناعي تستخرج البيانات العامة من الإنترنت منذ فترة طويلة، بما في ذلك المحتوى المتاح على بلوسكي، مشيرًا إلى أن المعايير التقليدية مثل robots.txt كانت وسيلة فعالة لتنظيم هذا الأمر. وأضاف: "نحن نقدم مقترحًا لإنشاء معيار جديد يُشبه robots.txt، يُمكن لمنصات الذكاء الاصطناعي وغيرها من الجهات الفاعلة الجيدة احترامه".

يُذكر أن الشركات الكبرى، مثل ميتا، تعرضت لاتهامات باستخدام أساليب غير أخلاقية لجمع البيانات وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مما دفع بعض رواد المجال الرقمي إلى اتخاذ خطوات لمنع استغلال المحتوى الخاص بهم.

رد فعل المستخدمين: قميص يعبر عن موقف بلوسكي

في لفتة ساخرة، ارتدى جاي غرابر خلال مهرجان SXSW قميصًا يحمل عبارة "Mundus sine Caesaribus" (باللاتينية: "عالم بلا قيصر")، في إشارة ساخرة إلى قميص شهير ارتداه مارك زوكربيرج سابقًا كُتب عليه "Aut Zuck aut nihil" ("زوك أو لا شيء").

لم تتوقف السخرية عند هذا الحد، حيث قامت بلوسكي بعرض قميص غرابر للبيع عبر موقعها الرسمي، ونفد في دقائق، مما يعكس التفاعل القوي من المستخدمين مع موقف الشركة تجاه قضايا الخصوصية.

هل تنجح بلوسكي في فرض معايير جديدة؟

مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي وزيادة الاعتماد على استخراج البيانات، يُثير اقتراح بلوسكي تساؤلات حول مدى التزام الشركات الأخرى بهذه المعايير الجديدة. هل ستحترم منصات الذكاء الاصطناعي هذه القواعد غير الملزمة قانونيًا؟ أم أن الأمر يتطلب تدخلاً قانونيًا أوسع لحماية البيانات العامة؟

في كل الأحوال، تُعد هذه الخطوة من بلوسكي جزءًا من نقاش عالمي متزايد حول كيفية التوفيق بين التطور التكنولوجي وحماية حقوق الأفراد في التحكم في بياناتهم. الأيام القادمة كفيلة بكشف مدى نجاح هذه المبادرة في إحداث تغيير حقيقي في سياسات جمع البيانات على الإنترنت.